تلاميذ يدرسون في أقسام تشبه غرف التبريد بعين طاية

الأولياء يناشدون المسؤولين حماية أبنائهم

الأولياء يناشدون المسؤولين حماية أبنائهم
  • القراءات: 1969
 زهية. ش زهية. ش

يناشد أولياء تلاميذ عدة مدارس ببلدية عين طاية، الجهات المعنية بالتدخل قصد تحسين ظروف تمدرس أبنائهم، من خلال توفير الإطعام المدرسي، النقل وخاصة التدفئة التي أصبحت هاجسهم الأول داخل الأقسام، نظرا للبرودة الشديدة التي تميز هذا الفصل والتي أثرت على مستوى التلاميذ الدراسي.

وفي هذا الصدد، دق المشتكون في تصريحهم لـ«المساء» ناقوس الخطر الذي يهدد مستقبل أبنائهم الذين يدرسون في أقسام تحولت إلى شبه «غرف تبريد» بسبب غياب التدفئة في عز فصل البرد، الأمر الذي صعب المهمة على الأساتذة والتلاميذ الذين يفقدون التركيز وينشغلون بتدفئة أجسامهم، خاصة تلاميذ المرحلة الابتدائية التي تنعدم التدفئة في نسبة كبيرة من مؤسساتها.

في هذا السياق، اعترفت النائبة بالمجلس الشعبي البلدي المكلفة بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية، السيدة خديجة بركاني لـ «المساء»، بالظروف الصعبة التي يدرس خلالها أغلبية تلاميذ عين طاية، نتيجة غياب التدفئة، مؤكدة على تعطل 25 جهاز تدفئة بالمدارس، حيث تنعدم التدفئة بما يقارب 20 بالمئة من الأقسام، منها مدرسة جديدة فتحت أبوابها هذا الموسم بديار الغرب غير مجهزة نهائيا بالمدفآت، مما جعل التلاميذ يدرسون في وضع صعب جدا بسبب البرد القارس الذي يميز منطقة عين طاية الساحلية.

وأرجعت المتحدثة هذه الوضعية إلى ضعف الغلاف المالي للتكفل بهذا المشكل وعدم حصول المجلس الشعبي البلدي على مبلغ مالي تقدم بطلبه من الولاية لصيانة الأجهزة المعطلة، مشيرة إلى أن المجلس أرسل في الأيام القليلة الأخيرة تقريرا مفصلا عن الوضعية بكل المؤسسات التربوية، حيث لا يقتصر هذا المشكل على المدارس الابتدائية فحسب، إنما يطال كل الأطوار، خاصة بالنسبة للثانويات التي تستعمل فيها المدرجات كقاعة للتدريس.

وأشارت السيدة بركاني إلى استفادة البلدية من غلاف مالي خاص بصيانة المدارس الابتدائية، ضمن أربع بلديات أخرى تواجه نفس الوضع، مؤكدة أن مشكل تسريح العمال المتعاقدين في الصائفة الماضية عطل عملية الصيانة وإعادة تهيئة المدارس، خاصة أن البلدية ليس لها إمكانيات لتوظيف عمال جدد، وما زاد من متاعب المتمدرسين بعين طاية، غياب المطاعم المدرسية في العديد من المؤسسات وحرمان التلاميذ من وجبات ساخنة، حيث توجد خمس مطاعم مدرسية فقط بمدارس علي حمدان، الأمير عبد القادر، هواري بومدين وعلي عمار، بينما تفتقد سبع مدارس أخرى للمطاعم، مما يدفع التلاميذ إلى التنقل إلى منازلهم بغرض تناول وجبة الغذاء أو الاعتماد على وجبات باردة، خاصة بالنسبة لأطفال الأحواش والأحياء البعيدة الذين يواجهون مشكل النقل المدرسي، حيث تتوفر البلدية على ثلاث حافلات مخصصة للأطوار التعليمية الثلاثة، بينما توجد 12 مدرسة ابتدائية، 3 متوسطات و3 ثانويات.

وحسب النائبة خديجة بركاني، فإن المجلس الشعبي البلدي طلب من الولاية غلافا ماليا لإنجاز مطاعم بمدرسة الساسي الحواس، وريدة مداد وابن باديس كخطوة لتدعيم الإطعام المدرسي، في انتظار إيجاد حلول نهائية لمشكل الاكتظاظ وقلة الأقسام الذي يشتكي منه أولياء تلاميذ مدرسة مولود فرعون التي تعد من أقدم المدارس التي تواجه عجزا بسبب توفر حجرتين فيها، مما أدى إلى اعتماد نظام الدوامين، في انتظار إتمام أشغال إنجاز حجرة أخرى.

وفي هذا الصدد، أكد بعض أولياء تلاميذ هذه المؤسسة التربوية لـ «المساء»، أنهم اقتنوا مواد البناء بإمكانياتهم الخاصة من أجل إنجاز حجرة أخرى والقضاء على نظام الدوامين، بينما قدمت إدارة المؤسسة، حسبما أوضحت لنا مديرتها، طلبا لمديرية التربية لشرق العاصمة من أجل الترخيص للسلطات المحلية بإنجاز حجرة ثانية بنفس المؤسسة، لحل مشكل الاكتظاظ وإنهاء نظام الدوامين نهائيا، فيما ذكرت محدثتنا أن المجلس قدم طلبا للولاية في شهر أكتوبر الماضي قصد الحصول على اعتماد مالي لإنجاز حجرة للحارس الذي يضطر إلى المبيت في قاعة للتدريس في ظروف صعبة يواجهها أيضا التلاميذ الذين يدرسون في أقسام تتسرب إليها مياه الأمطار بسبب انسداد البالوعات، مثلما لاحظت «المساء» مؤخرا خلال زيارتها للمؤسسة التربوية.