المخرجة الفلسطينية نجوى نجار لـ"المساء":
"عيون الحرامية" إيصال لصوت قضيتنا العادلة للعالم
- 1892
حاورتها: خ. نافع
عقب عرض فيلم "عيون الحرامية" بقاعة سينما "المغرب"، ضمن المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بمهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته الثامنة، استوقفت "المساء" المخرجة الفلسطينية نجوى النجار، في حديث سريع عن الفيلم وعن الرسالة التي رغبت في إيصالها عن معاناة الشعب الفلسطيني، وكذا عن ظروف التصوير التي أحاطت بهذا العمل، خصوصا وأنّه صوّر في الضفة الغربية.
كيف أضحى المشاهد العربي يتلقى الأفلام التي تروي المعاناة الفلسطينية؟
لا تزال القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان المواطن العربي البسيط ولا داعي لأن نبحث عن رأي الساسة والحكومات، يكفي أنّني كلّما يعرض فيلمي في إحدى المناسبات أو المهرجانات أرى دموع ومشاعر التضامن تحتويني كفلسطينية عربية، وأشعر بتضامن أشقائي مثلما أرى اليوم هذا الزخم من التصفيق والتحايا في مهرجان وهران، حيث يشارك فيلمي ضمن قائمة الأفلام الروائية الطويلة، وموقف المشاهد الجزائري والزغاريد والدموع تتعالى الآن عقب العرض لا يختلف عن موقف المشاهد العربي، وهذا يسعدني ويجعلني أشعر بأنّنا كفلسطينيين لسنا وحدنا فيما نعاني بل هناك من يساندنا بقلبه وبإيمانه بقضيتنا، فهذا الكم الهائل والزخم من المشاعر يجعلني أشعر بالاغتباط حقا.
لما فضّلت أن يكون بطل الفيلم الممثل المصري النجم خالد أبو النجا على أن يكون ممثلا فلسطينيا؟
— لم أكن أرغب في شخص يمثّل دور ثائر وكفى، ولكن كنت أرغب في "ثائر" يقوم بالدور، حيث اعتقدت أنّ أدوار خالد باعتباره ناشطا في مجال حقوق الإنسان والطفل وسفيرا للنوايا الحسنة لدى منظمة اليونيسيف ستساعده على شحن دور أب له ماضٍ سرّي خطير ويبحث عن ابنته بالعواطف والمشاعر المطلوبة.
كيف كانت ظروف تصوير الفيلم التي تزامنت مع الهجمات الإسرائيلية على غزة؟
لقد انتهينا من تصوير الفيلم خلال الهجمات الشرسة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي خلال فصل الصيف الماضي على قطاع غزة، ولم تكن الظروف سهلة، ولعلّ ما ميّز هذا هو فقدي لوالدي في تلك الأثناء، وهو ما جعل التأثير الشخصي الأكثر وقعا وجعلني استلهم البعض من خصاله لأصنع منها شخصية البطل في كتابة نص هذا الفيلم.
ما هي الرسالة التي أردت أن يحملها "عيون الحرامية"؟
لقد كانت غايتي الأسمى من "عيون الحرامية" أن يكشف عن جزء من الدمار وعبثية العنف الذي يحيط بنا من خلال قصة واحدة، وعملت على سردها بشكل يعالج النقاط التي تجول بخاطري، فقمت بالجمع بين العناصر التي تؤدي إلى نسج القصة الفلسطينية التي أردت أن أحكيها، واعتقد أنّ دراما العلاقة بين الأب والابنة وقصة الحب والتأمّل في ماضي وحاضر فلسطين، قدّمت في هذا الفيلم سردا متعدّد الأوجه عن أشخاص لهم معتقدات راسخة يواجهون عدم اليقين الأخلاقي للزمن.
