سلال يدشن الصالون الدولي للصناعات التقليدية في طبعته العشرين:

تثمين القدرات وعصرنة المنتجات الحرفية

تثمين القدرات وعصرنة المنتجات الحرفية
  • 913
نوال. ح نوال. ح
شدد الوزير الأول، عبد المالك سلال، على ضرورة مشاركة  الحرفيين في الصالونات الدولية للتعريف بالتراث الوطني والرفع من مستوى منتجاتهم، مركزا على ضرورة إيلاء كل العناية للتكوين، خاصة بالنسبة للمرأة الماكثة بالبيت قصد  تحسين أدائها ومشاركتها في التنمية المحلية. كما وعد عبد المالك سلال الحرفيين بولاية تمنراست بدراسة موضوع فتح باب استيراد الفضة والأحجار الكريمة للخواص، قصد النهوض بصناعة الحلي التقليدية بالمنطقة.
ولدى إشرافه، أول أمس، على افتتاح الطبعة الـ20 للصالون الدولي للصناعات التقليدية بقصر المعارض الصنوبر البحري رفقة وفد هام من أعضاء الحكومة، طالب سلال العارضين الجزائريين بالسهر  على عصرنة منتجاتهم من دون التأثير على طابعها التقليدي الذي يعتبر أحسن صورة للتاريخ الجزائري القديم. كما أعلن الوزير الأول عن مراسلة كل السفراء في الخارج لاستعمال المنتجات الحرفية في تزيين مقرات السفارات والقنصليات بهدف الترويج للمنتوج الوطني وإبراز تراثنا العريق، وطالب القائمين على القطاع السياحي باستغلال الأثاث المصنع محليا بنقوش تعكس التراث الجزائري لتجهيز الفنادق والمطاعم، مع تخصيص لباس تقليدي لكل العمال ابتداء من البواب وحارس المرآب إلى عون الاستقبال وعمال النظافة.
من جهتهم، استعرض المشاركون في الصالون انشغالاتهم للوزير الأول والمتعلقة أساسا بارتفاع أسعار المادة الأولية التي تجلب من الخارج، وعدم الترخيص لهم باستيراد الفضة والذهب، وهو ما يعرقل عملهم ويرفع من أسعار منتجاتهم الموجهة للسوق المحلية،
وطمأن الوزير الأول العارضين بالنظر في فتح مجال الاستيراد خاصة بالنسبة للأحجار الكريمة التي يتم حاليا نحتها بولاية تمنراست، مؤكدا عزم الحكومة على مرافقة الحرفيين من خلال ضمان  التأطير والمرافقة التقنية والمالية.
ودعا الوزير الأول لدى تفقد جناح الحرفي "عزي" من ولاية قسنطينة والمتخصص في صناعة اللباس التقليدي إلى عرض هذه المنتوجات في الأسواق العالمية قائلا "أنت لك اسم كبير في السوق المحلية، ويمكنك بلوغ نفس الشهرة في الأسواق العالمية، اخرج  وأبرز تراثنا"، ليعلن العارض أنه قرر تنويع نشاطه من صناعة اللباس إلى صناعة الأثاث بالمواصفات التقليدية، وهي المنتجات التي يكثر عليها الطلب في السوق المحلية والخارجية.
بالمقابل، طالب سلال الحرفيين في مهنة النسيج بنقل الخبرات للفتيات الماكثات بالبيت قصد تثمين الصناعات التقليدية التي تعول عليها الحكومة للنهوض بالاقتصاد الوطني، كما دعا الوزير الأول  الشباب المتربص بالمدرسة المتخصصة في النحت على الأحجار الكريمة بتمنراست إلى اكتساب الخبرة من المؤطرين البرازيليين لصقل مواهبهم.
وطاف عبر الجناح المخصص لدولة فلسطين التي اختيرت كضيفة شرف الطبعة الـ20 للصالون والمشاركة بـ14 عارضا، وبعد أن تلقى شروحات وافية عن نوعية المعروضات والمنتجات، وأوضاع الشعب الفلسطيني طالب سلال الحرفيين "بصيانة صورة فلسطين في الخارج من خلال إبراز مكنوناتهم الثقافية". أما بجناح تونس، المشاركة بـ27 حرفيا، فدعا الوزير الأول إلى تفعيل علاقات التعاون ما بين الغرفة الوطنية للحرفين لكلا البلدين لتبادل التجارب وخلق تكامل في هذا المجال.
من جهته، أكد وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية، السيد عمار غول، تحقيق قفزة نوعية للصالون بعد ارتفاع عدد العارضين من سنة إلى أخرى، ليبلغ هذه الطبعة 800 عارض منهم 120 أجنبيا يمثلون 11 بلدا، ونظرا للاهتمام الذي توليه الحكومة لهذا القطاع تم اختيار شعار "الصناعات التقليدية شريك التنمية المستدامة"، وهو ما يفتح المجال للحرفيين، يقول عمار غول، للرفع من طاقاتهم والمشاركة الفعالة في تطوير الاقتصاد الوطني.
كما ثمن الوزير النوعية التي بلغتها الصناعات الحرفية التي أصبحت لها مكانة داخل وخارج الوطن، مؤكدا عزم وزارته على تشجيع الحرفيين لتسويق إبداعاتهم في الأسواق العالمية.
وردا على انشغالات عدد من الحرفيين بخصوص طريقة الانتقاء للمشاركة في الصالونات الدولية واختيار نفس الحرفيين في كل مرة، أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعات التقليدية، السيدة عائشة طاغابو أن عملية الانتقاء تتم على أساس نوعية وجودة المنتجات القابلة للتصدير، لذلك ننظم في كل مرة خرجات محلية للبحث عن المواصفات المطلوبة التي تشارك بها الجزائر في اكبر الصالونات الدولية للصناعات الحرفية.