بن صالح وولد خليفة وسلال يؤدون صلاة العيد بالجامع الكبير

تذكير بمبادئ الوحدة والأخوة والتراحم

تذكير بمبادئ الوحدة والأخوة والتراحم
  • القراءات: 971

أدى السادة عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة ومحمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني وعبد المالك سلال، الوزير الأول أول أمس، صلاة عيد الأضحى المبارك بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة، في جو ساده الخشوع والسكينة وسط جمع من المواطنين. وأدى الصلاة أيضا أعضاء الحكومة وإطارات الدولة وممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمد بالجزائر. وعقب الصلاة تلقى السادة بن صالح وولد خليفة وسلال التهاني من قبل المصلين. وفي خطبتي الصلاة ذكر الإمام بامتثال سيدنا إبراهيم لأمر للمولى عزل وجل بذبح ابنه إسماعيل، فخلّد الله هذا الموقف، بأن فداه بذبح عظيم بقي سنّة إلى يوم الدين، مبرزا أن من أهداف صلاة العيد "تقوية" مشاعر المسلمين في الوحدة والأخوة والتراحم فيما بينهم.
كما أكد على أهمية تقاسم المسلمين الأضحية مع الجيران والأهل والأقارب لكون ذلك "تقرّبا" إلى العلي القدير والحفاظ على كرامة الإنسان. من جهة أخرى ذكر الإمام بأن الجزائر "كانت وما زالت أبوابها مفتوحة" أمام أشقائها العرب الذين أصابتهم المحن والأهوال وتشردوا عن أوطانهم، وأن ذلك يعد ـ حسبه ـ من "أخلاق وشيم الجزائر وشعبها" الذي ذاق مرارة الاستعمار. وبشأن الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلّة، حيا الخطيب سواعد المرابطين الفلسطينيين في الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين لصد الحملة الشرسة والذود عنها في زمن الذل والهوان. وعرف أول أيام العيد تحركا حكوميا تضامنيا مع الفئات الهشة، حيث زارت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، مونية مسلم، رفقة كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، سيد أحمد فروخي، والوزيرة المنتدبة المكلّفة بالصناعة التقليدية عائشة طغابو ووالي الجزائر عبد القادر زوخ، مركز المسنّين بباب الزوار في هذه المناسبة الدينية.
مسلم تؤكد على أنسنة مراكز التضامن الوطني
وشدّدت الوزيرة على ضرورة ترسيخ القيم الإنسانية في دور المسنّين والفئات الهشة، مشيرة إلى أن تغييرات كثيرة مسّت مسؤولي عدد من هذه المراكز لعدم احترامهم للقيم الإنسانية تجاه هذه الفئات. وأضافت أن "أنسنة مراكز التضامن الوطني التي تهتم بالفئات الهشة من المجتمع أضحى أمرا ضروريا". وبعد توجهيها تهاني العيد بمعية الوفد الوزاري المرافق لها لمقيمي مركز المسنّين بباب الزوار الذين حضروا كذلك نحر أضاحي العيد، كشفت السيدة مسلم عن "تغييرات كثيرة مست مسؤولي بعض المؤسسات والمراكز التابعة لوزارة التضامن الوطني والتي تضم الفئات الهشة من المجتمع على غرار المسنّين والنساء المعنّفات والطفولة المسعفة والمعاقين، بسبب عدم احترام بعضهم للقيم التضامنية والأخلاقية الواجب التحلّي بها عند التعامل مع هذه الفئات".
