المكيفات الهوائية
سلاح ذو حدين يهدد الصحة
- 3196
نور الهدى بوطيبة
يلجأ الكثير من المواطنين إلى الاحتماء بالمكيفات الهوائية هروبا من الحرارة الشديدة والرطوبة العالية التي تسجل في هذه الأيام من الصيف، متناسين بذلك المخاطر العديدة التي قد تصيبهم بسبب التعرض المستمر لهذه الأجهزة، حيث قد تنجر عنها آلام في المفاصل والإصابة المتكررة بالصداع النصفي، إلى جانب خطورة انقطاع الطمث بالنسبة للفتيات، حسبما أكده لنا الدكتور محمد علي شايب، طبيب عام.
يبحث الفرد خلال الحر عن وسيلة للانتعاش، فيجد غايته في المكيف الهوائي الذي أصبح الوسيلة التي لا غنى عنها إذ باتت العديد من البيوت لا تخلو منها، حتى أن هناك من العائلات التي لم تعد تكتفي بمكيف هوائي واحد داخل البيت وإنما فضلت تركيب مكيّف بكل غرفة! ولسان حالها يقول إنه أضحى من الضروري جدا وجود هذا الجهاز في المنزل خاصة في ظل موجة الحر والرطوبة العاليتين.
"المساء" انتقلت في جولة ميدانية لاستطلاع رأي المواطنين ومعرفة مدى ثقافتهم حول المكيفات الهوائية. البداية كانت مع "أمين" الذي أوضح أنه أصبح لا يستطيع الاستغناء عن المكيف الهوائي، رغم أنه على دراية تامة أنه قد يكون له انعكاس سلبي على الصحة إلا أن ذلك لا يمنعه من تشغيله طيلة النهار.
من جهتها، أشارت السيدة غنية، أم لثلاثة أطفال، وهي المسؤولة الوحيدة عن مصاريف البيت، أن المكيف الهوائي أصبح من ضروريات الحياة اليومية خلال فصل الصيف، وهي تشغله طيلة الموسم لتفادي الحرارة التي لا تحتمل، قائلة إنه رغم فاتورة الكهرباء التي تصل إلى ذروتها في هذا الموسم من السنة، إلا أنها لا تبالي وتفضل دفع حقها بدل احتمال حرارة لا تطاق.
وأوضح زكريا، وهو بائع مجوهرات، أنه يفتتح محله منذ الساعة التاسعة صباحا، ونظرا لأنه لا بد من غلق أبواب المحل طيلة اليوم فمن الضروري استعمال المكيف الهوائي لترطيب الجو حتى يشعر الزبون بالراحة حينما يدخل. ويؤكد من جهة أخرى أنه يعرض نفسه للمكيف في السيارة وفي المنزل كونه لا يحتمل الحرارة والرطوبة العالية المسجلة خلال الصيف الجاري، مدركا تماما ما قد ينجر عن ذلك من مخاطر صحية، إلا أنه يؤكد قائلا: "لا يمكن الخلود إلى النوم ليلا إذا لم نشغل المكيف، تماما مثلما لا يمكن احتمال الرطوبة نهارا".
وعلى صعيد آخر، أوضح عبد الرؤوف أنه على علم بمخاطر المكيفات الهوائية وانعكاساتها على الصحة، الأمر الذي يجعله يتخذ بعض الإجراءات الوقائية لتفادي إصابته باي تهديد صحي، أولها تفادي التعرض المستمر والمباشر للمكيف الهوائي، موضحا أنه مضطر لتحمل المكيف في العمل ذلك لأنه يعمل ضمن فريق ولا يمكنه أن يفرض رأيه بإطفائه من حين لآخر، ولكنه يتفاداه خلال الفترات الأخرى من اليوم لاسيما في الفترة الليلية وأكد أنه رغم الحرارة المرتفعة في النهار، إلا أن الليل يكون أكثر لطفا وفيه نسمات تكفيه للنوم بأريحية دون تشغيل المكيف.
أما محمد فقال "إن الفترة الوحيدة التي أشغل فيها المكيف الهوائي هي من الساعة العاشرة ليلا إلى غاية السابعة صباحا لانطلق بعدها إلى العمل... أفضل تحمل تلك الحرارة نهارا بدل أن أصاب بصداع نصفي طيلة اليوم، كما أني على علم أن المكيفات الهوائية تستهلك طاقة كهربائية كبيرة ما يجعل الفاتورة هي الأخرى ثقيلة".
ويضيف الدكتور أن هناك تأثيرا مباشرا للهواء المنبعث من تلك الأجهزة على العضلات والمفاصل وهو ما يجعلنا نشعر بعد الجلوس المطول أمامها بآلام في المفاصل مثلما يشعر به الرياضي بعد التمارين.
