قال إن الرسالة المسجدية بالمرصاد لدعاة البلبلة وعدم الاستقرار

غلام الله يدعو إلى تطهير المساجد من المعتقدات الدخيلة

غلام الله يدعو إلى تطهير المساجد من المعتقدات الدخيلة
  • 4241
م/أجاوت م/أجاوت
شدّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بو عبد الله غلام الله، على ضرورة العمل من أجل توحيد كافة جهود الفاعلين من أجل العمل على تطهير المساجد وتحصينها من المعتقدات والأفكار الدخيلة، مشيرا إلى أن الرسالة المسجدية لابد أن توجّه أكثر نحو محاربة مختلف الشوائب الغريبة عن المذهب المالكي والرامية إلى زرع البلبلة وعدم الاستقرار في النفوس.

وأوضح غلام الله في كلمة توجيهية خلال إشرافه، أمس الثلاثاء، بدار الإمام بالمحمدية بالجزائر العاصمة، على افتتاح أشغال لقاء وطني خاص بمفتشي ومعتمدي الشؤون الدينية والأوقاف في الولايات، أنه يتعين على كافة المسيّرين والمشرفين والقيّمين على المساجد أن يلعبوا دورهم كما ينبغي، وعلى أكمل وجه، لتحصين هذه الأماكن المقدسة التي يرتادها المصلون، وحمايتها من بعض الأفكار الشاذة الدخيلة عليها. إلى جاب بحث السبل الكفيلة بتجنيبها الصراعات المذهبية والنزاعات الفكرية الرامية إلى ضرب استقرار وتماسك أفراد الأمة.

وأضاف المتحدث، أنّه ينبغي إشراك جهود كافة المعنيين بهذا المجال لوضع حد لكل محاولات التدخل عبر المساجد ومحيطها لزرع البلبلة والفتنة وعدم الاستقرار بين أفراد الأمة، مشيرا إلى أن هذه المحاولات لطالما تصدّى لها المسجد بكل قوّة باعتباره مؤسسة تعليمية اجتماعية وثقافية تسعى لتقوية التلاحم والوحدة حول كلمة الحق ونشر تعاليم الدين الحنيف وفق ما يقتضيه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

وقال ممثل الحكومة في هذا السياق: "إن الجزائر كانت ولاتزال أمة مسلمة بكامل خصوصياتها الدينية والثقافية والاجتماعية، التي حافظ عليها المسجد الذي نشأ من رحم المجتمع ولا يزال يساهم في نشر الفضيلة وتوعية الناس وتحصين المذهب المالكي أكثر".

ومن جهة أخرى، دعا غلام الله إلى وجوب اقتداء جيل اليوم برجال الأمس من دعاة وعلماء صالحين مارسوا الإمامة على أكمل وجه، وخدموا الدين والوطن، على غرار مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الأمير عبد القادر، ورائد الحركة الاصلاحية في الجزائر ورائد الاصلاح في شمال إفريقيا، العلامة عبد الحميد ابن باديس، ورفاقه في جمعية العلماء المسلمين كالبشير الابراهيمي والعربي التبسي ومبارك الميلي...

كما شدّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في الأخير، على ضرورة بذل المزيد من الجهود للحفاظ على الدور الريادي الاصلاحي والتربوي لبيوت الرحمن، وجعلها منارة تستنار بها دروب الحياة.

ومن جهته، صرّح المفتش العام بالوزارة، محمد عيسى، أن هذا اللقاء سيعمل على التأكيد لمفتشي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بمختلف الولايات على أهمية مؤسسة المسجد في معادلة الشبكة الاجتماعية والفكرية للمجتمع، وتحسيسهم بدوره الفعال في الوقاية من غزو الأفكار  والفتاوى "الغريبة" البعيدة كل البعد عن المذهب المالكي الذي يسود منطقة المغرب العربي والجزائر على وجه التحديد.

وللإشارة، فقد عرف هذا اللقاء تنظيم عدة محاضرات وندوات تناولت مواضيع دينية وفكرية لاسيما ما يتعلق بالتيارات الفكرية الدخيلة وأثرها على أمن المجتمع، كتيارات الشيعة والبهائية والقاديانية وحركات التنصير والتكفير.

كما تم على هامش هذا الحدث، الذي عرف مشاركة عدة أئمة ودعاة ومرشدين دينيين ومفتشين ولائيين فتح ورشات تقنية مغلقة تناولت بالدراسة والنقاش السبل المتاحة الكفيلة برصد مختلف المخططات الرامية للنيل من المذهب المالكي في المساجد ومحيطها.