الفنان السعيد حلمي يكرَّم بـ ”الجزائرية”
عرفان بمسيرة مزدانة بذكريات الفن الجزائري
- 1154
مريم. ن
بادر، أوّل أمس، المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى بالتنسيق مع ديوان الترقية الثقافية والفنية، بتكريم الفنان الكبير السعيد حلمي بعد مشوار دام عقودا، قدّم خلاله الكثير للثقافة الجزائرية، مسجّلا اسمه في قائمة الروّاد.
احتضنت حفل التكريم قاعة سينما ”الجزائرية” التي عجّت بالوافدين من أصدقاء الفنان ومعجبيه ومن العائلات العاصمية، وكذا بعض الشخصيات السياسية المعروفة وبعض المجاهدين، ليدخل حلمي القاعة على أنغام الزرنة والزغاريد المدوية.
وفي كلمته الترحيبية، أكّد السيد عبد الحكيم بطاش رئيس بلدية الجزائر الوسطى، أنّ هذا اللقاء بمثابة العرس الكبير المقام تكريما لحلمي وإحياء لليوم الوطني للفنان، ثم راح المتدخّل يسرد مناقب المكرَّم، ووصفه بالأب وصاحب الاسم المعروف عبر الوطن، الذي وهب حياته للثقافة والفن، ودخل بيوت الجزائريين من أوسع أبوابها.
بعدها عُرض فيلم وثائقي خاص بحياة السعيد حلمي بعنوان ”هذيان قلم”، وهو من إنتاج الجمعية السينمائية ”أضواء”، تضمّن لقطات من بعض السكاتشات والأفلام التي شارك فيها حلمي، أغلبها بالأبيض والأسود، تبرز بداياته كفتى يافع مقبل بحماس على عالم الفن، وكان ذلك بفضل الراحل بشطارزي. كما تضمّنت بعض الأدوار مشاركته لأخيه الممثل والسيناريست والمخرج القدير محمد حلمي.
وتضمّن الفيلم لقاءات عديدة نشّطها الفنان، منها بيع بالإهداء لكتابه ”هذيان قلم”، ففي نادي ”فرانز فانون” مثلا، خاطب الجمهور قائلا: ”أنا أخوكم مجنون، وكم أحبكم! فأنتم رأسمالي”، وكان دوما يخبّئ علم الجزائر في سترته ليخرجه في الوقت المناسب ليكون شاهدا على ما يقول، خاصة عندما يتحدّث بحرارة وصدق مع جيل الشباب الذي يحثّه على الوطنية وعدم التفريط في الجزائر مهما كانت قساوة الظروف.
ومن ضمن ما قاله هذا الفنان القدير في الفيلم: ”أعتز بأنّني أنتمي إلى العجاجبية”. وكانت السيدة نورية تؤيّده، وشهدت أنّه شاركها في دور وكان لا يتجاوز الـ14 سنة؛ حيث مثّل دور ابنها، ومن حينها لم تنقطع علاقتها به.شهادات أخرى عن الفنان السعيد عُرضت بالفيلم، منها شهادة السيدة زهرة ظريف والراحل سيد علي كويرات التي صفّقت لها القاعة، وشهادة الفنان بن يوسف حطاب وعمر فطموش ومحمد حلمي وغيرهم الكثير الكثير؛ سواء من الممثلين أو المثقفين أو رجال الإعلام. كما عرض الفيلم لقاء آخر لحلمي في المسرح الوطني مع كوكبة من الفنانين، منهم فاطمة حليلو وصونيا وفتيحة سلطان وسعاد سبكي وغيرهم.
وبعد انتهاء الفيلم لم يكفّ الفنان عن الصول والجول في القاعة، ليقدّم بعدها عرضا ”كم أحبكم!”، عبّر من خلاله للجمهور الحاضر عن تأثّره بهذا التكريم، وحضور أعزّ الأصدقاء رفقاء الدرب، وكان في كلّ مرة ونتيجة إحساسه المرهف ودموعه التي تخونه، يُشعل القاعة بالتصفيق، ليهدي هذا التكريم في الأخير لأعز الناس، وعلى رأسهم كويرات وعمار العسكري وكثير ممن رحلوا، ثم لملم دموعه مخاطبا الفنانة الكبيرة وهيبة زكال، ليذكّرها بمن رحلوا كمصطفى بديع، والتفت إلى الفنان كمال حمادي ليسأله عن الراحل ميسوم وعن أخيه الحاج عمر، الذي ملك المسرح الجزائري بين كفيه، ليتساءل عن سبب هذا النسيان.