لاحظنا بأنّ فيلمك يولد فيه الأمل من رحم الدمار، ما تعليقك؟
كان الدمار الذي شعرت به نجار خلال الصيف الماضي، وأحس به كثير من الناس في جميع أنحاء العالم، لم يكن بحثها عن الأمل فريدا من نوعه، وكانت أسئلتي حول المقاومة ومعناها وقيمتها باعثة على الأسى، فقد كان سرد قصة من ماضي المقاومة الفلسطينية من طرق مناقشة الوضع الراهن، وكذلك ما يخبئه المستقبل.
فقد أثارت القصة الحقيقية التي حدثت في عام 2002 في ذروة الانتفاضة الفلسطينية، وهي قصة رجل فلسطيني وحيد قام بما يطلق عليه البعض - وأقصد هنا إسرائيل ومسانديها - تخريبا وإرهابا، بينما يسميه آخرون دفاعا عن النفس، ـ قلت أثارت اهتمامي، وكذلك أثرت تساؤلات حول المقاومة والبقاء على قيد الحياة عندما يكون الناس تحت النيران والقصف، كانت هذه طريقة التفكير في الأشياء، تذكّرني بتوجّه والدي الإيجابي في أوقات اليأس، ربما كان سينصحني بالبحث عن شيء إيجابي وسط كلّ هذا اليأس، لذلك توجهت إلى السينما بحثا عن الأمل من خلال إنجازي لهذا الفيلم.
إضافة إلى الظروف المحيطة، ما
هي المصاعب التي واجهتك أثناء التصوير؟
التصوير في ظلّ الاحتلال مليء بالمفاجآت، فنحن لا نعرف ماذا سيحدث غدا وخصوصا أنّنا كنا نصوّر في مخيم بلاطة وكان خالد أبو النجا وفريق العمل عندما يسألوني عن صوت الرصاص من جهة ما كنت أقول مبتسمة لا تقلقوا هذا حفل زفاف، والفيلم تم تصويره في حوالي 25 يوما فقط، وهو أمر مرهق جدا، خصوصا مع ارتباط سعاد ماسي بجدول عمل مزدحم وكان أمامها أيام قليلة فقط، فضلا عن أن إدخال خالد أبو النجا للأراضي الفلسطينية استغرق وقتا طويلا وتصاريح كثيرة، وكان أمامه 30 يوما فقط وكان لا بد من إنهاء التصوير فيها نظرا لكونه بطلا رئيسيا للفيلم.
بخصوص اختيار سعاد ماسي، كيف وقع اختيارك عليها؟
الفيلم ساهمت الجزائر في إنتاجه، وأردت من وراء اختياري لفنانة جزائرية أن أؤكّد أنّ الجزائر لا تزال رمزا حاضرا للثورة وحاضرة للثوار في كلّ أصقاع العالم ومثل يعتز ويفتخر به الشعب الفلسطيني، إضافة إلى أنّ موقف الجزائر من القضية الفلسطينية ظلّ ثابتا منذ أزيد من 65 سنة، وهذا كان كافيا كي أشرك فنانة جزائرية تكريما وتحية للجزائر على هذا الموقف الشجاع.
رشّح "عيون الحرامية" لأوسكار 2015، كيف كان شعورك؟
سعدت بترشيح الفيلم لأوسكار 2015، ولكن في المقابل نعلم أنّ الفوز بهذه الجائزة ليس أمرا سهلا أبدا، لاعتبارات كثيرة يأتي في مقدمتها أنّ الغرب وخصوصا أمريكا وحلفاءها ليسوا أصدقاء مناصرين للقضية الفلسطينية.
بعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان وهران، هل من مشاريع؟
ستكون للفيلم ـ مستقبلا ـ جولات وعروض في مهرجانات دولية أخرى، منها مهرجان مدينة لوس أنجلس بالولايات المتحدة، كما سيشارك في لندن، ومهرجان إسطنبول بتركيا، وكذا مهرجان كلكوتا بالهند والأردن وغيرها من المهرجانات القادمة.
