بالرغم من أن المنطقة تعرف عجزا في الهياكل الفندقية

 حمّام "المسك والطين" بقالمة قبلة الباحثين عن العلاج الطبيعي

 حمّام "المسك والطين" بقالمة قبلة الباحثين عن العلاج الطبيعي
  • 11459
كريم.ب كريم.ب

تحول حمام "دباغ" الطبيعي في ولاية قالمة، إلى مقصد هام تتوجه إليه العائلات الجزائرية بحثا عن العلاج الطبيعي بالمياه المعدنية، وحتى القاطنة منها في وسط البلاد، غير أن المؤهلات الطبيعية التي تمتاز بها المنطقة من حمامات معدنية كبيرة، لا تزال تسجل نقائص كبيرة في الإيواء وعدد الهياكل الفندقية لاستقطاب زوار المنطقة. التوجه من العاصمة إلى ولاية قالمة صوب الحمامات الطبيعية، يستوجت التوجه إليها في جنح الليل، حتى تتمكن من الحصول على غرفة بأحد الفنادق الموجودة بالمنطقة، قرب الحمام الطبيعي "المسك والطين"، غير أن وصولنا باكرا إلى وسط المدينة، لم يسعفنا في الحصول على غرفة بمنطقة "حمام دباغ"، بالنظر إلى السعر المقبول في كراء الغرف داخل المرقد الوحيد المتواجد بالقرب من الحمام الطبيعي، أما المنتجع السياحي المتخصص في المعالجة بالمياه للطبيعية، فإن أسعاره مرتفعة جدا بالنسبة للكثيرين ممن يتوجهون إلى الحمام الطبيعي، أما الفندق المحاذي للمركز فهو خاص بعمال البريد.

300 دينار سعر "التحميمة"

سعر الاستحمام في الحمام الطبيعي "المسك والطين"  تجاوز 300 دينار، وهو السعر الذي يبقى في ارتفاع مستمر كل سنة، حيث قفز من 150 دينار خلال السنة الماضية إلى 300 دينار لـ"التحميمة" لمدة لا تتجاوز نصف ساعة، وسط بعض النقائص التي تخص الاستقبال والتجهيز. ويقول بعض المتوافدين على الحمام الطبيعي، بأن نوعية المياه جيدة، كما أن مساحة الغرف مقبولة وكافية للاستحمام بشكل مريح، غير أن الغرف لا تزال تفتقر للتهيئة الداخلية والتجهيز. أما التنظيم قبل الدخول إلى الغرف، حسب الأصناف "ذكور وإناث" فهو بحاجة إلى تنظيم أكثر، مع توفير ظروف أحسن قبل ولوج الغرف. ويضيف "عثمان" وهو أحد المتوافدين إلى المنطقة "أن حمام "المسك والطين" يتوفر على عدة إمكانيات كبيرة من المفروض استغلالها جيدا، ومن شأنها زيادة عدد الزوار المتوافدين للمنطقة، مع رفع نسبة السياح الأجانب من محبي الطبيعية.

تركنا الحمام الطبيعي "المسك والطين" متوجهين إلى المعلم الثاني الذي تزخر به الولاية، وهي الصخرة الكلسية التي ينبع منها الماء المعدني بشكل طبيعي من الأسفل إلى الأعلى، فعدد زوارها كثير ويتزايد مرارا، غير أن الجانب الخاص بتهيئة المنطقة لا يزال يسجل نقائص كثيرة، بداية من ضيق حظيرة السيارات التي باتت لا تستوعب العدد الكبير من المركبات، إلى عدد حرفيي الطين الذين يبيعون المصنوعات التقليدية، المتواجدين هنا وهناك. أما البقية فهم شباب يعملون من أجل كسب قوتهم؛ من مصورين هواة يقومون بعرض خدمات التصوير على الزوار المتوافدين للمنطقة. أما الدليل السياحي الذي بإمكانه أن يعطي معلومات هامة حول تشكل الصخرة الكلسية، وكيفية تزود الحمامات الطبيعية بالمياه المعدنية من خلال المنبع الأرضي المتواجد تحت الصخرة الكلسية، فهو غير موجود، فعلى الزائر فقط دفع سعر تذكرة الدخول إلى الصخرة والاكتفاء بالنظر.

"سلق البيض" عادة مكتسبة

أول ما يشد انتباهك وأنت تلج الصخرة الكلسية؛ رائحة البيض المسلوق المنبعثة من فوق الصخور، فمع اقترابنا إلى الجزء العلوي من الصخرة الكلسية، وجدنا عددا من الزوار يقومون بوضع بعض حبات البيض داخل الحفر الصغيرة فوق الصخرة المملوءة بالمياه الساخنة  والمشبّعة بالكلس، حتى تسلق وتأكل فيما بعد، غير أن هذه العادة التي توارثها المتوافدون غدت سيئة بسبب بعض مخلفات قشور البيض المرمية في الحفرة، إلى جانب روائح كريهة ينفر منها الزوار. تركنا الصخرة الكلسية والزوار لازالوا يتوافدون عليها، آملين أن يتم تزويد المنطقة بأكبر قدر ممكن من الفنادق وإعادة الاعتبار للمرافق السياحية التي تزخر بها ولاية قالمة.