مسرح قسنطينة الجهوي يحتضن مسيرة الراحلة بقار حدة

الجمهور يستمتع بسيرة عملاقة الفلكور الجزائري

الجمهور يستمتع بسيرة عملاقة الفلكور الجزائري
  • 1363
شبيلة. ح شبيلة. ح
احتضن ركح المسرح الجهوي بقسنطينة، نهاية الأسبوع الفارط، العرض الشرفي لمسرحية ”حدة يا حدة”، للمؤلف جلال خشاب، والمخرجة صونيا، التي حاولت وعلى مدار ساعة من الزمن تكريم المغنّية الجزائرية الراحلة بقار حدة، باستعادة سيرتها وتسليط الضوء على نضالها وحلمها بأن تكون أيقونة الغناء البدوي الجزائري.
وقد استتمتع الجمهور القسنطيني الحاضر بمتابعة مشاهد المسرحية التي تناولت محطات متنوعة من حياة عملاقة الفن والفلكلور الجزائري بدءا بطفولة الفنانة حدة، التي تنشأ في عائلة فنية، حيث تتعلّم الغناء عن أمها التي كانت مطربة أعراس، ولكن بقار حدة تعاني لسنوات مع عائلتها بسبب عادات وتقاليد بالية، أكرهت على الزواج من شيخ وهي في الرابعة عشر من عمرها بسبب تشوه في وجهها، لكن ذلك لم يمنعها من شغفها الأكبر وهو عشقها للغناء، وعندما أحبّت ”القصاب” إبراهيم بن دباش، وهي تحيي حفلاً في أحد الأعراس في قرية ”مشروحة” في ”سوق أهراس” أصبح القصاب صانع مجدها، بعد أن وقعت في حبه وتزوجها، ليكون زواجها نقطة تحول في حياتها، حيث أصبح بن دباش، مرافقها الوحيد في حفلاتها الغنائية.
المسرحية التي نقلت الجمهور إلى سنوات الاستعمار الفرنسي تناولت في مشاهدها الأولى الجانب الاجتماعي الصعب الذي عاشته حدة، والذي طبعه الفقر والجوع، غير أن الوضع ـ حسب المسرحية ـ لم يدم طويلا خاصة بعدما تعرّفت حدة، على القصاب دباش، وسميت تلك الفترة بالذهبية، حيث تحسنت أوضاعها الاجتماعية وظهر ذلك جليا من خلال ملامحها ولباسها الذي طغت عليه الملايا الخاصة بنساء الشرق الجزائري، وقندورة المجذوب وغيرها من الألبسة والإكسسوارات التي تدل على أن عائلة حدة بقار، الصغيرة قد تطورت من كل الجوانب.
لتنقلنا بعدها القصة إلى  الجانب النضالي للمطربة بقار حدة، هذه المرأة التي كانت تساعد المجاهدين من خلال تحضير الأكل لهم، أو حتى بالغناء، حيث قدمت عدة أغاني معروفة على غرار ”جبل بوخضرة” و”الجندي خويا” وغيرها من الأغاني التي تؤكد مشاركة المرأة الجزائرية في النضال الثوري.
أما آخر مشهد من المسرحية فقد حاولت فيه المخرجة تكريم عملاقة الفن والفلكلور من خلال التذكير بحبها وتقديرها للقصاب إبراهيم بن دباش، حيث يفارق الحياة وهو بين ذراعيها سنة 1988، لتبقى تبكيه حتى تلتحق بالرفيق الأعلى بمدينة عنابة.
جدير بالذكر أن العمل المسرحي والذي شاركت فيه العديد من المواهب والوجوه الفنية الجديدة على غرار الفنانة ليديا لعريني، بأداء دور حدة الفنانة وبشير سلاطنية، ومنى بن سلطان، وصويلح حسين وممثلون آخرون، هو من إنتاج المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة.