حورية مشية لـ”المساء”:

الرسم على السيراميك أدخلني عالم الحرف من بابه الواسع

الرسم على السيراميك أدخلني عالم الحرف من بابه الواسع
  • 2213
 رشيدة بلال رشيدة بلال

يقبل عليها الكثيرون رغبة في تعلمها والتمتع بجمالها، إلا أن قلة قليلة فقط تستطيع إتقانها، نتحدث عن حرفة الرسم على الخزف والسيراميك التي على الرغم من قدمها كحرفة، إلا أن احترافها ظل منحصرا في البعض ممن فهموا تقنيتها وأحبوها. وحول متاعب هذه الحرفة وصعوبتها، تحدتث إلينا الحرفية حورية مشية من ولاية بومرداس في هذه الأسطر.

مما لا شك فيه أن حرفة تزيين الأواني الخزفية بخطوط وأشكال ومناظر وألوان مميزة تتطلب من المقبل عليها التمتع بحس فني، هكذا بدأت الحرفية حورية حديثها لـ« المساء” مضيفة: “الرسم على السيراميك من أنبل الحرف عبر التاريخ، لأنها ببساطة لا تزال تحضى باهتمام عدد كبير من المعجبين، خاصة تلك التي تأخذ شكل مزهرية لتزيين البيوت والفيلات وحتى القصور، حيث يتم وضعها بأجمل الزوايا في المنزل، بصورة ظاهرة وتحديدا منها تلك التي تحمل رسوما ت لمناظر طبيعية، أو بعض الدلالات العربية  والأمازيغية.

عشق حورية لهذه الحرفة جعلها تلتحق كغيرها بمراكز التكوين المهني لتمتهن هذه الحرفة، لا سيما أنها ـ كما تقول ـ حرفة ما إن وقع بصرها عليها بواحد من البرامج التلفزيونية حتى قررت أن تتعلمها لشعورها بأنها ستنجح بها، وما عزز ذلك الشعور أنها تتقن فن الرسم، فاختارت الأواني الفخارية كمادة أولية ترسم عليها ما تجود به قريحتها.

وعلى الرغم من ترددها في أول الأمر، إلا أن إصرارها على تحدي الصعوبات بهذه الحرفة كان كبيرا، حيث قالت: “لم أجد أي تشجيع من الوسط الأسري لأنهم كانوا يعتقدون أن الرسم على السيراميك صعب، وأنني لا أملك القدرة على النجاح فيه لأنه يتطلب مهارة عالية وهو ما حدث فعلا، إذ واجهتني العديد من العراقيل خاصة عند الإمساك بالريشة، ومحاولة إعطاء الآنية وجها مختلفا، بدأ باختيار الرسوم وصولا إلى الألوان. لا يخفى عليكم أن الرسم على السيراميك من أصعب التقنيات لأنها تتطلب من ناحية إتقان فن الرسم، وفن التحكم بالريشة على حد سواء، لأن الإمساك بالريشة وحده يتطلب المهارة، وهي عموما المرحلة التي يظهر فيها الحرفي قدرته على العطاء، بعدها تأتي تقنية الألوان التي يبرز فيها ما يمتلكه الحرفي من مهارات إبداعية وعلى أساسها تقيم الآنية المصنوعة من السيراميك ويحدد ثمنها، منه فإن هاتين النقطتين أساسيتين في الرسم على السيراميك.

تحوي ولاية بومرداس على مركز خاص بالسيراميك، سرعان ما التحقت به الحرفية حورية لتطوير مهارتها بهذه الحرفة المميزة، لأنها كانت تشكل تحديا بالنسبة لها، قررت الحصول على قرض من وكالة دعم تشغيل الشباب، ومنه فتحت ورشة خاصة بها لتثبت من خلالها قدرتها على اقتحام هذه الحرفة وتقديم أفضل ما لديها.

تعد اليوم الحرفية تشكيلة مميزة من أواني السيراميك المزينة برسومات تعكس إبداع صاحبته وتقول: “الصعوبات التي واجهتني اعتبرتها متعة لي، وأثبتت قابليتي لاحترافها رغم كل مشاقها، وببساطة، أستطيع التأكيد على أن حرفة الرسم على السيراميك أدخلتني عالم الحرف من بابه الواسع وجعلتني أنافس أبرع الحرفيين بالمعارض التي شاركت بها”.