في العرض أدى السعيد أيضا دور معيوف الابن المدلّل عند أمه التي لا تملك في الدنيا سواه، كان يعمل ماسح أحذية بساحة الشهداء إبان الاستعمار، ويلهث ليشتري لأمه ما تشتهيه من خبز وحلوى ووردة بيضاء، لكنه يجدها قد ماتت عند عودته نتيجة الفقر والمرض، ليهتف بعدها بحياة القصبة، ويهدي وردته البيضاء للشعب الجزائري، مبديا تحديه لليأس والاستسلام حتى عندما شاركه الدور أحد زملائه الفنانين من القاعة.
ونشّط بعده الحفل الفنان ديدين كروم بأغان شعبية من التراث العاصمي، رقصت على أنغامها سيدات القصبة وهن يرتدين الحايك والعجار. وقدّم بعدها سكاتش لثنائي شاب نال إعجاب الحضور لعرضه الكوميدي الساخر.
ثم انطلقت مراسم التكريم، حيث ألبس السيد بطاش الفنان السعيد برنوسا بمشاركة السيد إسماعيل أولبصير الأمين العام لوزارة الثقافة، وسُلّمت له أيضا شهادة شرفية في شكل درع وباقات من الورود. ومن على منصة التكريم قبّل الفنان محمد حلمي أخاه، وقال له: ”أنت وصلت نتيجة موهبتك وعملك منذ أن دخلت عالم التمثيل على يد بشطارزي سنة 1952”. أما السيد أولبصير فأشار إلى اعتزازه بصداقة السعيد الفنان القدير، الذي اجتاز بجدارة كلّ عقبات الإبداع إضافة إلى كونه مناضلا من أجل نيل الفنانين حقوقهم القانونية والاجتماعية، خاصة على مستوى وزارة الثقافة.
للتذكير، فإنّ السعيد حلمي من مواليد سنة 1939 بمنطقة أزفون، شارك في بداياته بالعديد من الأعمال الموجّهة للأطفال، كما نشّط العديد من الحصص الإذاعية حول المسرح الأمازيغي، ومنها حصة ”أقرذاش” الشهيرة، التي قُدّمت على مدار 10 سنوات متتالية بالقناة الثانية، كانت من أعماق المجتمع والذاكرة الشعبية.
أخرج عمي السعيد أكثر من 300 نص مسرحي إذاعي في القناتين الأولى والثانية، وشارك في أكثر من 17 فيلما سينمائيا، منها ”أدي ولا خلي”، ”خطاف العرايس” و«علي في بلاد السراب” إلى جانب ”الولف صعيب”.
احتضنت حفل التكريم قاعة سينما ”الجزائرية” التي عجّت بالوافدين من أصدقاء الفنان ومعجبيه ومن العائلات العاصمية، وكذا بعض الشخصيات السياسية المعروفة وبعض المجاهدين، ليدخل حلمي القاعة على أنغام الزرنة والزغاريد المدوية.
وفي كلمته الترحيبية، أكّد السيد عبد الحكيم بطاش رئيس بلدية الجزائر الوسطى، أنّ هذا اللقاء بمثابة العرس الكبير المقام تكريما لحلمي وإحياء لليوم الوطني للفنان، ثم راح المتدخّل يسرد مناقب المكرَّم، ووصفه بالأب وصاحب الاسم المعروف عبر الوطن، الذي وهب حياته للثقافة والفن، ودخل بيوت الجزائريين من أوسع أبوابها.
بعدها عُرض فيلم وثائقي خاص بحياة السعيد حلمي بعنوان ”هذيان قلم”، وهو من إنتاج الجمعية السينمائية ”أضواء”، تضمّن لقطات من بعض السكاتشات والأفلام التي شارك فيها حلمي، أغلبها بالأبيض والأسود، تبرز بداياته كفتى يافع مقبل بحماس على عالم الفن، وكان ذلك بفضل الراحل بشطارزي. كما تضمّنت بعض الأدوار مشاركته لأخيه الممثل والسيناريست والمخرج القدير محمد حلمي.
وتضمّن الفيلم لقاءات عديدة نشّطها الفنان، منها بيع بالإهداء لكتابه ”هذيان قلم”، ففي نادي ”فرانز فانون” مثلا، خاطب الجمهور قائلا: ”أنا أخوكم مجنون، وكم أحبكم! فأنتم رأسمالي”، وكان دوما يخبّئ علم الجزائر في سترته ليخرجه في الوقت المناسب ليكون شاهدا على ما يقول، خاصة عندما يتحدّث بحرارة وصدق مع جيل الشباب الذي يحثّه على الوطنية وعدم التفريط في الجزائر مهما كانت قساوة الظروف.
