الذكرى الـ70 لإنشاء منظمة الأمم المتحدة
لعمامرة يتأسف لفشل الهيئة في حل قضيتي الصحراء وفلسطين
- 1093
تأسف وزير الدولة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، السيد رمطان لعمامرة، أمس، للدور المتقاعس لمنظمة الأمم المتحدة في حل أزمتي فلسطين والصحراء الغربية، مشيرا إلى أن التراجع الخطير لدورها في الصحراء الغربية "يسلط الضوء على الهوة الشاسعة بين ما يصرح به من نوايا وبين الأفعال، خصوصا ما تعلق بالدور المنوط بمجلس الأمن في هذا المجال". وبحضور ممثلة منظمة الأمم المتحدة بالجزائر، كريستينا أمارال، والأمين العام المساعد للمنظمة و والمدير العام للأمم المتحدة للتكوين والبحث "أونيتار" السيد نيكيل سيث، إلى جانب أعضاء من الحكومة والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، قدم السيد لعمامرة تقييما لنشاط الهيئة الأممية بمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسها تحت شعار "أمم متحدة قوية من أجل عالم أفضل" وذلك بمقر وزارة الخارجية.
ووجه رئيس الدبلوماسية الجزائرية في مداخلته رسائل واضحة بخصوص التحديات التي مازالت تنتظر الأمم المتحدة في تسوية النزاعات القائمة في العالم، كما هو الشأن بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث تأسف لعدم تمكن المنظمة الأممية لحد اليوم من حل هذا الصراع، قائلا في هذا الصدد "إن نكران العدالة المتواصل في فلسطين وعدم إنهاء الاستعمار، بالرغم من مرور 55 سنة على اعتماد اللائحة التاريخية 1514 حول منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة يعد بمثابة الشهادة المروعة والمؤسفة لفشل وضعف هيئة الأمم المتحدة".
وفي سياق التأكيد على الموقف الثابت للجزائر إزاء قضية الأمة، أوضح السيد لعمامرة بالقول "في الوقت الذي تسجل فيه فلسطين انتصارا رمزيا جديدا برفع علمها الوطني بمقر هيئة الأمم المتحدة، فإن المجموعة الدولية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإسراع وتيرة النشاط الذي من شأنه أن يكلل بتكريس الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما فيها تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
تكريس الاحترام المتبادل وتعزيز علاقات حسن الجوار
وحرص الوزير في هذا الصدد على إبراز المبادئ والقيم التي تعد جزءا من المبادئ الراسخة للسياسة الخارجية للجزائر، مؤكدا أن بلادنا تسعى جاهدة إلى تكريس الاحترام المتبادل وتعزيز علاقات حسن الجوار، من منطلق أن مصداقية التزاماتها وحيادها وحسن نيتها كانت دوما وراء اللجوء إليها ودعوتها للقيام بوساطات، أدتها بنجاح تام، مضيفا في هذا الصدد أن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني والأزمتين في مالي وليبيا وكذا مسألة الصحراء الغربية، كلها قضايا تحتل مكانة مركزية في نشاطنا الدبلوماسي".
وعليه، أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن بلادنا تتبنى جل القيم والمبادئ المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة، مشجعة بذلك تكريس لغة الحوار والتعاون في العلاقات الدولية، كما أكد مساهمة الجزائر تحت قيادة رئيس الجمهورية "بفعالية وثبات في تسوية النزاعات بصفة سلمية بغية ترقية الأمن والاستقرار في منطقتنا وفي العالم". وإذ رفض إضفاء الشكلية على هذا الاحتفال، فقد أكد وزير الدولة أنه (الاحتفال) يبرهن على تمسك الجزائر بالمثل والقيم المؤسسة للأمم المتحدة، استنادا إلى القيم التي انتصر لها الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية.