إذا كان ولا بدّ من كلمة أخيرة، فما هي؟
أملي من خلال عروض فيلمي عالميا أن أوصل قضية شعبي العادلة إلى العالم، وأتمنى أن يفهم هذه الرسالة ويتعرّف على معاناتنا كشعب يحاول الدفاع عن أرضه ومتشبّث بها.
كيف أضحى المشاهد العربي يتلقى الأفلام التي تروي المعاناة الفلسطينية؟
لا تزال القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان المواطن العربي البسيط ولا داعي لأن نبحث عن رأي الساسة والحكومات، يكفي أنّني كلّما يعرض فيلمي في إحدى المناسبات أو المهرجانات أرى دموع ومشاعر التضامن تحتويني كفلسطينية عربية، وأشعر بتضامن أشقائي مثلما أرى اليوم هذا الزخم من التصفيق والتحايا في مهرجان وهران، حيث يشارك فيلمي ضمن قائمة الأفلام الروائية الطويلة، وموقف المشاهد الجزائري والزغاريد والدموع تتعالى الآن عقب العرض لا يختلف عن موقف المشاهد العربي، وهذا يسعدني ويجعلني أشعر بأنّنا كفلسطينيين لسنا وحدنا فيما نعاني بل هناك من يساندنا بقلبه وبإيمانه بقضيتنا، فهذا الكم الهائل والزخم من المشاعر يجعلني أشعر بالاغتباط حقا.
لما فضّلت أن يكون بطل الفيلم الممثل المصري النجم خالد أبو النجا على أن يكون ممثلا فلسطينيا؟
— لم أكن أرغب في شخص يمثّل دور ثائر وكفى، ولكن كنت أرغب في "ثائر" يقوم بالدور، حيث اعتقدت أنّ أدوار خالد باعتباره ناشطا في مجال حقوق الإنسان والطفل وسفيرا للنوايا الحسنة لدى منظمة اليونيسيف ستساعده على شحن دور أب له ماضٍ سرّي خطير ويبحث عن ابنته بالعواطف والمشاعر المطلوبة.
كيف كانت ظروف تصوير الفيلم التي تزامنت مع الهجمات الإسرائيلية على غزة؟
لقد انتهينا من تصوير الفيلم خلال الهجمات الشرسة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي خلال فصل الصيف الماضي على قطاع غزة، ولم تكن الظروف سهلة، ولعلّ ما ميّز هذا هو فقدي لوالدي في تلك الأثناء، وهو ما جعل التأثير الشخصي الأكثر وقعا وجعلني استلهم البعض من خصاله لأصنع منها شخصية البطل في كتابة نص هذا الفيلم.
ما هي الرسالة التي أردت أن يحملها "عيون الحرامية"؟
لقد كانت غايتي الأسمى من "عيون الحرامية" أن يكشف عن جزء من الدمار وعبثية العنف الذي يحيط بنا من خلال قصة واحدة، وعملت على سردها بشكل يعالج النقاط التي تجول بخاطري، فقمت بالجمع بين العناصر التي تؤدي إلى نسج القصة الفلسطينية التي أردت أن أحكيها، واعتقد أنّ دراما العلاقة بين الأب والابنة وقصة الحب والتأمّل في ماضي وحاضر فلسطين، قدّمت في هذا الفيلم سردا متعدّد الأوجه عن أشخاص لهم معتقدات راسخة يواجهون عدم اليقين الأخلاقي للزمن.
لاحظنا بأنّ فيلمك يولد فيه الأمل من رحم الدمار، ما تعليقك؟
كان الدمار الذي شعرت به نجار خلال الصيف الماضي، وأحس به كثير من الناس في جميع أنحاء العالم، لم يكن بحثها عن الأمل فريدا من نوعه، وكانت أسئلتي حول المقاومة ومعناها وقيمتها باعثة على الأسى، فقد كان سرد قصة من ماضي المقاومة الفلسطينية من طرق مناقشة الوضع الراهن، وكذلك ما يخبئه المستقبل.