ومن ضمن ما قاله هذا الفنان القدير في الفيلم: ”أعتز بأنّني أنتمي إلى العجاجبية”. وكانت السيدة نورية تؤيّده، وشهدت أنّه شاركها في دور وكان لا يتجاوز الـ14 سنة؛ حيث مثّل دور ابنها، ومن حينها لم تنقطع علاقتها به.شهادات أخرى عن الفنان السعيد عُرضت بالفيلم، منها شهادة السيدة زهرة ظريف والراحل سيد علي كويرات التي صفّقت لها القاعة، وشهادة الفنان بن يوسف حطاب وعمر فطموش ومحمد حلمي وغيرهم الكثير الكثير؛ سواء من الممثلين أو المثقفين أو رجال الإعلام. كما عرض الفيلم لقاء آخر لحلمي في المسرح الوطني مع كوكبة من الفنانين، منهم فاطمة حليلو وصونيا وفتيحة سلطان وسعاد سبكي وغيرهم.
وبعد انتهاء الفيلم لم يكفّ الفنان عن الصول والجول في القاعة، ليقدّم بعدها عرضا ”كم أحبكم!”، عبّر من خلاله للجمهور الحاضر عن تأثّره بهذا التكريم، وحضور أعزّ الأصدقاء رفقاء الدرب، وكان في كلّ مرة ونتيجة إحساسه المرهف ودموعه التي تخونه، يُشعل القاعة بالتصفيق، ليهدي هذا التكريم في الأخير لأعز الناس، وعلى رأسهم كويرات وعمار العسكري وكثير ممن رحلوا، ثم لملم دموعه مخاطبا الفنانة الكبيرة وهيبة زكال، ليذكّرها بمن رحلوا كمصطفى بديع، والتفت إلى الفنان كمال حمادي ليسأله عن الراحل ميسوم وعن أخيه الحاج عمر، الذي ملك المسرح الجزائري بين كفيه، ليتساءل عن سبب هذا النسيان.
في العرض أدى السعيد أيضا دور معيوف الابن المدلّل عند أمه التي لا تملك في الدنيا سواه، كان يعمل ماسح أحذية بساحة الشهداء إبان الاستعمار، ويلهث ليشتري لأمه ما تشتهيه من خبز وحلوى ووردة بيضاء، لكنه يجدها قد ماتت عند عودته نتيجة الفقر والمرض، ليهتف بعدها بحياة القصبة، ويهدي وردته البيضاء للشعب الجزائري، مبديا تحديه لليأس والاستسلام حتى عندما شاركه الدور أحد زملائه الفنانين من القاعة.
ونشّط بعده الحفل الفنان ديدين كروم بأغان شعبية من التراث العاصمي، رقصت على أنغامها سيدات القصبة وهن يرتدين الحايك والعجار. وقدّم بعدها سكاتش لثنائي شاب نال إعجاب الحضور لعرضه الكوميدي الساخر.
ثم انطلقت مراسم التكريم، حيث ألبس السيد بطاش الفنان السعيد برنوسا بمشاركة السيد إسماعيل أولبصير الأمين العام لوزارة الثقافة، وسُلّمت له أيضا شهادة شرفية في شكل درع وباقات من الورود. ومن على منصة التكريم قبّل الفنان محمد حلمي أخاه، وقال له: ”أنت وصلت نتيجة موهبتك وعملك منذ أن دخلت عالم التمثيل على يد بشطارزي سنة 1952”. أما السيد أولبصير فأشار إلى اعتزازه بصداقة السعيد الفنان القدير، الذي اجتاز بجدارة كلّ عقبات الإبداع إضافة إلى كونه مناضلا من أجل نيل الفنانين حقوقهم القانونية والاجتماعية، خاصة على مستوى وزارة الثقافة.
للتذكير، فإنّ السعيد حلمي من مواليد سنة 1939 بمنطقة أزفون، شارك في بداياته بالعديد من الأعمال الموجّهة للأطفال، كما نشّط العديد من الحصص الإذاعية حول المسرح الأمازيغي، ومنها حصة ”أقرذاش” الشهيرة، التي قُدّمت على مدار 10 سنوات متتالية بالقناة الثانية، كانت من أعماق المجتمع والذاكرة الشعبية.
أخرج عمي السعيد أكثر من 300 نص مسرحي إذاعي في القناتين الأولى والثانية، وشارك في أكثر من 17 فيلما سينمائيا، منها ”أدي ولا خلي”، ”خطاف العرايس” و«علي في بلاد السراب” إلى جانب ”الولف صعيب”.