مولودية وهران
حلم العودة إلى الساحة الإفريقية يتزايد
- 601
سعيد. م
حافظت مولودية وهران على حظوظها كاملة بنيل إحدى المراتب الثلاث الأولى التي إن تحققت سيكون ذلك إنجازا كبيرا لها، وهي التي كانت طيلة عشر سنوات، تعاني الأمرّين قبل الخروج سالمة من صراع البقاء في الجولات الأخيرة عن الختام.
بل إن المناصرين الأكثر تعلقا باللونين الأبيض والأحمر يرون ـ بعد النقطة الثمينة التي كسبها الفريق في بجاية - أن مولوديتهم قادرة على صنع المفاجأة إن حالفها الحظ وتعثر الرائد وفاق سطيف ومنافسوها المباشرون على الوصافة في الجولات الثلاث المتبقية، وبالمقابل تألقت هي فيها؛ لذلك فهمت السعادة الكبيرة للمدرب الفرنسي جان ميشال كافالي بعد نيل أشباله نقطة في بجاية، وصفها بمثابة انتصار، ستتيح للوهرانيين الحلم على الأقل بنيل مشاركة إفريقية العام القادم، وقبل ذلك تسمح للتشكيلة بالتحضير في أحسن الظروف لـ ”داربي” وهران ضد الجارة الجمعية، التي توجد في ظروف نفسية صعبة بعد تعثرها المفاجئ بديارها أمام شباب قسنطينة. وقد ظهرت تبعات ذلك التعثر واضحة على كل مكوناتها، وهو عامل، يقول الجيران ”الحمراوة”، يصب في مصلحة فريقهم للظفر بنقاط هذا ”الداربي” رغم إقرارهم المسبق بصعوبة المأمورية؛ لكون ”الجمعاوة” قد دخلوا بخسارتهم أمام فريق الجسور المعلقة في الحسابات المعقدة، وسقوط آخر وأمام أي فريق كان، يعني الكارثة في ظل المعطيات المتقلبة للبطولة الوطنية.
ولقد أجمع المتتبعون، ومعهم الأنصار، على أن المولودية الوهرانية توجد في أحسن رواق لإنهاء المنافسة الرسمية بقوة، لتوفر التحفيزات بجميع أنواعها، وهو المطلوب في نظرهم في هذا الحيز الأخير من البطولة؛ فتعادل بجاية مثلا، كان ثمنه عند الرئيس بلحاج أحمد المعروف بـ ”بابا”، 10 ملايين سنتيم، وذلك نادرا ما كان يحصل في عهد الرؤساء السابقين للمولودية، ولا يخال هؤلاء المتتبعون والمحبون أن ”بابا” سيقف عند هذا الحد مادام مدفوعا بحلم قيادتها إلى إنجاز، حتى يرفع من شعبيته أكثر لدى ”الحمراوة” وينسيهم فشل سالفيه، هذا من جهة، ويساعد عميد أندية غرب البلاد على طي صفحة السنوات العجاف نهائيا من جهة أخرى.
وقبل ملامسة هذا الحلم، يتوجب على المولودية الوهرانية النظر في الرزنامة، والتعامل بجدية وإيجابية مع مقابلاتها المتبقية التي تُعد نهائيات كأس بحق، وبداية باللقاء المحلي المتجدد ضد الجارة الجمعية، الذي وعلى خلاف الذهاب، سيلعب بحضورالجمهور، الذي سيكون في غالبيته من أنصار المولودية، والتحضير لهذا الموعد بدأ مباشرة بعد نهاية لقاء بجاية، الذي لم يعرف أي طارئ سلبي من جانب الطفيليين والمندسّين بين الأنصار الوهرانيين. وتكثف لجنتهم تحت قيادة رئيسها سالم فوضيل من جهودها؛ حتى تجعل من لقاء السبت القادم عرسا للكرة الوهرانية بحسبها، وقبل ذلك ضمان تواجد كثيف للمحبين حتى يدفعوا زملاء براجة إلى تحقيق الفوز المطلوب.
أما التشكيلة فستعود إلى أجواء التدريبات عصر اليوم بعد يومين راحة استفادت منهما لالتقاط أنفاسها. وما يشجّع مدربها كافالي هو توفره على كامل التعداد خاليا من إصابات أو عقوبات بعدما استنفد المهاجم شريف إيقافه مباراة واحدة، فقط شيء واحد قد يعكّر استعدادات ”الحمراوة” ورغبة مدربهم كافالي، وهو برمجة اللقاء النهائي لمنافسة كأس الجمهورية الخاص بفئة الآمال، الذي سيجمع فريقي مولودية وهران باتحاد الحراش في نفس يوم ”الداربي”، مما سيحرمه من خدمات خمسة لاعبين من هذه الفئة في ظل محدودية تشكيلة الأكابر، بحسب التقني الفرنسي.