وفي هذا السياق، أكد لعمامرة على مواصلة الجزائر العمل وفقا للأجندات والبرامج المعتمدة من قبل الأمم المتحدة للرفع من نجاعة المجهودات المبذولة على المستويين الوطني والدولي، من أجل ترقية دولة القانون والديمقراطية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب وترقية المرأة والتعاون جنوب ـ جنوب. وحملت مداخلة وزير الدولة الكثير من التفاؤل بشأن التعاون بين الجزائر والهيئات المختصة لمنظومة الأمم المتحدة، مشيرا في هذا الصدد إلى إن التنسيق القائم بين الجانبين من شأنه أن يعرف قفزة نوعية وديناميكية جديدة، بعد التوقيع على الاتفاق الإطار الجديد للتعاون الاستراتيجي 2016 -2020، من منطلق أن المحاور الكبرى لهذا الاتفاق تعكس الأولويات الوطنية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحكامة والبيئة، في سياق خطة العمل المعتمدة من قبل الحكومة للفترة 2015 -2019.
الجزائر كوّنت أكثر من 40 ألف إطار إفريقي
من جهة أخرى، أشاد السيد لعمامرة بنوعية العلاقات التي تربط الجزائر بوكالات منظومة الأمم المتحدة المتواجدة في بلادنا، مشيرا إلى أن الجزائر استثمرت منذ استقلالها في تكوين نخب دول صديقة حديثة الاستقلال، حيث بلغ عدد الإطارات المستفيدة من التكوين أكثر من 40 ألف إطار من الأفارقة. وأضاف أن ذلك مازال متواصلا بما فيه ذلك الذي يتم بمساهمة من معهد الأمم المتحدة للتكوين (أونيتار)، فضلا عن تكوين المتربصين من الدول الأعضاء في مجموعة الـ77 بمساهمة مالية طوعية من الجزائر.
من جهتها، قدمت السيدة أمارال تقييما لحصيلة التعاون بين الجزائر ومنظمة الأمم المتحدة، واصفة إياها بالمثمرة والواعدة، مضيفة أن الشراكة الاستراتيجية التي تربط الجانبين ترتكز على أهداف مشتركة، لا سيما في مجال قضايا التنمية المستدامة، مكافحة الإرهاب، ترقية الديمقراطية والحكم الراشد، الاهتمام بالصحة العمومية وقضايا اقتصادية واجتماعية أخرى.
وأشادت ممثلة منظمة المتحدة بنوعية علاقات التعاون التي تربط بين الجزائر والوكالات التابعة للهيئة الأممية، مشيرة إلى وجود 15 وكالة تنشط ببلادنا وتتفرع بين مقيمة وغير مقيمة، كما أوضحت أن الزيارت التي يقوم بها المبعوثون الأمميون إلى الجزائر تعكس الأهمية التي تربط المنظمة "ببلد يفي بالتزاماته". وعلى صعيد آخر، وجهت السيدة أمارال نداء للمجموعة الدولية من أجل تقديم مساعداتها المالية للهيئات التابعة للأمم المتحدة من أجل تمكينها من التكفل بانشغالات اللاجئين الصحراويين، حيث أرجعت في هذا الصدد سبب عدم مواصلة بعض هذه الهيئات لمهامها إلى العجز المالي.
أما الأمين العام المساعد للمنظمة، والمدير العام للأمم المتحدة للتكوين والبحث "أونيتار"، فقد أشاد بالدور الإقليمي للجزائر في حل العديد من النزاعات الإفريقية من أجل إحلال السلم في هذه القارة، كما حيا الاستعداد الكبير الذي تبديه بلادنا في التعاون مع الهيئة الأممية، واصفا إياها بالشريك الأساسي. وفي رسالة قرأتها نيابة عنه، المكلفة بالإعلام بمكتب الأمم المتحدة بالجزائر، دليلة بوراس، أشار الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون إلى أن هيئته مازالت منارة للبشرية جمعاء رغم مرور سبعة عقود على إنشائها، مؤكدا ضرورة التمسك بالقيم الخالدة التي يجسدها الميثاق وضم الجهود لخدمة الشعوب.