المنشد جلول بالموري لـ "المساء":

نحتاج إلى مدرسة إنشاد لخدمة المواهب الشابة

نحتاج إلى مدرسة إنشاد لخدمة المواهب الشابة
  • 3818
خ. نافع خ. نافع
المنشد جلول بالموري، أحد قامات الإنشاد بالجزائر، من مواليد سنة 1964، دخل هذا المجال بعد قرار التحول الذي اتخذه سنة 23 جويلية 2007 حيث قرر الاعتزال وهو في قمة شهرته بعد وفاة أعز أصدقائه وهو المنتج تاج الدين عينوس إثر حادث مرور، ليخصص المنشد جلول حياته للإنشاد والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى. استطاع بذكاء أن يحافظ على طابعه الإنشادي والتحدث لونا مميزا وخاصا به وهو "الراي الإنشادي" فكل أناشيده مستمدة من التراث الجزائري وهذا ما ميّزه عن غيره من المنشدين الجزائريين. "المساء" التقته ونقلت لكم في هذا اللقاء مسيرته في الإنشاد ومشاريعه القادمة.
"المساء": من شجع المنشد جلول على الاعتزال والتوبة؟
المنشد جلول: في الحقيقة الفضل يعود لرب العالمين وللشيخ الفيزازي بغدادي، وهو الإمام الذي شجعني على الاعتزال والتوبة وأقنعني بضرورة الابتعاد عن الغناء في الملاهي والتوجه نحو الدعوة الإسلامية، وبالفعل اتصلت وقتها بجميع المنتجين وطلبت منهم عدم تسويق أشرطتي وألبوماتي والامتناع عن تعليق صوري، وقطعت كل علاقتي بمهنتي السابقة وصرت من عشاق الموعظة الدينية وجلسات الفقه بالمساجد والمدارس الإسلامية، وتأثرت بدعوات الشيخ الفيزازي وبدأت صفحة جديدة مع الله بعد مسيرة 23 سنة من الغناء الرايوي.
❊ كيف جاءتك فكرة استثمار صوتك في الإنشاد الديني؟
❊❊ الفكرة لم تأت صدفة، إنما جاءت في خضم مهمتي الدعوية، وبتشجيع طبعا من أصدقائي، وبالفعل سجلت أول ألبوم لي في الأنشودة تحت عنوان "يا تارك الصلاة" ولم أكن أتوقع حينها أن يلقى الشهرة والرواج الذي حققه عند الجمهور الجزائري الذي تجاوب مع الجديد الذي أدخلته في موسيقى الإنشاد التي نقحتها بالنكهة الرايوية، أي "الراي بإنشاد ديني" في الوقت الذي سجلت فيه شركة الإنتاج "سان هاوس" 30 ألف نسخة تم بيعها في شهر رمضان، أي بعد فترة وجيزة من صدور الألبوم. بالمقابل قمت بتعزيز حملتي التوعوية، حيث حاولت إقناع عدد كبير من مطربي الراي بالتوبة واعتزال الغناء في الملاهي وقد نجحت بالفعل في إقناع البعض منهم بضرورة آداء الصلاة، ثم صدر لي بعدها ألبومي الثاني الذي ضم تسعة أناشيد منها أنشودة "يا محمد أنت سيدي" و"دين الإسلام دين اليقين" و"ما كاين غير اللّه" و"عيد الفطر" وأنشودة "أنت الرحمن الرحيم" وكانت مفاجأة الألبوم هي أنشودة "مولايا السلطان" الذي تعوّد الجمهور الجزائري على سماعها كأغنية رايوية وقد حققت نجاحا كبيرا لاسيما في موسم الأعراس.
❊ كيف يقيّم المنشد جلول الإنشاد في الجزائر؟
❊❊ هناك قفزة نوعية في مجال الإنشاد الديني خلال السنوات الأخيرة ببلادنا ما شاء الله، فالمواهب الجزائرية الشابة اختارت الإنشاد ونجحت فيه واستطاعت أن تنافس الأصوات العربية الرائدة في هذا الطابع الغنائي، والدليل نتائج مسابقات الإنشاد التي انتظمت على المستوى العربي وكان من بينها جزائريون متوجون في المراتب الأولى وهذا يشرفنا، كما أن الإنشاد فرض نفسه لدى العائلات الجزائرية التي أصبحت تفضله في إحياء حفلاتها وأعراسها وأصبح له جمهوره ومحبيه.
❊ سمعنا أنك مقبل على التعاون مع المنشد العالمي ماهر زين في ديو، أين وصل المشروع؟
❊❊ نعم لقد كشفت عن هذا المشروع من قبل والكل يعرف أن مسألة التعاون مع فنان من حجم ماهر زين يتطلب الكثير من المفاوضات لكن ما أستطيع أقوله أن الفكرة لازالت قائمة و أنا أعمل على تحقيق هذه التجربة الإنشادية مع صوت مميز مثل المنشد ماهر زين.
❊ هل هناك مشروع لألبوم جديد؟
❊❊ أنا بصدد دخول مجال التقديم التلفزيوني من خلال حصة سوف تبثها إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة تحت عنوان "قعدة مع فنان" سأستضيف في كل حصة مجموعة من الفنانين لمختلف الطبوع الغنائية، وسوف أفتح باب النقاش مع ضيوفي حول واقع فن الغناء بالجزائر بين الماضي والحاضر ومحاولة الوصول إلى مكمن الخلل في الساحة الفنية الوطنية، إلى جانب مشاريع أخرى تتعلق بالتحضير لألبوم إنشادي جديد من 8 أغان لازلت في مرحلة الإعداد لها، وسوف أكشف عنه بعد الانتهاء منه.
❊ هل من كلمة أخيرة توجهها لجمهورك؟
❊❊ أشكر جمهوري الذي دعمني منذ اعتزالي ودخولي مجال الإنشاد، أتمني أن تكون لدينا مدرسة لفن الإنشاد لفائدة المواهب الشابة من أجل ترقية الأغنية والذوق الفني للجمهور الذي انجر وراء الغناء الهابط.