في رسالة تعزية بعث بها إلى عائلة الفنان الفقيد

رئيس الجمهورية يشيد بخصال وإنجازات عمار العسكري

 رئيس الجمهورية يشيد بخصال وإنجازات عمار العسكري
  • القراءات: 760
 ق/و ق/و

أشاد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بخصال الفنان الراحل عمار العسكري الذي توفي أول أمس (الجمعة) بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة عن عمر ناهز 73 سنة، مؤكدا أن أعمال وإنجازات الفقيد الفنية ستكون "ذخرا تقتدي بهالأجيال". 

وقال رئيس الجمهورية في رسالة تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيد "إلى بارئها فاضت روح المناضل والفنان الأستاذ القدير عمار العسكري، أبرأ المولى روحه الطاهرة وأواها في رحاب جنات الخلد والنعيم، وحسن أولئك رفيقا". 

وأوضح قائلا: "لقد نذر الراحل حياته لخدمة الوطن والشعب، إذ تعلقت همته منذ غضاضة العمر بالمثل العليا في الحرية والسيادة في زمن هتك صفاءه ظلم الاستعمار الغاشم". 

وأضاف الرئيس بوتفليقة: أنه "بفقدنا هذا الطود الشامخ، سقط اسم وعلم من سماء وطننا المفدى، علم فقده جمهور عريض في الداخل والخارج وفقدته السينما الجزائرية التي مدها العمر وشكل صورتها بحب الجزائر، إذ كان من الرعيل الأول للمخرجين الذين تميزت أعمالهم وتوجهاتهم بالصورة والكلم والطرح السينمائي الجزائري الهادف بعد الاستقلال". 

وتابع رئيس الدولة في رسالته قائلا: "فكانت له بصمة واضحة وصرخة مسموعة وتأوهات عميقة في كل أعماله مثل "دورية نحو الشرق" و"المفيد" و"أبواب الصمت"، التي دونها له التاريخ والماضي الحافل في سجل ناصع ومميز ونال من خلالها جوائز عديدة قيمة في الكثير من المهرجانات الوطنية والدولية". 

وتابع رئيس الجمهورية في رسالة التعزية بالقول: "ولئن غيّب الموت الأستاذ والفنان والمناضل والمخرج عمار العسكري، فإنما ذكراه ستظل باقية في قلوب كل الجزائريين ورصيده وأعماله وإنجازاته الفنية ستكون ذخرا تقتدي بها الأجيال". 

وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول: "وإذ أعزي أسرته الكريمة وذويه الأبرار وكل الأسرة الفنية، أسأل المولى أن يحتسبه مع الذين اصطفاهم إلى جواره من العاملين الصادقين". 

 ومن جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد محمد العربي ولد خليفة أن المخرج الراحل عمار العسكري، ترك "آثارا مجدت الثورة الجزائرية" ستظل "شاهدا حيا للأجيال. 

وذكر السيد ولد خليفة في برقية تعزية إلى عائلة الفقيد أن "الفنان العسكري ترك آثارا مجدت الثورة وبطولات جيش التحرير الوطني وتضحيات الجزائريين من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، ستبقى شاهدا حيا للأجيال". 

كما عبّرت المديرية العامة للأمن الوطني عن بالغ تأثرها لوفاة المجاهد والسينمائي عمار العسكري، مؤكدة أن الرجل رحل تاركا وراءه للجزائر إرثا سينمائيا ثقافيا وتاريخيا مهما لاسيما أفلامه المميزة التي كان لها صدى عالمي.

وأوضحت أن هذه القامة السينمائية الفذة، إلى جانب عدة أسماء فنية وثقافية رحلت في صمت تاركة بصماتها الابداعية الى الأبد على غرار المرحوم سيد علي كويرات ووجوه مسرحية أخرى كالناقد الكاتب صالح لمباركية والفنانة القديرة فتيحة باربار... كان لهم علاقات شراكة وتعاون مباشرة أو غير مباشرة مع المديرية العامة للأمن الوطني، في سبيل خدمة المصلحة الوطنية خاصة فيما يتعلق بالدعم الكامل بالوسائل البشرية والمعدات التي يحتاجونها في تحقيق أعمالهم الفنية، في إطار إحياء الذاكرة الوطنية واثراء الموروث الثقافي الذي يعد ضرورة حيوية لبناء شخصية الأجيال وتعزيز وتقوية الانتماء للوطن.

وتقدمت المديرية بتعازيها القلبية لعائلة الفقيد راجية المولى عز وجل أن يتغمد روحه الطاهرة برحمته الواسعة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

وقد ووري جثمان الفقيد الثرى أمس (السبت) بعد صلاة الظهر بمقبرة سيدي بوضياف ببلدية عين الباردة بعنابة في أجواء مهيبة حضرها الآلاف من المواطنين ورفقاؤه في الساحة الفنية والثقافية. 

وحضرت الموكب الجنائزي الذي امتد على طول 5 كيلومترات سلطات الولاية المدنية والعسكرية إلى جانب ممثلين عن وزارة الثقافة ونواب بالغرفتين يتقدمهم شقيق الفقيد النائب بمجلس الأمة محمد الطيب العسكري بالإضافة إلى أعضاء بجمعية "أضواء" التي كان يرأسها الراحل عمار العسكري وعدة وجوه فنية من عدة مناطق من الوطن. 

وكانت علامات الحزن تبدو عميقة على وجوه رفقاء الفقيد وهم يودعون قامة من قامات السينما الجزائرية وأحد أبنائها الذين كانوا في طليعة النضال من أجل القضية الوطنية إبان الثورة التحريرية، وشاهدا ملتزما ووفيا على مآثرها من خلال أعمال سينمائية تبقى خالدة. 

ذلك ما أصر على التذكير به على هامش مراسم الدفن، رفقاء دربه بجمعية "أضواء" من بينهم النائب الأول للجمعية عمر ربيع و غوتى بن ددوش وحسان بن زراري وفنانين آخرين من أبناء مدينة عنابة من بينهم الممثل عبد الحق بن معروف الذين أشادوا بأعماله وسخائه في العطاء الفني وتواضعه الكبير. 

وقد وصفوا عمار العسكري بالأب الروحي للفنانين الشباب الذين وجدوا فيه الرجل الذي نجح بعبقرية ووفاء في ترجمة بطولات الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية من خلال رائعة "دورية نحو الشرق"، وواصل مسيرته بعد الاستقلال بالعمل والإبداع والدعوة دائما للاستثمار في الشباب لبناء الوطن.

وبدورهم، أشاد مخرجون سينمائيون وممثلون بالمزايا الإنسانية وعبقرية الفقيد، حيث بدا المخرج أحمد راشدي جد متأثرا لفقدان رفيقه وصديقه "الفنان الكبير" الذي قال عنه إنه "معلم للسينما الجزائرية" و"رجل استثنائي"، مذكرا بالتزام الفقيد خلال حرب التحرير. 

وأكد عميد الممثلين الجزائريين طه لعميري الذي تأثر هو الآخر برحيل الرمز أنه كان "مناضلا كبيرا لصالح القضية الوطنية (...) وسينمائيا كبيرا في خدمة الثقافة الوطنية من خلال أفلامه". 

وأشار الممثل والمخرج مصطفى عياد الى أن عمار العسكري كان "مناضلا كبيرا من أجل القضية الوطنية والثقافة الجزائرية، في حين تأسف المخرج حاج رحيم "لفقدان صديق ورجل محب للجزائر يتميز بقيم إنسانية استثنائية".