بينما أثارت شركة "ميتروجات" العامل الخارجي
تضارب الفرضيات حول سبب تحطم الطائرة الروسية
- 816
استمر أمس تضارب الفرضيات بخصوص الأسباب الكامنة وراء سقوط الطائرة المدنية الروسية السبت الأخير بصحراء سيناء المصرية بين المحققين ومالكي شركة الطيران وحتى أجهزة استخبارات غربية. وبينما أرجعت الشركة الروسية للطيران "ميتروجات" أمس سبب سقوط طائرتها إلى "عامل خارجي" لم تحدد طبيعته وأكدت أن طائرتها كانت في حالة جيدة ولم يتم تسجيل أي عطب أوخلل تقني في محركاتها في تأكيد بوجود فاعل تسبب في تحطمها دون أن تتمكن من تحديده. وقال ألكسندر سميرنوف، المدير العام للشركة مالكة الطائرة من نوع ايرباس "أ ـ 321" كانت في حالة جيدة، مستبعدا أي "خلل تقني أوخطأ في القيادة".
وقال إن "السبب الممكن هو العامل الخارجي" الذي يكون تسبب في سقوطها ومقتل كل ركابها الـ 224. من جانبها، شددت أوكزانا غلوفينا، المتحدثة باسم شركة الطيران الروسية التأكيد على أن كل أسطول الشركة في حالة جيدة وأن مستوى طياريها يتماشى مع المعايير الدولية المتعارف عليها في هذا المجال، نافية أن تكون الشركة تعاني من مشاكل مالية أثرت سلبا على الجانب الأمني لطائراتها. وجاءت تصريحات مسؤولي الشركة الروسية لتدحض تأكيدات السلطات الروسية ومعها المصرية اللتان استبعدتا فرضية أن تكون الطائرة تعرضت لهجوم إرهابي من تنفيذ جماعة "ولاية سيناء"، فرع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر الذي يتخذ من صحراء سيناء الشاسعة معقلا له والذي سارع إلى إعلان مسؤوليته عن تحطمها دون أن يحدد طريقة فعل ذلك.
ولكن جهاز المخابرات الأمريكية ذهب إلى نقيض هذه الفرضية مستبعدا العمل الإرهابي بقناعة أنه لا توجد أي مؤشرات توحي بأن الطائرة تكون قد تعرضت لهجوم إرهابي. واعتبر جيمس كلابور، المدير الوطني للاستخبارات الأمريكية أن احتمال حيازة تنظيم "الدولة الإسلامية" على وسائل عسكرية تمكنه من إسقاط طائرة مدنية في الجو تبقى جد ضعيفة، لكنه لم يستبعد نهائيا فرضية العمل الإرهابي التي قال إنها تبقى قائمة. وسارت تصريحات مسؤولي الشركة الجوية الروسية النتائج الأولية التي انتهى إليها المحققون الروس الذين أكدوا على احتمال تفككها جوا أو تعرضها لانفجار قبل سقوطها على الأرض. واستبعد هؤلاء فرضية تعرضها لهجوم صاروخي وهي على علو 9 آلاف متر لأن ذلك يتطلب معدات عسكرية جد متطورة.
ووسط بقاء ملابسات سقوط الطائرة الروسية غامضة، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن صمته حيث وصف الحادثة "بالمأساة المرعبة" التي ألمت بكل البلاد وطالب شعبه بالتضامن مع عائلات الضحايا. ووصلت أمس إلى مدينة سانت بترسبورغ جثث 140 ضحية التي تم انتشالها في اليومين الماضيين، حيث بدأت عملية التعرف على هوية الضحايا والتي أكد مسؤولو المدينة الروسية أنها ستتطلب وقتا مطولا. واستمرت أمس عملية البحث عن باقي الجثث على مسافة بلغت 40 كلم بعدما كانت السلطات المصرية وسعتها في مرحلة أولى إلى 15 كلم.