دعا سفير فرنسا بالجزائر السيد برنار إيميي إلى الاستلهام من رسالة التعزية التي بعث بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى نظيره الفرنسي السيد فرانسوا هولاند، إثر الاعتداءات الإرهابية التي هزت العاصمة باريس يوم 13 نوفمبر الجاري، واصفا إياها بـ "الحكيمة". وأكد مشاطرته وصف الرئيس بوتفليقة الاعتداءات التي استهدفت باريس يوم 13 نوفمبر، بـ "جريمة في حق الإنسانية". وقال: "إن اعتداءات باريس لم تمس فقط بلادنا، بل تُعد جريمة في حق الإنسانية، كما أشار إليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رسالة التعزية الجميلة جدا التي بعث بها إلى رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند".

كما استشهد الدبلوماسي الفرنسي بالرسالة ذاتها، حين تحدّث عن أهمية التضامن والتوحد ضد الإرهاب؛ إذ قال الرئيس بوتفليقة: "إن ما ندافع عنه هو وطننا، ولكن أكثر من ذلك؛ إنها القيم الإنسانية".وإذ أكد أن فرنسا تحتاج في معركتها ضد الإرهاب إلى "حلفائها وأصدقائها"، مثلما كانت الحال عليه في جانفي الماضي إثر الاعتداءات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية وما تبعها من تضامن دولي، فإن السيد إيميي عبّر عن عرفانه للسلطات الجزائرية، وحيّى خاصة "العبارات القوية" للرئيس بوتفليقة، الذي أشار في رسالته، إلى ضرورة الرد على هذه الاعتداءات، مع تشديده على أن "هذه الآفة العابرة للقارات، تستدعي رد فعل متضامن من قبل المجموعة الدولية... رد فعل يكون متبصرا؛ تفاديا لوقع ذلكم الشرخ الحضاري وداخل البلدان، الذي يرومه أولئك الذين يأتمر الإرهاب بأوامرهم".

السفير الذي دعا أفراد الجالية الفرنسية بالجزائر إلى أخذ الحيطة والالتزام بالتعليمات المقدَّمة بهذا الشأن بمناسبة تنظيم وقفة ترحمية أول أمس على أرواح ضحايا اعتداءات باريس بالجزائر العاصمة، لم ينس التذكير بمعاناة الجزائريين من الإرهاب، مشيرا إلى أن صور الرعب التي عاشتها باريس يوم الجمعة، ذكّرتهم بـ "لحظات المعاناة والألم والمجازر والهمجية والخوف التي عاشوها طيلة العشرية السوداء". وأكد في خطابه على ضرورة تضافر جهود الجميع؛ من أجل مكافحة الإرهاب "بعزيمة راسخة"، ولكن بـ "حذر"؛ من أجل "تجنّب أي خلط أو محاولة تهدف إلى رفض الآخر أو إلى كراهية الإسلام". من جانب آخر، قدّم السفير الفرنسي شكره للسلطات الجزائرية على استجابتها السريعة لطلب السفارة تعزيز التواجد الأمني عبر كافة هيئاتها والمؤسسات التابعة لها بالجزائر.