كانت الساعات القليلة الماضية حافلة بالتطورات في بيت فريق مولودية وهران، لكنها أكدت كلها أن المدرب الفرنسي جان ميشال كافالي كسب الجولة الأولى في صراعه مع المسيّرين الوهرانيين، أو بالتحديد المقربين من رئيس الفريق بلحاج أحمد المعروف بـ"بابا"، إذ تأكد أن كافالي هو من سيقود المولودية الوهرانية في مباراتها الصعبة التي تنتظرها بعد غد الجمعة بملعب أحمد زبانة أمام دفاع تاجنانت، المعروف عنه أنه يلعب جيدا خارج قواعده، وغالبا ما أوقع بأسماء كبيرة بمعاقلها، وهي المواجهة التي تعوّل عليها كل مكونات المولودية، لكسب نقاطها حتى تعيد الهدوء إلى البيت، وتهدأ الأعصاب المتشجنة التي ستتسبب في انفجاره.

ومرد هذا التحول بخصوص المدرب كافالي، إلى قوة موقف هذا الأخير بفضل عقد يحميه من آثار هذه الأزمة الجديدة بالمولودية الوهرانية، وبه أفشل محاولات حاشية الرئيس "بابا" في دفعه إلى الخروج من الباب الضيّق، كما قال، وهو ما يرفضه المدرب الفرنسي جملة وتفصيلا، ومعه الأنصار الذين يساندونه بقوة، وعبّروا له عن ذلك خلال حصة الاستئناف، ويُنتظر أن يتكرر هذا التأييد لشخصه يوم المباراة ضد تاجنانت، وخصوصا تدخّل السلطات المحلية ممثلة بوالي الولاية السيد عبد الغني زعلان، الذي دعا إلى طاولته عصر أول أمس، الفرق الأولى في ولاية وهران، الجمعية، والمولودية وأولمبي أرزيو، ليحفّز وينذر خاصة بالنسبة لـ "بابا" وحاشيته.

ومقابل تشجيع فريقهم بمبلغ ثلاثة ملايير و900 مليون سنتيم، طلب منهم العمل على إنهاء هذه الأزمة بصفة عاجلة، ولفت إلى ضرورة أن يتحلوا بالوعي الكامل واللازم من أنهم يقودون فريقا عريقا وكبيرا له قاعدة جماهيرية عريضة تغار عليه، وترفض أن "يتبهدل" ويغرق، وقالها لهم بصراحة، أنه يرفض أن يتلاعب أيٌّ كان بمصير الفريق الأول في مدينة وهران، التي يتنفس 80 في المائة من سكانها كرة القدم، بسبب صراعات شخصية، حسب تعبيره. ودعا الوالي الرئيس "بابا" إلى حل المشاكل الداخلية التي يتخبط فيها الفريق في أقرب وقت، حتى يستعيد عافيته، ويقفز إلى الواجهة الكروية في الجزائر، كما كانت عليه الحال العام الماضي، وأن تستعيد مولودية وهران دورها كقاطرة للكرة الوهرانية، وتعطي صورة جيدة عن تطور الكرة بمدينة وهران التي ستحتضن الألعاب المتوسطية عام 2021، وذلك حدث يجب أن يتجند له كل الوهرانيين بجميع مشاربهم السياسية والرياضية، وفي كل مواقعهم من أجل إنجاحه.

"بابا" يجتمع بلاعبيه ويريد مصالحة كافالي مع المسيّرين

بالمقابل، صرح الرئيس "بابا" بأنه واحتراما لوالي الولاية سيمدد بقاء كافالي في منصبه؛ تحسبا للقاء تاجنانت، وبعدها سيجتمع مع المساهمين الآخرين في الشركة الرياضية، لاتخاذ القرار المناسب بخصوص المدرب الفرنسي وحل مشاكل الفريق ككل، لكنه لفت إلى أنه سيجتهد لمصالحة المسيّرين مع كافالي حتى يكمل هذا الأخير عمله على رأس المولودية الوهرانية. وكشف "بابا" أنه قد يجد أرضية اتفاق مع مدربه للرحيل بالتراضي، مقابل قبض أربعة أجور شهرية، وأكد أنه سيجتمع بلاعبيه حتى يتدارس معه هذا المشكل، وكيفية الخروج من الأزمة.

ملياران للمولودية والجمعية وواحد لأرزيو

 وكان والي الولاية زعلان قد حفّز الفرق الأولى في ولاية وهران معنويا وماليا، حيث منح فريقَي مولودية وجمعية وهران ملياري سنتيم لكل واحد منهما، وملياراً لأولمبي أرزيو، غير أن المولودية الوهرانية استفادت كذلك من مبلغ مليار و900 مليون سنتيم كان مجمَّدا على مستوى مديرية الشباب والرياضة، بسبب تأخر إدارة المولودية في تجهيز الملف الضروري للاستفادة من هذا المبلغ. وكشف الوالي أنه أعطى تعليمات صارمة للتعجيل بضخ هذه المبالغ في خزائن الفرق الثلاثة قبل نهاية الأسبوع الجاري.