المنتدى الأول للرياضيين الجزائريين

"أونساج" يرافق الرياضي بعد نهاية مشواره

"أونساج" يرافق الرياضي بعد نهاية مشواره
  • 861
ط. ب ط. ب

كان إدماج الرياضيين في الوسط المهني، ومنحهم فرصة لإبداء رأيهم وتفعيل دورهم في الرياضة والمجتمع، محور المنتدى الأول للرياضيين الجزائريين، الذي نظمته اللجنة الأولمبية الرياضية، الجزائرية أمس في فندق "الهيلتون"، بحضور وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، وبعض الرياضيين الممثلين لمختلف الرياضات، إلى جانب عدد من مدراء مؤسسات عمومية رياضية، والمدير العام للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب (أونساج).

وعرفت هذه المبادرة الأولى من نوعها، استحسان كل الحضور، بداية من رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف، الذي أكد على أن هناك تنسيق مع كل القطاعات التي لها علاقة مباشرة بميدان الشغل، أولها وزارة العمل ووزارة التكوين المهني ووزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية ومختلف الاتحاديات الرياضية، من أجل التكفل بمثل هؤلاء الرياضيين، الذين ينتهي مشوارهم الرياضي، لمرافقتهم في حياتهم المهنية بعد ذلك  بالتكفل بمستقبلهم: «فالكثير منهم ضحوا بحياتهم الشخصية، وبذلوا مجهودات كبيرة من أجل رفع الراية الوطنية، إلى أعلى مستوى» ـ قال بيراف ـ الذي يؤكد على أمله في السلطات الجزائرية، في إيلاء اهتمام كبير بمصير الرياضيين، مضيفا «أنا رياضي أسبق وأعرف جيدا ما يعيشه أي رياضي آخر، ولدي معلومات حول مصير بعض الإخوان والأخوات الذين عاشوا مشوارا رياضيا.. ومن خلال هذه التجربة، سنعمل على أن يكون كل الرياضيين الجزائريين مطمئنين في حياتهم، لا نريد أن نرى مستقبلا وضعيات أخرى لرياضيين يعانون مثل التي عرفناها في السابق والتي نعيشها حاليا»، أكد بيراف، الذي يضيف بأن لجنته عازمة ـ بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة ـ على دعم هؤلاء الرياضيين من كل الجوانب.

هذا ما أكد عليه أيضا وزير القطاع، الهادي ولد علي، الذي قال بأنه ستبرم صفقة مع وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي من أجل إدماج الرياضيين في مجال العمل، وهذا من خلال جهاز الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، الذي سيعطي تسهيلات للرياضيين من أجل تكوين مؤسسات مصغرة، تسمح لهم بضمان مستقبلهم المهني: «أشكر زميلي، محمد الغازي، وزير العمل، على تفهمه ومساعدته لنا في هذا المجال، كما سيتمكن هؤلاء الرياضيين من تكوين الشبان أيضا،  وتدخل مدير أنساج هام، وهناك تعاون بين كل الأطراف». قال وزير الشباب والرياضة، الذي يرى بأن السلطات مستعدة للتكفل بمستقبل الرياضي، مشيرا إلى أن المشروع سيخص كل الرياضيين بمختلف مستوياتهم ولا يعني فقط برياضيي النخبة.

وعرف هذا المنتدى تدخل بعض المختصين في المجال الرياضي، على غرار الدكتور علي موسى رابح، مدير في معهد تكنولوجيات الرياضة، الذي استعرض تجربة مهنية تخص إشكالية المرافقة المهنية، لتحويل الرياضي ذو المستوى العالي من مسار رياضي عال إلى مسار مهني. واستعراض المنظومة القانونية لمرافقة هذه الفئة مهنيا، مشيرا إلى أن المشكل يبدأ في محيط الرياضي الذي يجبر هذا الممارس على الالتزام بالدراسة ويهمل الرياضة، مؤكدا بأن القوانين تهمل فئة من الرياضيين لم تصل إلى مستوى الثالثة ثانوي، وهذا ما لا يسمح لها من التحول إلى مجال التكوين، في حين أكد بيراف مرة أخرى، بأن البطل الذي سجل أرقاما عالمية أو أولمبية، سيكون له الحق في التكوين، ودخول عالم التكوين التربوي، مشيرا إلى أن الوزير موافق على هذا الإطار، وسيعطي كل الإمكانيات اللازمة لضمان ذلك.

وكانت الفرصة لبعض الرياضيين لطرح تساؤلاتهم التي تمحورت أساسا حول آلية دعم تشغيل الشباب، حيث أكد محمد فليسي، البطل العالمي في الملاكمة، أن نسبة الفائدة بـ1 من المائة، التي يطلبها البنك في حال قرض في إطار دعم تشغيل الشباب، غير مشجع على اللجوء إلى مثل هذا الإطار، إلا أن مدير الوكالة محمد الطاهر شعلال، طمأن الرياضيين بأن علماء جزائريون أكدوا بأنه ليس هناك أي ربا في مثل هذه العملية، ما دام أن الدولة هي التي تتكفل بتسديد هذه الفوائد، مشيرا إلى أن وكالته قامت بتمويل 761 مؤسسة مصغر في المجال الرياضي، خلقت 1756 منصب شغل، حيث تحصلت الفئة الذكورية على 629 قرضا، وفئة الإناث على 132 قرضا، كما اعتبر رئيس اتحادية المسايفة، برناوي بأن الرياضي ليس عبء على المجتمع، بل هو قوة في المجتمع، ومثلما نجح في المجال الرياضي، يمكنه أن ينجح في أي مجال آخر، مشيرا بأن أي رياضي ناجح يعتبر مواطنا ناجحا.