فروخي يستعرض سياسة التنمية الفلاحية للجزائر بميلانو:

منح الأولوية لسكان الريف لضمان إنتاج مستدام

 منح الأولوية لسكان الريف لضمان إنتاج مستدام
  • 806
ن. ح ن. ح
أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، السيد سيد احمد فروخي، أمس، من ميلانو بايطاليا، أن مسألة وفرة المنتجات الغذائية تأتي في صلب السياسة الفلاحية للجزائر الهادفة إلى تعزيز الأمن الغذائي.  وبمناسبة إحياء اليوم الوطني للجزائر، على هامش المعرض العالمي لميلانو، أشار وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري إلى أن الجزائر سعت إلى التكفل بقضية الأمن الغذائي ضمن سياسة وطنية لتنمية الفلاحة والغابات والصيد البحري، والتي يجري تنفيذها بتوجيه من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
وترمي هذه السياسة، حسب فروخي، إلى ترقية تنمية اقتصادية منسجمة عبر جميع المناطق الفلاحية من أجل المساهمة في توفير طلبات السوق المحلية من المنتجات الزراعية والصيد البحري، مع تقليص فاتورة الاستيراد، ملفتا في هذا الإطار إلى أن السلطات العمومية تمنح ”أولوية قصوى” لتطوير طرق الإنتاج المستدام لتغطية الاحتياجات الغذائية للسكان، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التأقلم مع التغيرات المناخية.  
وحرص الوزير على إبراز مجهودات الحكومة لبعث الإنتاج الفلاحي الوطني ما سمح بتغطية نسبة معتبرة لحاجياتنا الغذائية بلغت 70 بالمائة، ليبقي الاهتمام حاليا منصبا على عصرنة وسائل الإنتاج للرفع من قيمة المردود الفلاحي، مع الاهتمام أكثر بسكان الريف لمرافقتهم في عملية تطوير نشاطاتهم الفلاحية، ما يسمح لنا مستقبلا بتصدير الفائض من الإنتاج.
وبخصوص شعار معرض ”ميلانو 2015” الذي يحمل عنوان ”تغذية الكوكب طاقة من أجل الحياة”، أكد فروخي أن هذا الشعار يلخص الطموح من أجل رفع تحدي وفرة الغذاء، لينوه بأهمية هذا الحدث الدولي الذي يعتبر فرصة لتذكير المجتمع الدولي بواجبه تجاه مئات الملايين من الأشخاص الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية عبر العالم، مشيرا إلى ”أنه يستوجب علينا أن ننتج كميات وافرة وبصفة مستدامة، مع احترام الأرض التي تغذينا حتى لا نضرها بالأسمدة الكيماوية التي غالبا ما تلجأ إليها بعض الدول للرفع من قدرات الإنتاج، كما يجب علينا أن نستهلك بشكل مغاير بعيدا عن الإفراط والتبذير”.
من جهة أخرى، تطرق الوزير، في لقاء حضره العديد من ممثلي الدول المشاركة في المعرض، إلى أهمية التعاون الاقتصادي الجزائري-الايطالي، معربا عن ارتياحه لمساهمة المؤسسات الايطالية في تطوير العديد من القطاعات بالجزائر، على غرار الطاقة والأشغال العمومية والنقل والبناء، وهناك نية في تطوير العلاقات بالنسبة للقطاع الفلاحي
والصناعات الغذائية بعد إطلاق ثلاثة مشاريع تتمثل في نظام التسيير المندمج للإعلام الفلاحي والريفي، وإعداد شهادات النباتات لتحسين زراعة الفواكه بالجزائر، إلى جانب تطوير شعبة الحليب ومشتقاته، وهناك ثلاث مذكرات تفاهم تمس الفلاحة وحماية النباتات، الحجر النباتي والصحة الحيوانية، وكذا الأمن الصحي للحيوانات.
من جهته، وصف نائب الوزير الايطالي للفلاحة، اندريا اوليفيرو، الروابط الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية ”بالمتينة”، مؤكدا أنه على البلدين العمل من أجل تعزيز تعاونهما ”بهدف ترقية المبادلات التجارية والمساهمة في تعزيز السلم والأمن عبر العالم”، مشيرا إلى أنه ”يتوجب علينا أن نواجه معا رهانات وفرة الغذاء عبر العالم، وكذا تقليص الفقر خاصة بالمناطق الريفية”.
وفي إطار إحياء اليوم الوطني للجزائر، زار فروخي الجناح الوطني بمعية عدد من المسؤولين الجزائريين والايطاليين، وهو الذي تميز بتنظيم عدة تظاهرات تعكس ثراء وتنوع الثقافة الجزائرية، مع تنظيم حفل موسيقي أندلسي ومعرض للطوابع البريدية. وللإشارة يتربع جناح الجزائر على مساحة اجمالية تقدر بـ750 متر مربع ويقترح على زواره الذين قدموا من أكثر من 150 دولة عدة طبوع للبلد ترتبط أساسا بالتراث والسياحة والطبخ.