المحطة البرية لنقل المسافرين بالخروبة

كل الإمكانيات مجنّدة أيام العيد

كل الإمكانيات مجنّدة أيام العيد
  • القراءات: 2280
جميلة. أ جميلة. أ
 دخلت المحطة البرية لنقل المسافرين بالخروبة، في سباق ضد الساعة لإنجاح مرحلة الذروة المقبلة عليها والمتعلقة بفترة العيد وموسم العطل والاصطياف، وقد جنّدت المؤسسة لذلك كل إمكانياتها المادية والبشرية، إلى جانب اعتماد حلول وتقنيات علمية وتكنولوجية متطورة في خطوة نحو الارتقاء بخدمات "سوقرال"، ومنه تحسين الخدمة العمومية، وهو المسار الذي انخرطت فيه المؤسسة بقوة بعد أن قطعت في الشهور الأخيرة أشواطا كبيرة نحو تحسين الخدمات المقدمة للزبائن، ورفعها إلى مستوى عال من الاحترافية والإتقان.
وخلال توجهنا إلى محطة كبار معطوبي حرب التحرير المتواجدة بالخروبة، وقفت "المساء" عند أهم الاستعدادات التي باشرتها المؤسسة لإنجاح عملية نقل المسافرين نحو وجهاتهم المختلفة لقضاء فترة العيد بين الأهل والأحباب، وفي الحقيقة فإن الإجراءات المتخذة لم تعد خاصة بفترة الأعياد والمناسبات فقط، بل أضحت من يوميات المؤسسة التي تسعى إلى إرساء ثقافة نقل سلسلة وعصرية سواء لدى الناقلين أو المسافرين من خلال الاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة التي تختصر الزمن والعناء.
وفي هذا السياق، تسعى الشركة لاستغلال وتسيير المحطات البرية للجزائر "سوغرال" في إطار تنمية قطاع النقل البري للمسافرين، وتحسين تسيير مرافق نقل المسافرين والأنشطة الملحقة على مستوى محطة النقل البري لكبار معطوبي "حرب التحرير" بالخروبة بالعاصمة، إلى تحسين نوعية الخدمات التي تسعى لتوفيرها على مستوى المحطة، من خلال توفير شروط راحة وأمن المسافرين، تتوفر هذه المنشأة التي تتربع على مساحة تقدر بأزيد من 8 هكتارات على 66 رصيفا مخصصا لانطلاق ووصول حوالي ألف حافلة.

حجز مسبق، الويفي وتذاكر إلكترونية

ويوجد حوالي 400 ناقل و200 سيارة أجرة متعاقدة مع محطة الخروبة التي يعمل بها 500 موظف، وحسب المدير العام للشركة العمومية لاستغلال المحطات البرية الجزائرية، السيد شارف محند سعيد، فقد شرع منذ فترة في تحسين مفهوم المحطة البرية التي تختلف عن باقي المحطات قياسا بحجم هذا المرفق والمرافق المدعمة لها كمحلات مطاعم، مقاهي، صيدليات، وكالات بريد، حظائر لركن السيارات، الأمتعة والموقف العمومي للسيارات وكراء المحلات وفضاءات التوقف وكراء الشبابيك للناقلين... وفي هذا الصدد تسعى "سوغرال" لتطوير شبكتها من خلال التكفّل بمحطات برية جديدة وإدخال وسائل تسيير جديدة، حيث تجدر الإشارة، إلى أن المرافق المتوفرة تسير وفق جهاز تسيير مندمج معزز بموزع تذاكر آلي، وإعلان آلي للوجهات ومواعيد الرحلات المبرمجة من قبل موزعات التذاكر الأوتوماتيكية التي اعتمدت منذ سنوات. وتهدف "سوغرال" في هذا الإطار إلى اعتماد نظام جديد في عملية الحجز ذهابا وإيابا، والاشتراك الشهري أو الثلاثي والحجز عبر الأنترنت والتذكرة الإلكترونية التي شرع فيها هذا العام، والتي تمكّن المسافر من حجز تذكرة سفر وتحميلها عبر الأنترنت والتقدم بها عند الموعد المحدد للتأشير عليها.كما ستتمكن "سوقرال" حسب ما أفاد به المدير العام، من تحديث المؤسسة لتسيّر بطريقة فعّالة من خلال تعزيز قدرتها على تحقيق مختلف الطلبات، ولتحقيق هذا الهدف تعتزم الشركة إدخال نظام تسيير مدمج يسمح بالتكفل بمختلف جوانب الخدمات النوعية والصحة والأمن والبيئة، حيث يتطلب هذا الهدف ـ حسب ذات المصدر ـ رفع تحديات بالنسبة للشركة خاصة في مجال التكوين والتكنولوجيات للتسيير والاستقبال والتكفّل بالمسافرين، خاصة وأن شركة "سوقرال" تضمن رحلات باتجاه جميع ولايات الوطن.

