الصالون الوطني الرابع للتشغيل "سلام 2014"

توجيه أصحاب المشاريع نحو التطبيقات التكنولوجية

توجيه أصحاب المشاريع نحو التطبيقات التكنولوجية
  • 1085
جميلة. أ جميلة. أ
شهد اليوم الخامس من الصالون الوطني الرابع للتشغيل "سلام 2014" بقصر المعارض بالصنوبر البحري، تنظيم عدد من الورشات المؤطرة من قبل فريق متخصص من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج"، حول مواضيع شدت انتباه الشباب من أصحاب المؤسسات المصغرة، منها "المؤسسة الجزائرية في مواجهة عولمة الأسواق"، "الذكاء الاقتصادي واليقظة التكنولوجية" وغيرهما من الإشكالات التي يواجهها أصحاب المشاريع. واستعان فريق "أنساج" بخبراء ومتخصصين شباب، في خطوة لشرح المفاهيم وتبسيط الحلول.

وركزت لقاءات المتخصصين مع العارضين بصالون "سلام 2014" من أصحاب المشاريع والمؤسسات، على مواضيع آنية تتعلق أساسا بإمكانية تطوير أداء مؤسساتهم، من خلال الاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة.

ومن خلال موضوع "الذكاء الاقتصادي واليقظة التكنولوجية"، سعى الأخصائيون لإقناع أصحاب المؤسسات بضرورة الاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة؛ من أجل البحث عن المعلومات وتوظيفها لفائدة المؤسسة عبر بوابات متداوَلة عالميا، على غرار الحوسبة السحابية (Cloud Computing) والمحاكاة الافتراضية (Virtualisation) ومراكز البيانات (Data Centers)، والتي تقدّم حلولا عملية رائدة.

وفي هذا الإطار، حاول عادل قاسم وشريكه سمير لعماري، تقديم عرض عن الخدمات والتسهيلات التي يمكن لأي مؤسسة أن تطّلع عليها من خلال عالم الحوسبة السحابية الذي انطلق بأمريكا وحقق نجاحا باهرا، خاصة بالنسبة للمؤسسات. ويسعى الشريكان عبر مؤسستهم "البيت"، وهي مركز للبيانات، لإقناع أكبر قدر من المؤسسات الجزائرية بالانخراط في نظامهم العملي؛ في خطوة للارتقاء بمستوى مؤسساتهم وربح الوقت، بالإضافة إلى تحيين جميع المعطيات المتعلقة بالسوق الذي ينشطون به أو المتعامَل معه.

وإن كانت مهمة عادل وسمير صعبة إلا أن الأمل يحذوهما في مستقبل مشرق قريب بالنسبة لهما ولشركائهما المستقبليين من المؤسسات الجزائرية، التي بإمكانها التواصل والاشتراك مع "البيت" بشكل مجاني، على الأقل إلى غاية تحصيل قاعدة عملية صلبة، وهي الاستراتيجية التي اختارها الشريكان لجلب الزبون، المطالَب أوّلا بوضع كامل ثقته في القدرات والطاقات الشابة التي تنشط في مجال التكنولوجيات الحديثة، والتي بإمكانها أن تقدّم الكثير للمؤسسة الجزائرية ومرافقتها عمليا.

وقد عرف الصالون الوطني للتشغيل في طبعته الرابعة، إقبالا كبيرا من طرف الزوار المهنيين وكذا المواطنين الراغبين في التعرف على عالم الشغل وطرق تجسيد مشاريعهم في مؤسسات صغيرة خاصة بهم، ضمن الآليات التي أقرتها الدولة، على غرار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج" والصندوق الوطني لدعم تشغيل الشباب "كناك".

وتميزت الطبعة الحالية من الصالون المنظم في قصر المعارض الصنوبر البحري خلال الفترة الممتدة بين 19 و25 فيفري 2014، بحضور واسع للشباب الجامعيين والمتخرجين من معاهد التكوين المهني، إلى جانب حاملي الأفكار والمشاريع، الراغبين في إنشاء مؤسسات صغيرة، حيث وقف هؤلاء على تجارب حقيقية لمقاولين شباب، نجحوا في تحقيق أحلامهم بفضل الإعانات والامتيازات التي استفادوا منها من الناحية المالية والجبائية، بالإضافة إلى المرافقة في التسيير. كما شكّل الصالون فرصة للاحتكاك بأصحاب مشاريع آخرين من العارضين للتنسيق فيما بينها، والاستفادة من مجال تبادل الخبرات، خاصة مع تلك التي وقّعت شراكات مع متعاملين أجانب.

ومن النماذج الناجحة بالصالون سارة بوترعة صاحبة مكتب دراسات في الهندسة المعمارية الحديثة، والتي تُعد بحق تجربة نجاح تستحق التقدير والاحترام.. ولم تفوّت هذه الشابة الخنشلية الوقت. ومباشرة بعد حصولها على شهادة مهندسة معمارية في جوان 2009، استغلت فرصة الاستفادة من آليات دعم الدولة لدخول عالم المقاولاتية وتجسيد مشروعها الخاص، من خلال تحقيق حلمها في فتح مكتب دراسات معماري، أطلقت عليه اسم "التصميم والإبداع في الهندسة المعمارية الحديثة".

وكان حصول سارة بوترعة على الاعتماد نقطة البداية التي تقف عندها، لتنطلق في تنفيذ مشروعها الخاص بعد أن تحصلت على الرد الإيجابي على طلبها من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أنساج" في وقت قياسي لم يتجاوز 5 أشهر، لتنطلق في النشاط الميداني سنة 2012، حيث تمكنت في بضعة أشهر فقط من التأقلم مع طبيعة النشاط، مما سمح لها بالتتويج بلقب "أحسن امرأة مقاولة" خلال "سلام 2013"، وهي الطبعة التي وقّعت فيها الشابة على عقد شراكة واعد مع مهندس معماري فرنسي معروف، وهو "بان بروتال"، الذي أنجز أزيد من 200 منشأة فنية عبر العالم.

واستطاعت سارة التي تحولت خلال الصالون إلى محج للفضوليين والمهتمين، أن تقتطع أربعة مشاريع هامة، أبرزها مشروع إنجاز مركز ثقافي ستحتضنه ولاية قسنطينة، وستستغله في إطار احتفالها بعاصمة الثقافة العربية سنة 2015.