وزير السكن يعرب عن ارتياحه لتقدم المشروع إلى 67 بالمائة

التحضير جار لمناقصة زخرفة جامع الجزائر الأعظم

التحضير جار لمناقصة زخرفة جامع الجزائر الأعظم
  • 1485
محمد / ب محمد / ب
أعرب وزير السكن والعمران والمدينة، السيد عبد المجيد تبون أمس عن ارتياحه لتقدم وتيرة أشغال إنجاز مشروع جامع الجزائر الأعظم، حيث نوه بجهود المؤسسات المشرفة على الإنجاز والمتابعة والتي أثمرت حسبه تقدما محسوسا في الأشغال الهندسية الكبرى التي قدرها بنحو 67 بالمائة، معلنا بالمناسبة عن التحضير لعملية إطلاق مناقصة لاختيار مكاتب الدراسات في إطار عملية التزيين والزخرفة الداخلية للمسجد. وسجل الوزير خلال الزيارة التفقدية التي قام بها إلى موقع المشروع بالمحمدية بالعاصمة، تقدما معتبرا في عمليات إنجاز العديد من المرافق التي يشملها هذا المرفق الحضاري الكبير، مقارنة بزيارته الأخيرة التي قام بها في نهاية شهر جوان الماضي، لا سيما فيما يتعلق بوضع جدران وأسقف قاعات الصلاة وتشييد المنارة الضخمة، مقدرا نسبة تدارك التأخر الذي كان يعاني منه هذا المشروع الكبير بنحو 5 أشهر، من أصل الـ18 شهرا التي سجلتها وزارة السكن والعمران عند استلامه لمهام تسيير المشروع بأمر من الوزير الأول عبد المالك سلال.
وبحسب الوزير، فإنه يرتقب مع تحسن وتيرة الانجاز، استلام عدة مرافق من المشروع على غرار قاعات الصلاة والمعهد الإسلامي في نهاية العام الجاري، مؤكدا بأن الوزارة حريصة على الوفاء بالالتزامات التي قدمتها بخصوص هذا المرفق الحيوي الهام وفي مقدمتها آجال الاستلام المحددة بشهر سبتمبر 2016. وبعد أن ذكر بمختلف الإجراءات التي تم اتخاذها في إطار عملية بعث المشروع في صائفة العام الماضي، والتي شملت بالأساس إعادة تنظيم فريق تسيير المشروع، أشار السيد تبون إلى أن الثقة الكاملة التي تم وضعها في الشباب الجزائري المشرف على عملية متابعة أشغال الانجاز والتي أكسبتهم خبرة وتجربة كبيرة في تسيير مثل هذه المشاريع، أثمرت بمضاعفة مردودية الإنجاز بنحو 5 مرات، حيث انتقلت من وضع نحو 3500 متر مكعب من الإسمنت المسلح شهريا في الماضي إلى 15500 متر مكعب حاليا، مؤكدا بأن هذه الأرقام تدل على أن الأمور تتقدم، ولا سيما مع تسجيل استكمال جزء من قاعة الصلاة، وترقب استكمال كافة الأشغال الهندسية الكبرى في سبتمبر 2016.
وكشف الوزير عن شروع الوزارة الوصية في التفكير في الطابع المعماري الإسلامي الذي ينبغي أن يميز هذا الانجاز الضخم، قائلا في هذا الصدد "لا حظنا أن الإسمنت المستعمل في الانجاز من نوعية جيدة جدا، ولكنه لا يحمل أي جمالية في الشكل المعماري، ولذلك نسعى بعد استلام قاعة الصلاة إلى بعث مناقصة لاختيار مكتب دراسات من أجل أعمال التزيين والزخرفة الداخلية". وأوضح في هذا الخصوص بأنه بعد الانتهاء من اختيار مكتب الدراسات في إطار الجزء الثاني الذي يخص الزخرفة، تكون هناك مسابقة وطنية لاستقطاب الفنانين والحرفيين مع إدماج أكبر عدد ممكن من الشباب الجزائريين في هذه العملية التي سيتم فيها حسبه، استعمال مواد جزائرية مائة بالمائة.
كما أشار ممثل الحكومة على أن الوزارة تفكر في الوقت نفسه في مرحلة تسيير هذا المرفق الحضاري الهام بعد استلامه، ملمحا إلى إمكانية تكليف الشباب العامل حاليا لدى الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير مسجد الجزائر الأعظم، بالإشراف على عملية التسيير والترميم، مع دعم هذا الفريق بمهنيين في مختلف التخصصات المرتبطة بالصيانة. كما ذكر السيد تبون في نفس الصدد بأن الوزارة تفكر حاليا في تجهيز المسجد بشبكات إضافية لتوليد الكهرباء، مشيرا في هذا الخصوص إلى أنه طلب من مسؤولي مراكز الدراسات والمتابعة التقنية على غرار المركز الوطني للدراسات التطبيقية في مجال البناء "كنيريب" دراسة إمكانية إنجاز محطة لتوليد الطاقة الشمسية لوضعها كخيار بديل في حال وقوع أي طارئ على الشبكة الكهربائية الأصلية.
وأعلن الوزير من جانب آخر عن قرار عدم تجديد عقد مكتب الدراسات الألماني الذي كان يشرف على الدعم التقني لمختلف مراحل الانجاز، وذلك بعد أن تم تسجيل عدة ثغرات وتماطل في تقديم الدراسات التقنية الخاصة بكل عملية، حيث عطل هذا التصرف ـ حسبه ـ الشركة الصينية المكلفة بالانجاز. وأوضح في سياق آخر بأن هذه المهمة التي كان يتكفل بها المكتب الألماني تم منحها لفريق من المهندسين الجزائريين، مثنيا بالمناسبة على الطاقات الجزائرية الشابة التي ساهمت في تسيير أشغال المشروع والتي تشكل ـ حسبه ـ نواة أساسية لمشاريع وطنية مستقبلية.
وقد تفقد السيد تبون بموقع مشروع جامع الجزائر الأعظم موقع تركيب المنصات السقفية التي يتم تركيبها على الأرضية قبل توصيلها بالأعمدة العلوية التي تصل إلى ارتفاع 45 مترا، مشددا على ضرورة الانطلاق في هذه العملية في أقرب الآجال لاستكمال وضع الـ32 منصة في حدود الآجال المحددة، مع الإشارة إلى أن 16 منصة لم تصل بعد إلى موقع المشروع، ويرتقب وصولها من الصين في غضون نهاية شهر أوت الجاري. كما عاين الوزير أشغال وضع السقف بقاعات الصلاة، وكذا تشييد منارة المسجد باستخدام اسمنت مسلح من النوع الراقي المقاوم للحرارة، مسجلا امتعاضه من الشكل الداخلي لأسقف قاعة الصلاة والتي ينتظر أن يعاد تزيينها في إطار المرحلة الثانية من الأشغال التي ستشمل التكفل بالجانب الجمالي لمرافق هذه المنشأة الحضارية. وتجدر الإشارة إلى أن مسجد الجزائر الأعظم الذي يتم إنجازه على مساحة إجمالية تفوق 20 هكتارا، سيتميز بعلو مئذنته التي يبلغ ارتفاعها 270 مترا، كما يضم الانجاز قاعة للصلاة بمساحة 20 ألف متر مربع وساحة كبيرة، ومكتبة ومركزا ثقافيا إسلاميا ودار القرآن، فضلا عن حدائق وحظيرة للسيارات ومبان للإدارة والحماية المدنية والأمن وكذا فضاءات للإطعام والخدمات الاجتماعية.