أكّد رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة السينمائي والناقد إبراهيم العريس أنّ مهرجان الفيلم العربي بوهران يكبر منذ انطلاقته الأولى قبل 7 سنوات مضت، حيث أصبح يدخل في المجال الأكاديمي للعمل السينمائي والصناعة السينمائية على العموم، ويتوقّع أن يتبوأ مكانا لا بأس به مستقبلا. دعا الناقد رجال السينما العرب إلى التفكر الجديّ في ترقية السينما العربية، من خلال العمل على خلق مدينة ضخمة للإنتاج السينمائي تضمّ جميع الدول العربية، من شأنها أن تنتج أفلاما سينمائية جيدة على المستوى العالمي، لاسيما مع وجود الأنترنت أو ما أصبح يطلق عليه بـ»العالم الافتراضي».
كما اعتبر إبراهيم العريس مشاركته ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة للمهرجان إضافة لتجربته في الحقل السينمائي وفرصة للاحتكاك بين مختلف السينمائيين والمهتمين بهذا القطاع، لاسيما فيما يخصّ التعرّف على السينما المغاربية بشكل خاص والتي يراها بأنها لا تزال مقلة، مشيرا إلى أنّ التجربة الجزائرية في هذا المجال عرف تراجعا بسبب فترة العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر، غير أنّ هناك مخرجين جزائريين يعيشون في المهجر استطاعوا خلال نفس الفترة أن يقدّموا أفلاما جيدة، على غرار المخرج رشيد بوشارب ومهدي شريف .
وعن الأفلام السينمائية الطويلة الـ 12 التي دخلت المنافسة على جائزة «الوهر الذهبي»، أكّد إبراهيم العريس أنّ عملية التقييم لا تزال في أولها والعمل السينمائي الأحسن هو من يستحق عن جدارة التتويج.
ولمن لا يعرف إبراهيم العريس، فهو اسم لا يكاد يخطاه أيّ مهتم بالسينما وعالم الكاميرا شرقا وغربا، مبدع، جمع في شخصه حب السينما وعشق السفر بعيدا في الكتابة عنها، يبدو مثل أبطال الأعمال التي يكتب عنها مسكونا بالأضواء والألوان وروائح الأصوات، من مواليد 25 فيفري 1946 في بيروت، أصيل عائلية سينمائية بامتياز من جهة الأم  والأب، فوالده هو المخرج والمنتج السينمائي اللبناني علي العريس وأمه الممثلة أمال العريس، كانت بداية علاقته العملية بالسينما أولا من عائلته، ثم عندما تعرّف على السينمائيين المصريين الذين غادروا إلى لبنان بعد تأميم السينما المصرية في الستينات وشارك في عدّة مهن سينمائية وفي إعداد بعض الأفلام العربية المصورة في تركيا وإيران وعمل كمساعد مخرج في أكثر من 30 فيلم.
جمع إبراهيم العريس ببين السينما والكتابة الإبداعية فهو سيناريست ومؤلف ومخرج وناقد، أصدر أكثر من 18 كتابا حول السينما، أهمها «الصورة والواقع» و»رحلة في السينما العربية»، «تاريخ السينما اللبنانية» و»سينما الإنسان»، وترجم حوالي 40 كتابا في السينما والفلسفة والتاريخ من الفرنسية والإيطالية والإنجليزية، إلى جانب اشتغاله في الصحافة منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث أسّس ورأس تحرير المجلتين الشهريتين الثقافيتين «المسيرة» (1979- 1980)، و»المقاصد» (1980- 1986)، والكتابة عن السينما لدى إبراهيم العريس رحلة ومتعة في رحاب الفن السابع يدفع بقارئه إلى المشاركة في بناء العمل بدل الاستهلاك فقط.