ومن الأعراض الشائعة والعامة، الشعور بالصداع النصفي، والجفاف وآلام على مستوى الكلى، وهي كلها أمراض تبدو للمصاب بها أنها بسيطة وتزول بعد بضع ساعات إلا أن التقليل من خطورتها وعدم حماية جسمنا من التعرض لها المستمر قد يشكل خطورة حقيقية على الفرد. وأردف أن الإصابة بضربات البرد خصوصا خلال الليل قد تشكل مشكلا حقيقيا بالنسبة للفتيات اللواتي يستخففن بصحتهن ويتناسين أن برد المكيفات الهوائية قد يصيبهن بانقطاع الطمث قبل الأوان وبالتالي الإصابة بالعقم.
ونصح الدكتور بضرورة التحلي بالحكمة في تشغيل تلك المكيفات، واستعمالها عندما تشتد الحرارة وإطفائها عند وجود نسمات ولو خفيفة في الجو، حتى يتمكن الجسم من الراحة في أجواء طبيعية، كما شدد على عدم التعرض المباشر للمكيفات الهوائية بعد التعرق أو بعد الاستحمام فهما الفترتان اللتان تؤديان إلى الإصابة بنزلات البرد والحمى والأنفلونزا أوتقلصات وتشنجات في العضلات.
كذلك ينصح الدكتور بعدم تشغيل المكيفات العادية في المنازل والمكاتب في مكان مغلق لفترة طويلة، إذ أن نظام هذه المكيفات يعتمد على تدوير الهواء الموجود دون تجديده مما يشكل خطورة مضاعفة على صحة الإنسان تتفاوت بين الإصابة بأمراض حساسية الجهاز التنفسي والتهاب الجيوب الأنفية المزمن والربو.
يبحث الفرد خلال الحر عن وسيلة للانتعاش، فيجد غايته في المكيف الهوائي الذي أصبح الوسيلة التي لا غنى عنها إذ باتت العديد من البيوت لا تخلو منها، حتى أن هناك من العائلات التي لم تعد تكتفي بمكيف هوائي واحد داخل البيت وإنما فضلت تركيب مكيّف بكل غرفة! ولسان حالها يقول إنه أضحى من الضروري جدا وجود هذا الجهاز في المنزل خاصة في ظل موجة الحر والرطوبة العاليتين.
"المساء" انتقلت في جولة ميدانية لاستطلاع رأي المواطنين ومعرفة مدى ثقافتهم حول المكيفات الهوائية. البداية كانت مع "أمين" الذي أوضح أنه أصبح لا يستطيع الاستغناء عن المكيف الهوائي، رغم أنه على دراية تامة أنه قد يكون له انعكاس سلبي على الصحة إلا أن ذلك لا يمنعه من تشغيله طيلة النهار.
من جهتها، أشارت السيدة غنية، أم لثلاثة أطفال، وهي المسؤولة الوحيدة عن مصاريف البيت، أن المكيف الهوائي أصبح من ضروريات الحياة اليومية خلال فصل الصيف، وهي تشغله طيلة الموسم لتفادي الحرارة التي لا تحتمل، قائلة إنه رغم فاتورة الكهرباء التي تصل إلى ذروتها في هذا الموسم من السنة، إلا أنها لا تبالي وتفضل دفع حقها بدل احتمال حرارة لا تطاق.
وأوضح زكريا، وهو بائع مجوهرات، أنه يفتتح محله منذ الساعة التاسعة صباحا، ونظرا لأنه لا بد من غلق أبواب المحل طيلة اليوم فمن الضروري استعمال المكيف الهوائي لترطيب الجو حتى يشعر الزبون بالراحة حينما يدخل. ويؤكد من جهة أخرى أنه يعرض نفسه للمكيف في السيارة وفي المنزل كونه لا يحتمل الحرارة والرطوبة العالية المسجلة خلال الصيف الجاري، مدركا تماما ما قد ينجر عن ذلك من مخاطر صحية، إلا أنه يؤكد قائلا: "لا يمكن الخلود إلى النوم ليلا إذا لم نشغل المكيف، تماما مثلما لا يمكن احتمال الرطوبة نهارا".
وعلى صعيد آخر، أوضح عبد الرؤوف أنه على علم بمخاطر المكيفات الهوائية وانعكاساتها على الصحة، الأمر الذي يجعله يتخذ بعض الإجراءات الوقائية لتفادي إصابته باي تهديد صحي، أولها تفادي التعرض المستمر والمباشر للمكيف الهوائي، موضحا أنه مضطر لتحمل المكيف في العمل ذلك لأنه يعمل ضمن فريق ولا يمكنه أن يفرض رأيه بإطفائه من حين لآخر، ولكنه يتفاداه خلال الفترات الأخرى من اليوم لاسيما في الفترة الليلية وأكد أنه رغم الحرارة المرتفعة في النهار، إلا أن الليل يكون أكثر لطفا وفيه نسمات تكفيه للنوم بأريحية دون تشغيل المكيف.
