رائد القبة
من نادٍ رائد في التكوين إلى السقوط الحر
- 917
السنوات تمر وتتوالى على رائد القبة الذي لازال يعاني في دهاليز الأقسام الدنيا. وضعية طالت أكثر من اللازم على ناد عريق، شكّل خلال مرحلة الإصلاح الرياضي في السبعينات والثمانينات، مثلا يُقتدى به في مجال التسيير والتكوين تحت إشراف شركة سوناطراك. وقتها كان رائد القبة ينشط في القسم الأول رفقة أحسن الأندية الجزائرية، لكن وضعية هذا النادي لم يعد يتقبلها الرياضيون القبيون، لا سيما القدامى الذين رافقوه في أجمل سنواته انطلاقا من مرحلة الاستقلال إلى غاية السبعينات والثمانينات التي شكلت آخر مرحلة تواجد فيها رائد القبة مع كبار الأندية الجزائرية قبل أن يعرف السقوط الحر الذي لم يستفق منه إلى اليوم، وقد ضم رائد القبة على مر السنوات لاعبين ممتازين وذوي فنيات كروية عالية، لعب كثير منهم في المنتخب الوطني، أبرزهم بوعلام عميروش الذي حمل ألوان القبة مع جيل الستينات والسبعينات رفقة باكو وبن يحيى، والإخوة آيت شقو وتوتة وطوبالين وحداد، تلاهم بعد ذلك عبد العزيز صفصافي، لياس ثلجة وحسين بومعراف الذين تُوّجوا مع "الخضر" بالميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975، وبعدهم صالح عصاد ومحمد قاسي السعيد اللذين شاركا مع الفريق الوطني في نهائيات كأس العالم خلال الثمانينات، إلى جانب محمد شعيب الذي شارك مع منتخب الأواسط في مونديال طوكيو سنة 1979، قبل أن يلعب للمنتخب الوطني أكابر عدة سنوات، بدون أن ننسى اللاعبين الآخرين لرائد القبة الذين نشطوا ضمن منتخبات الفئات الصغرى، مع الإشارة إلى أن فريق القبة للثمانينيات الذي كان صانع ألعابه صالح عصاد، نال لقب بطولة القسم الأول سنة 1981 تحت إشراف المرحوم عبد القادر زرار، ويُعد هذا الإنجاز التتويج الوحيد لرائد القبة في تاريخه الرياضي.
خلافات شخصية فجّرت النادي
ومما لا شك فيه أن الخلافات الشخصية التي حدثت بين مسيّري رائد القبة قبل نهاية الثمانينيات، شكلت بداية الأزمة العميقة التي أدت إلى تراجع مستوى الفريق، وقيل آنذاك إن تلك الخلافات مردها أحقاد دفينة بين أبناء حي الباهية المحاذي للملعب المحلي بن حداد وآخرين من حي "لاكروا" بالقبة القديمة؛ إذ إن أنصار هذين الحيين كانوا قريبين جدا من لاعبي الفريق، وبالفعل وقع شرخ كبير بين تلك الأطراف، أثر على استقرار الفريق في القسم الأول، فبمجرد نزوله إلى حظيرة القسم الثاني غادر صفوفه ألمع لاعبيه، من بينهم صالح عصاد الذي انتقل إلى نادي ميلوز، لكنه عاد فيما بعد إلى القبة، وساهم في عودة الفريق إلى القسم الأول رفقة شعيب وبوزامة ولاعبين آخرين تكوّنوا في النادي، إلا أن الفريق لم يعمّر طويلا في هذا القسم، لينزل من جديد إلى القسم الثاني. رائد القبة لم يستغل بعد ذلك فرصة تحوّله إلى ناد محترف بمناسبة تطبيق الاحتراف في بلادنا، بل زادت محنته بسقوطه إلى قسم الهواة الذي لازال ينشط فيه إلى اليوم؛ فلا أحد من المسيّرين والمدربين الذين تعاقبوا عليه، استطاع أن يعيد له بريقه، والآن يعرف رائد القبة أسوأ تسيير في مسيرته الكروية، حيث إن إدارة النادي التي يرأسها رجل الأعمال نسيب، تعيش منذ انطلاق الموسم الجاري مشاكل جمة، نجم عنها حدوث انشقاق في صفوف المسيّرين، الذين تكتّلوا في مجموعات أضعفت الفريق في البطولة التي يحتل فيها إحدى المراتب الأخيرة، ولازال لاعبوه إلى حد الآن ينتظرون استلام رواتبهم الشهرية بالرغم من أن الرئيس نسيب كان قد وعد الجميع بدفع هذه الرواتب في أقرب وقت. ويسود تسيير النادي ضبابية كبيرة في ظل وجود هوة شاسعة في التفاهم بين المسيّرين. من جهتهم، لازال أنصار الفريق يترقبون ما ستسفر عنه وعود الرئيس نسيب، الذي وعدهم بتسوية مستحقات اللاعبين وتحسين أمور التسيير داخل النادي.