بعد 27 عاما من إعلان الدولة الفلسطينية

متى يتحقق الحلم.. ؟

متى يتحقق الحلم.. ؟
  • 955
ص. محمديوة ص. محمديوة

مرت أمس الذكرى الـ 27 على إعلان قيام الدولة الفلسطينية بالجزائر، ولكنه إعلان بقي دون تجسيد بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي وتخاذل المجتمع الدولي الذي بقي في موقع المتفرج أمام مواصلة حكومات الاحتلال اغتصاب الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وتمر قرابة ثلاثة عقود على هذا الإعلان التاريخي وقد قطع الشعب الفلسطيني أشواطا طويلة من الكفاح والنضال يكلفه في كل مرة المزيد من دماء أبنائه الذين يسقطون تباعا في ساحة المعركة نصرة لفلسطين وللقدس وللأقصى الشريف دون اكتراث من طرف الأمة العربية والإسلامية وكأن الأمر لا يعنيهم.

واليوم تعود الذكرى والفلسطينيون مازالوا متمسكين بحلمهم بإقامة دولتهم المستقلة على الأقل على نسبة 22 بالمئة من أرضهم التاريخية وعاصمتها القدس الشرقية.

لكنه حلم لا طالما اصطدم بصخرة الصد الإسرائيلية التي لا تريد لا سلام ولا تعايش ولا دولة فلسطينية مستقلة، وتعمل جاهدة على تنفيذه من خلال تصفية العنصر الفلسطيني والعربي الأصيل من أرض فلسطين التاريخية ليخلو لها الجو لإقامة "دولة عبرية" يقطنها العنصر اليهودي والقدس المحتلة عاصمتها الأبدية.

وهو مخطط صهيوني يواصل الفلسطينيون مواجهته والتصدي له بصدور عارية وبأقل الوسائل المتاحة أمامهم من حجارة وآخرها تنفيذ عمليات فدائية بالسلاح الأبيض فجرت ما أصبح يعرف بـ«انتفاضة فتيان السكاكين" التي عجز الاحتلال عن احتوائها بعد شهر ونصف الشهر من اندلاعها.

وإذا كان الشباب الفلسطيني المقاوم والمؤمن بقضية بلاده العادلة أخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن أرضه وأرض أجداده ومقدساتها التي هي مقدسات كل المسلمين في العالم دون انتظار السند والدعم من أحد، فإن للساسة الفلسطينيين رأي آخر في ضرورة التمسك بالمقاومة الشعبية السلمية.

وهو ما ذهب إليه أمس صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "فتح" الذي قال إن "الوقت حان لتجسيد استقلال دولة فلسطين على الأرض بوصفه استحقاقا سياسيا وقانونيا وحقا إنسانيا تتحمل مسؤوليته المنظومة الدولية سياسيا وقانونيا وأخلاقيا بعد 27 عاما على إعلان الاستقلال من قبل المجلس الوطني في الجزائر الذي نص على تحقيق إعلان الدولة والقدس عاصمة أبدية لها".

وقال عريقات بمناسبة هذه الذكرى إن "إعلان استقلال فلسطين في العام 1988 أسس لمرحلة جديدة نحو إنجاز حقوق الشعب الفلسطيني، وتثبيت حقه في تقرير المصير والحرية والاستقلال وإقامة دولته".

وأضاف أنه "وبفعل التراكم النضالي الطويل للشعب الفلسطيني وقيادته، اعترفت137 دولة في العالم بدولة فلسطين وأعلنت عام 2012 دولة مراقب في الأمم المتحدة. وانضمت إلى المعاهدات والمنظمات الدولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية في عام 2014.

ورفرف العلم الفلسطيني لأول مرة في التاريخ على هذا المبنى الأممي بإشارة إلى اعتراف الدول بحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وترسيخ السيادة الفلسطينية على الأرض عام 2015.

ورغم كل هذه الانجازات في مسار قضية عادلة، فقد عبر المسؤول الفلسطيني عن خيبة أمله من ردة فعل المجتمع الدولي الذي تواطأ في إنصاف حقوق الشعب الفلسطيني وفشل في تحمل مسؤولياته السياسية والأخلاقية تجاه إيجاد أي حل سياسي للقضية الفلسطينية وتعامل بسياسة الكيل بمكيالين فيما يتعلق بمنظومة ومبادئ حقوق الإنسان العالمية التي لا تتجزأ.

يذكر أن إعلان الاستقلال الفلسطيني وإعلان قيام دولة فلسطين تم بتاريخ 15 نوفمبر 1988 بالعاصمة الجزائرية حيث ألقى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خطابا قال فيه إن "المجلس الوطني يعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".