فقد أثارت القصة الحقيقية التي حدثت في عام 2002 في ذروة الانتفاضة الفلسطينية، وهي قصة رجل فلسطيني وحيد قام بما يطلق عليه البعض - وأقصد هنا إسرائيل ومسانديها - تخريبا وإرهابا، بينما يسميه آخرون دفاعا عن النفس، ـ قلت أثارت اهتمامي، وكذلك أثرت تساؤلات حول المقاومة والبقاء على قيد الحياة عندما يكون الناس تحت النيران والقصف، كانت هذه طريقة التفكير في الأشياء، تذكّرني بتوجّه والدي الإيجابي في أوقات اليأس، ربما كان سينصحني بالبحث عن شيء إيجابي وسط كلّ هذا اليأس، لذلك توجهت إلى السينما بحثا عن الأمل من خلال إنجازي لهذا الفيلم.
إضافة إلى الظروف المحيطة، ما
هي المصاعب التي واجهتك أثناء التصوير؟
التصوير في ظلّ الاحتلال مليء بالمفاجآت، فنحن لا نعرف ماذا سيحدث غدا وخصوصا أنّنا كنا نصوّر في مخيم بلاطة وكان خالد أبو النجا وفريق العمل عندما يسألوني عن صوت الرصاص من جهة ما كنت أقول مبتسمة لا تقلقوا هذا حفل زفاف، والفيلم تم تصويره في حوالي 25 يوما فقط، وهو أمر مرهق جدا، خصوصا مع ارتباط سعاد ماسي بجدول عمل مزدحم وكان أمامها أيام قليلة فقط، فضلا عن أن إدخال خالد أبو النجا للأراضي الفلسطينية استغرق وقتا طويلا وتصاريح كثيرة، وكان أمامه 30 يوما فقط وكان لا بد من إنهاء التصوير فيها نظرا لكونه بطلا رئيسيا للفيلم.
بخصوص اختيار سعاد ماسي، كيف وقع اختيارك عليها؟
الفيلم ساهمت الجزائر في إنتاجه، وأردت من وراء اختياري لفنانة جزائرية أن أؤكّد أنّ الجزائر لا تزال رمزا حاضرا للثورة وحاضرة للثوار في كلّ أصقاع العالم ومثل يعتز ويفتخر به الشعب الفلسطيني، إضافة إلى أنّ موقف الجزائر من القضية الفلسطينية ظلّ ثابتا منذ أزيد من 65 سنة، وهذا كان كافيا كي أشرك فنانة جزائرية تكريما وتحية للجزائر على هذا الموقف الشجاع.
رشّح "عيون الحرامية" لأوسكار 2015، كيف كان شعورك؟
سعدت بترشيح الفيلم لأوسكار 2015، ولكن في المقابل نعلم أنّ الفوز بهذه الجائزة ليس أمرا سهلا أبدا، لاعتبارات كثيرة يأتي في مقدمتها أنّ الغرب وخصوصا أمريكا وحلفاءها ليسوا أصدقاء مناصرين للقضية الفلسطينية.
بعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان وهران، هل من مشاريع؟
ستكون للفيلم ـ مستقبلا ـ جولات وعروض في مهرجانات دولية أخرى، منها مهرجان مدينة لوس أنجلس بالولايات المتحدة، كما سيشارك في لندن، ومهرجان إسطنبول بتركيا، وكذا مهرجان كلكوتا بالهند والأردن وغيرها من المهرجانات القادمة.
إذا كان ولا بدّ من كلمة أخيرة، فما هي؟
أملي من خلال عروض فيلمي عالميا أن أوصل قضية شعبي العادلة إلى العالم، وأتمنى أن يفهم هذه الرسالة ويتعرّف على معاناتنا كشعب يحاول الدفاع عن أرضه ومتشبّث بها.