في انتظار اللقاء الذي سيجمع الرئيسين بوتين وأوباما بنيويورك
محادثات أمريكية - روسية بشأن سوريا
- 1269
صرّح وزير الدفاع الأمريكي أشتون كاترامس أول أمس، بأن الولايات المتحدة وروسيا يمكنهما إيجاد "مجالات للتعاون" بشان سوريا. وقال أشتون في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني ستيبان بولتوراك بمقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، "إذا كانت روسيا تبحث عن حل سياسي للأزمة في سوريا وليس فقط شن هجمات "بدون تفرقة" على كل خصوم الرئيس بشار الأسد فـ "يمكننا إيجاد مجالات للتعاون"، مضيفا: "إذا كانت تريد فقط صب الزيت على نار الحرب الأهلية فهذا لن يكون في المقابل بناء".
وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي مع نظيره الأمريكي باراك أوباما الإثنين المقبل في نيويورك على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما أعربت الولايات المتحدة منذ أسبوعين، عن النوايا العسكرية لروسيا في سوريا.. وحسب واشنطن فإن القوات الروسية تعكف على إقامة قاعدة جوية متقدمة في محافظة اللاذقية. ووفقا لمصادر أمريكية فإن 28 طائرة مقاتلة روسية تم نشرها في سوريا، وإلى حد الآن فإن لدى روسيا سوى قاعدة بحرية في طرطوس بسوريا. وتنفي موسكو أي تصعيد عسكري، مقرّة في نفس الوقت بدعم دمشق في حربها ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتزويدها بالأسلحة، وذلك وفقا للعقود التي سبق وأن أُبرمت مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي الأسبوع الماضي، أجرى كارتر محادثات دامت ساعة مع نظيره الروسي سيرغي شوغو بشأن سوريا، علما أنه منذ تولي كارتر منصبه في فيفري 2015، كان يتجنب أي اتصال مع نظيره الروسي بسبب الوضع في أوكرانيا. وتَوافق الوزيران على مواصلة التبادلات من عسكري إلى عسكري؛ من أجل تفادي مخاطر وقوع حوادث بين طائرات التحالف وطائرات روسية محتمَلة في سماء سوريا.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن موسكو قد تنضم للتحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية فى سوريا والعراق "داعش" إذا ما قُبلت شروطها، جاء ذلك في تصريحات لإيليا روغاتشيف مدير بالوزارة الخارجية الروسية نقلتها عنه وكالة أنترفاكس الروسية للأنباء وكان سفير روسيا لدى فرنسا ألكسندر أورلوف، أعلن في وقت سابق أن العسكريين الروس في سوريا لا يشاركون في المعارك، بل يساعدون من يقاتلون تنظيم "داعش" الإرهابي على الأرض، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيدعو إلى تشكيل تحالف واسع يشمل بشار الأسد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى الصعيد الميداني، توصلت الأطراف المتحاربة في سوريا إلى هدنة تحت إشراف الأمم المتحدة في مدينة الزبداني القريبة من لبنان، وفي بلدتين شمال غرب البلاد، حسبما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر سوري مقرب من المفاوضات. وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "وقفا لإطلاق النار قد تم التوصل إليه في الزبداني وفي بلدتي فوا وكفرايا بمساعدة الأمم المتحدة". وقال المصدر إن الاتفاق الذي يتضمن هدنة لمدة ستة أشهر، تم التوصل إليه بين المتمردين (أحرار الشام) من جهة، والقوات الموالية للنظام وحلفائهم حزب الله اللبناني من جهة أخرى".
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة جيسي شاهين لوكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس): "يمكننا تأكيد أن تطورات إيجابية حدثت في المفاوضات التي أشرفت عليها الأمم المتحدة، ويعود للأطراف المعنية الإعلان إذا تم التوصل إلى اتفاق". وقال مصدر سوري مقرب من المفاوضات لـ (فرانس برس)، إن وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ الأحد الماضي، وإن حوالي 10 آلاف مدني محاصَرون في فوا وكفرايا سيتم إجلاؤهم اليوم وغدا. وستتم عملية الإجلاء بواسطة سيارات الصليب الأحمر الدولي في مناطق تسيطر عليها القوات السورية، حسب المصدر السوري. ومقابل هذا الإجلاء، فإن 500 من المتمردين سينسحبون من الزبداني نحو محافظة أدلب.