للتقليص من تهديدات التطبيقات المجانية على غرار "فايبر" و"واتس اب"...

سلطة الضبط تتباحث مع المتعاملين حلولا لحماية السوق

سلطة الضبط تتباحث مع المتعاملين حلولا لحماية السوق
  • 872
جميلة. أ  جميلة. أ
تمثل تطبيقات المحادثات الهاتفية المجانية التهديد الأكبر لشركات الاتصالات في العالم، بعد أن تزايد الاعتماد عليها بصورة كبيرة، وانخفض بالمقابل استخدام الرسائل النصية القصيرة (SMS) التي ظلت طوال السنوات الماضية، تستخدم بصورة تقليدية وعلى نطاق واسع للتواصل، ولم تستثن هذه الاستخدامات السوق الجزائرية التي يبحث متعاملوها على حلول للتقليص من تهديدات هذه التطبيقات المجانية على غرار "واتس أب" و«فايبر"، وفي السياق، تسلمت سلطة الضبط للبريد والمواصلات جملة من الاقتراحات التي تقدم بها المتعاملون في السوق الجزائرية في انتظار مناقشتها والفصل فيها بما يضع خطوطا حمراء لهذه التطبيقات الأجنبية التي تعمل في إطار غير شرعي.
وتزايد في الآونة الأخيرة اعتماد المستخدمين الجزائريين على التطبيقات الخاصة بإرسال رسائل فورية مجانية، وإجراء مكالمات هاتفية "دون مقابل"، حيث ارتفعت معدلات استخدام تلك التطبيقات بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، لما توفره من مميزات متعددة، إضافة إلى تحديثاتها المستمرة والتي تضيف خدمات مميزة بشكل مستمر، وتفطنت سلطة البريد للاتصالات السلكية واللاسلكية للاستعمالات المتعددة والكبيرة لهذه التطبيقات، وتبلورت لديها مخاوف من نشوب فوضى في سوق الاتصالات بالجزائر الذي يعرف انتعاشا كبيرا خاصة منذ استخدام تقنيات الجيل الثالث.
وفي السياق تلقت سلطة الضبط شكاوى المتعاملين الثلاثة للهاتف النقال حول اقتحام الشركات صاحبة هذه التطبيقات لسوق الاتصالات بالجزائر، دون أن تستثمر هذه الأخيرة في القطاع، ودون أن تدفع أي تكاليف مقابل استغلالها لشبكات الاتصال الجزائرية، الأمر الذي يستدعي تدخل هذه الهيئة لإرغام هذه الشركات بتقنين أوضاعها في السوق الجزائرية التي تعرف انتظاما وتنافسا نزيها بين متعامليها، والالتزام بقوانين الاتصالات التي وضعتها الحكومة الجزائرية، خاصة وأن تلك التطبيقات تضر بمصالح شركات الاتصالات الجزائرية، وتقتطع من حصصها السوقية.
وأبدت سلطة الضبط للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية تفهما كبيرا لانشغالات المتعاملين ومصلحة المشتركين والسوق ككل، واقترحت على المتعاملين المبادرة بتقديم حلول لتصحيح الوضع وحماية مصلحة المتعاملين واستثماراتهم المقدرة بملايير الدولارات دون اللجوء إلى قطع هذه التطبيقات ومنعها على المستعملين، وهي الاقتراحات التي سيتم مناقشتها بشكل موضوعي وواقعي قبل تنفيذها في الميدان، ومنه السماح باستمرار منافسة نزيهة والقضاء على الممارسات الفوضوية التي تسعى إلى أخذ حصة في السوق الجزائرية دون مقابل.
ويحتل التطبيقان الشهيران "واتس آب" و«فايبر" مقدمة تلك التطبيقات، حيث يعدان من الرواد في مجال الاتصالات المجانية، نظرًا لتقديم خدمات متنوعة للمستخدمين، من حيث مشاركة الملفات المختلفة والصور والفيديوهات وكذلك تسجيل مقاطع صوتية لحظية ومشاركتها، إضافة إلى إمكانية إجراء محادثات جماعية تفيد في كثير من الأحيان فرق العمل، وكذلك المجموعات الدراسية أو مناقشة أي موضوع في أي وقت بشكل سهل وسريع.وتعتمد تطبيقات المحادثة المجانية مثل "واتس أب" و«فايبر" على خدمة الإنترنت، ولذلك فهي مجانية سواء كان التواصل بين المستخدمين في نفس الدولة أو خارجها، مما أعطى ميزة إضافية لمستخدمي هذه التطبيقات، وهي أن رسائلهم تظل مجانية سواء كانت محلية أو دولية، علما أن التطبيق الشهير "واتس آب"  يتعامل مع 18 مليار رسالة يومياً، بين الصادر والوارد حول العالم، وهو ما يجعله يتفوّق على "تويتر" الذي يمثل واحداً من أهم وأشهر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، بتسجيله لأكثر من 200 مليون مستخدم نشط، يتداولون مليارات الرسائل يومياً.
وتشير معطيات دولية إلى أن تطبيقات المحادثة المجانية على الهواتف الذكية أصبحت تمثل تهديداً للتدفق المالي على شركات الاتصالات حول العالم، بعد أن أصبحت الوسيلة للمستخدمين من أجل تبادل الرسائل النصية والملاحظات، خاصة بين الأصدقاء، بينما انخفض استخدام الرسائل النصية التقليدية (SMS) التي كانت تمثل أحد وسائل الدخل المالي بالنسبة لشركات الاتصالات، وأضحت إيرادات شركات الاتصالات حول العالم مهددة بسبب التحول التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم والذي يلقي بآثار كبيرة على صناعة الاتصالات.