عقد وزراء الخارجية العرب بالعاصمة السعودية الرياض أمس، اجتماعا طارئا بحثوا خلاله الأوضاع المتدهورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة على وقع استمرار انتفاضة السكاكين التي فجرها فتيان فلسطينيون في عمر الزهور رفضوا الاستسلام لواقع الاحتلال الإسرائيلي. وخصص جدول أعمال الاجتماع لبحث عدة قضايا طغت عليها مسألة حلحلة عملية السلام المتعثرة من خلال قيام المجموعة العربية بتحركات دبلوماسية على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ولدى الدول الفاعلة في المنتظم الدولي. إلى جانب طرح فكرة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من بطش وعدوان قوات الاحتلال، إلى جانب استحداث آلية عملية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بـ"الصراع العربي الإسرائيلي".

وعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب على وقع استمرار انتفاضة السكاكين بالأراضي الفلسطينية المندلعة منذ بداية شهر أكتوبر الماضي والتي خلفت إلى حد الآن استشهاد 80 فلسطينيا معظمهم شباب وأطفال وحتى فتيات. وهو ما يطرح التساؤل حول جدوى عقد مثل هذا الاجتماع وقد مضى على اندلاع الانتفاضة قرابة الشهر ونصف دون أن ينطفئ وهجها بل بقي مستمرا بنفس النسق بدليل استشهاد فتاة فلسطينية أمس أمام نقطة تفتيش إسرائيلية بالقرب من مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية برصاص الاحتلال لمجرد الاشتباه في أنها كانت تسعى لتنفيذ عملية طعن.

وادعت قوات الاحتلال أنها أطلقت رصاصات تحذيرية لمطالبة الفتاة بالتوقف لكنها رفضت وواصلت سيرها مما دفع بجنودها إلى إمطارها بوابل من الرصاص. وهو نفس المشهد المتكرر منذ اندلاع انتفاضة السكاكين بداية أكتوبر الماضي في كل شبر من الأراضي المحتلة وخاصة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث وجدت قوات الاحتلال نفسها في مواجهة انتفاضة فلسطينية بوسائل جديدة عجزت على احتوائها، بل وأربكت حكومة الاحتلال التي اضطر رئيسها بنيامين نتانياهو إلى التوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لطلب المساعدة لإسكات موجة غضب الشعب الفلسطيني.