وقالت إنها قامت مؤخرا" بتنحية مدير مركز المسنّين لباب الزوار بسبب عدم احترامه لهذه القيم واستبداله بمدير آخر يحسن معاملة مقيمي هذا المركز"، مضيفة أنها "ستستمر بصفة دؤوبة في مراقبة مثل هذه المراكز (عن طريق زيارات مفاجئة) في كامل التراب الوطني من أجل ضمان المعاملة الحسنة للمقيمين فيها".
وذكرت في ذات الإطار أن "الدولة الجزائرية على غرار الدول الكبرى سنّت عدة قوانين لحماية هذه الفئات الهشة من المجتمع على غرار قانون حماية المسنّين وقانون حماية المعاقين وقانون حماية الطفولة وقانون حماية المرأة وترقيتها".
من جهته وبعد سماعه لانشغالات المقيمين بمركز المسنّين بباب الزوار الذي يضم 135 نزيلا، أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، على ضرورة التحلّي بقيم التضامن لاسيما مع هذه الفئات الهشة من المجتمع، لافتا إلى أن الدولة الجزائرية وفرت "إمكانيات ضخمة" للتكفل بهذه الشريحة من المجتمع. وأشار في نفس السياق إلى أن "الاهتمام بهذه الفئات الهشة يقع كذلك على عاتق كل فرد من المجتمع ابتداء من الأسرة". ورغم فرحة العيد، إلا أن بعض مقيمي دور المسنّين بباب الزوار عبّروا عن رغبتهم في قضاء يوم العيد مع ذويهم وبين أسرهم الذين يشتاقون إليهم، فيما عبّر البعض الآخر عن فرحتهم الكبيرة بالزيارات العديدة التي يقوم بها بعض مسؤولي قطاعات الدولة لهم بمناسبة الأعياد الدينية للاستماع والتكفل بإنشغالاتهم.
أجواء تضامنية مع الفئات المعوزة في العيد
وكعادتها، تميزت أجواء عيد الأضحى بأجواء تضامنية على مستوى كامل التراب الوطني، حيث سجلت عدة عمليات للتآزر مع الفئات الهشة، وحتى بعض الأجانب اللاجئين ببلدنا، سعت إلى تحسيسهم بفرحة العيد وتقاسم الأضحية معهم. ففي وهران حظيت عائلات محتاجة بعمليات تضامنية لمساعدتها على قضاء عيد الأضحى المبارك في ظروف ملائمة. وقد التفت جمعيات ومحسنون حول هدف مشترك يكمن في إسعاد العائلات المعوزة التي حالت إمكانياتها المحدودة دون شراء الأضحية وتمكينهم من إحياء هذه المناسبة الدينية في أحسن الظروف.
ومن خلال مبادرة "بصحتكم كبش العيد" وزعت مجموعة المتطوعين "هيلبيست" التي تحولت مؤخرا إلى جمعية زهاء أربعين خروفا عشية حلول عيد الأضحى على العائلات المحتاجة من مختلف أحياء وهران.
من جهتها وزعت جمعية "ناس الخير" حوالي 30 خروفا على العائلات المعوزة بهدف "رسم الابتسامة على وجوه الأطفال وتمكين العائلات المستفيدة من إحياء هذا العيد". وساهم مسجد "علي بن أبي طالب" لحي الحمري بمبادرة توزيع 300 خروف على العائلات الفقيرة بولاية وهران. وبادرت الجمعية الخيرية "كافل اليتيم" لعين تموشنت، من جانبها بعملية توزيع 70 خروفا لفائدة اليتامى والمحتاجين. ومنحت الأضاحي لليتامى والعائلات المعنية عبر 20 بلدية.
وتم بولايتي مستغانم وتيسمسيلت تجسيد عمليات للتضامن مع المعوزين والمرضى بمناسبة عيد الأضحى، وذلك بتوزيع 80 كبشا على عائلات اليتامى ومرضى السرطان بمختلف بلديات ولاية مستغانم. ووزعت جمعية نشاطات الشباب "اعمل" 10 أضاحي و106 حصة من اللحوم الحمراء يتراوح وزنها ما بين 3 و5 كلغ على الأيتام والأرامل والمطلقات بعاصمة الولاية. أما بتيسمسيلت فقد وزعت المحافظ الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية خلال الأسبوع الجاري، كميات من لحم الغنم لفائدة أزيد من 200 عائلة معوزة تحسبا لعيد الأضحى المبارك.