أما محمد فقال "إن الفترة الوحيدة التي أشغل فيها المكيف الهوائي هي من الساعة العاشرة ليلا إلى غاية السابعة صباحا لانطلق بعدها إلى العمل... أفضل تحمل تلك الحرارة نهارا بدل أن أصاب بصداع نصفي طيلة اليوم، كما أني على علم أن المكيفات الهوائية تستهلك طاقة كهربائية كبيرة ما يجعل الفاتورة هي الأخرى ثقيلة".
مخاطر صحية كثيرة..
وبعيدا عن المنازل، نجد العديد من المحلات التجارية ومحلات الأكل السريع وغيرها تسعى لتوفير جو منعش لزبائنها خلال الأيام الحارة لأن الزبائن يقبلون على المحلات المكيفة ويمضون فيها فترة أطول ما يجعلهم يقتنون ما يحتاجونه براحة تامة، غير مدركين بأن هذه المكيفات التي تساهم في التلطيف من حرارة الجو قد تكون مصدر مضاعفات صحيّة كثيرة لا ينتبه لها العديد من الأفراد، معرضين بذلك أنفسهم وأطفالهم إلى هذا الخطر الكبير الذي قد يتطور إلى أمراض مزمنة في حالة عدم اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، كالزكام أو التهاب فيروسي أو صداع أو حكة في الأنف أو آلام على مستوى الكلية، كما أن زيادة التعرض لهذه المكيفات يمكن أن يؤدي لنوبات رئوية أو ما يعرف بالتهاب الرئة بسبب بعث البكتيريا المحملة في الهواء، أو يزيد من حدة المرض للأشخاص الذين يعانون منه، هذا ما أكده لنا الدكتور محمد علي شايب طبيب عام، مضيفا أن زيادة تفاعل وحساسية الجهاز التنفسي مرتبطة بمعدل درجة برودة المكيف وبالتعرض المباشر له والجلوس مباشرة أمامه سواء في السيارة أوالبيت أو في العمل، ولا يمكن تحديد خطورة كل واحد أوالقول إن خطورة المكيفات الهوائية داخل السيارة أكبر، فهناك بعض الأفراد ونظرا لضعف وعيهم الصحي يجلسون مباشرة مقابل المكيف الهوائي داخل البيت حتى يشعرون بالبرودة ما يجعل ذلك الهواء موجها تماما لمنطقة الصدر وهي الجزء من الجسم الأكثر حساسية لهذه الأجهزة.ويضيف الدكتور أن هناك تأثيرا مباشرا للهواء المنبعث من تلك الأجهزة على العضلات والمفاصل وهو ما يجعلنا نشعر بعد الجلوس المطول أمامها بآلام في المفاصل مثلما يشعر به الرياضي بعد التمارين.
ومن الأعراض الشائعة والعامة، الشعور بالصداع النصفي، والجفاف وآلام على مستوى الكلى، وهي كلها أمراض تبدو للمصاب بها أنها بسيطة وتزول بعد بضع ساعات إلا أن التقليل من خطورتها وعدم حماية جسمنا من التعرض لها المستمر قد يشكل خطورة حقيقية على الفرد. وأردف أن الإصابة بضربات البرد خصوصا خلال الليل قد تشكل مشكلا حقيقيا بالنسبة للفتيات اللواتي يستخففن بصحتهن ويتناسين أن برد المكيفات الهوائية قد يصيبهن بانقطاع الطمث قبل الأوان وبالتالي الإصابة بالعقم.
ونصح الدكتور بضرورة التحلي بالحكمة في تشغيل تلك المكيفات، واستعمالها عندما تشتد الحرارة وإطفائها عند وجود نسمات ولو خفيفة في الجو، حتى يتمكن الجسم من الراحة في أجواء طبيعية، كما شدد على عدم التعرض المباشر للمكيفات الهوائية بعد التعرق أو بعد الاستحمام فهما الفترتان اللتان تؤديان إلى الإصابة بنزلات البرد والحمى والأنفلونزا أوتقلصات وتشنجات في العضلات.
كذلك ينصح الدكتور بعدم تشغيل المكيفات العادية في المنازل والمكاتب في مكان مغلق لفترة طويلة، إذ أن نظام هذه المكيفات يعتمد على تدوير الهواء الموجود دون تجديده مما يشكل خطورة مضاعفة على صحة الإنسان تتفاوت بين الإصابة بأمراض حساسية الجهاز التنفسي والتهاب الجيوب الأنفية المزمن والربو.