دقّة في المواعيد والتزام بالتوقيت   

وقد ساهمت الشركة الوطنية لمحطات النقل البري "سوقرال" في الارتقاء بمستوى الخدمات عبر جميع المحطات التابعة لها، من خلال فرضها لنظام عمل صارم يشمل جميع العاملين والمستغلين للمحطة خاصة الناقلين وأصحاب الحافلات الذين التزموا بكل الإجراءات المعلنة سواء تلك المتعلقة بالمواسم العادية أو الاستثنائية كالصيف ورمضان والدخول الاجتماعي، وهو ما ساهم ـ حسب المسؤولين ـ في كسب ثقة المسافرين والرفع من عددهم الذي يقارب في فترة المواسم والأعياد الـ40 ألف مسافر يوميا، علما أن أعلى تدفق سجل العام الماضي، بـ36 ألف مسافر عشية عيد الأضحى المبارك.  
ولم يخف المسافرون عبر محطة معطوبي حرب التحرير بالخروبة، استحسانهم لطريقة العمل والتنظيم المحكم للرحلات، ناهيك عن الدقّة العالية في برمجة مواعيد الانطلاق خلال شهر رمضان، علما أن مواعيد انطلاق الرحلات نحو الولايات المجاورة تستمر إلى غاية الساعة السابعة مساء، أي بنحو ساعة قبيل الإفطار وذلك نحو كل من تيزي وزو، البويرة، برج بوعريريج، المدية، عين الدفلى وسطيف، فيما تتوقف الرحلات نحو المسافات التي تزيد عن 300 كلم ما بين الساعة الخامسة والسادسة مساء.

استجابة واسعة للمتعاملين لضمان الخدمة العمومية

وقد استجاب غالبية الناقلين لمراسلات مؤسسة "سوقرال" التي دعتهم إلى الالتزام بالعمل خلال هذه الفترة الحساسة والانخراط جميعا في المسعى العام الرامي إلى تحسين الخدمة العمومية، سواء بالنسبة للناقلين أو الشركة التي دعمت خدماتها بفرق وأعوان إضافيين ضمانا لراحة المسافر داخل المحطة، وتوفير جميع الخدمات اللازمة سواء خلال النهار أو الليل، حيث أكد المسؤول أن المحطة ستضمن خدماتها على مدار الساعة  بتجنيد كافة العمال الذين ألغيت عطلهم وفترات التعويض خاصتهم.
واستبعد المسؤول أن تعرف هذه الفترة ارتفاعا في الطلب خاصة مع تواجد غالبية المواطنين في فترة عطلة لا سيما الطلبة، وأوضح السيد شارف، أن رمضان شهد تدفقا محتشما للمسافرين لم يتعدى الـ10 آلاف مسافر يوميا، في حين تتراوح ما بين 18 و20 ألف مسافر يوميا أيام الإفطار، لترتفع وتبلغ الـ36 ألفا أيام الذروة في الأعياد والمواسم، ومع هذا فإن كافة التدابير والإجراءات اتخذت على مستوى محطة النقل البري للخروبة لضمان نقل المسافرين باستدعاء حافلات نقل عمومية لسد العجز، أو تعويض الغيابات إن وجدت في ظروف مريحة وسهلة.

   ارتياح للوفرة واستعداد للعيد

تبدّدت مخاوف المسافرين عبر خطوط النقل الطويلة وما بين الولايات، من احتمال نقص وسائل النقل خلال شهر رمضان وعشية العيد خاصة تلك التي تربط الولايات المجاورة والتي تقل مسافتها عن الـ300 كيلومتر، ويتفاجأ المار عبر المحطة البرية لنقل المسافرين بالخروبة بجموع المسافرين الذين تعج بهم المحطة، وكأنك في فترة الإفطار ممن يقبلون عليها للحجز أو السفر، أما في الليل فيشير الناقلون إلى  أن الحركة تعود إلى المحطة ساعات بعد الإفطار، حيث يتوافد أصحاب "المواعيد الليلية" من المسافرين الذين قطعوا تذاكر سفر عبر الخطوط الطويلة والتي يضمنها بعض الناقلين الذين التزموا بضمان الخدمة أثناء ساعات الليل وفي رمضان وأيام العيد.
 وعن خطوط النقل الطويلة فيفضّل الكثير من المسافرين التنقل فيها ليلا خاصة المتوجهين إلى المناطق الجنوبية على غرار حاسي مسعود ـ ورقلة، ورقلة ـ    بشار، بشار وتندوف، فيما الخطوط الغربية المتوجهة إلى كل من  وهران ـ تلمسان، تلمسان ـ مغنية وتموشنت تعرف بدورها إقبالا كبيرا وطوابير طويلة في الفترة الليلية، إلا أنها ليست بنفس الإقبال الذي تعرفه شبابيك الجهة الشرقية من الوطن المتوجهة إلى كل من القالة،   سوق أهراس، سوق أهراس ـ تبسة، قالمة ـ قسنطينة، قسنطينة وسكيكدة، وقد اتخذت المحطة مجموعة من الإجراءات الاحتياطية تحسبا لتسجيل طلب متزايد في عدد الرحلات باستدعاء ناقلين خواص ومنحهم تراخيص استثنائية.