لا يزال مدرب اتحاد البليدة، محمد باشا يحتفظ بثقة مسيري النادي الذين بالرغم من عدم تجرعهم الهزيمة النكراء لفريقهم أمام سريع غيلزان في الجولة الفارطة، أصبحوا يعارضون بشدة حدوث أي تغيير على مستوى العارضة الفنية، على الأقل في الوقت الراهن.  كما أن باشا يحتفظ بالإجماع لدى الأنصار الذين يعتقدون أنه بإمكانه إنقاذ الفريق من السقوط، وهذا ما يجعل هذا الأخير يواصل مهمته بعيدا عن أي ضغط ويستفيد من بعض الظروف المخففة لكونه عمل أحسن من المدرب السابق بن شادلي بعدما تمكن في ظرف وجيز من إحداث استفاقة كبيرة في الفريق الذي سجل معه نتائج مرضية عكرها فقط الانهزام الثقيل الذي مني به زملاء نوبلي في غيلزان.

إلا أن محمد باشا يدرك جيدا أن هناك بعض الأمور الواقعة في النادي قد تعرقل العمل الذي يقوم به ويأتي في مقدمتها الضعف الكبير الذي تعاني منه تشكيلته في بعض المناصب، على غرار ما هو حاصل في الهجوم الذي يعتبر أضعف حلقة في اتحاد البليدة منذ انطلاق البطولة. وكان المدرب باشا قد عبر لمسيري النادي عن قلقه الشديد من هذا الضعف الذي يعاني منه فريقه، موضحا لهم أن نجاة الفريق من السقوط مرهون باستقدام عناصر تجيد اللعب الهجومي ومتمكنة في مجال التهديف بالرغم من إقراره بصعوبة الوصول بسهولة إلى تحقيق هذا الاختيار بسبب ندرة المهاجمين الذين يبحث عنهم. ويبدو أن محمد باشا يئس فعلا من لاعبيه المهاجمين، مسفار ونوبلي وعميري وهشام الشريف لتحريك القاطرة الأمامية، والوضع يبدو صعبا للغاية لحل هذه المعضلة كون النادي البليدي له الحق خلال فترة الميركاتو في ثلاث استقدامات فقط ويريد باشا أن تكون كلها في الهجوم، حيث أنه متأكد الآن من أن الدفاع و وسط الميدان يقومان بدورهما على أحسن وجه. 

وقد سارع المدرب البليدي إلى إعطاء لمسيريه أسماء المهاجمين الذين يريدهم في تعداد فريقه في مرحلة الميركاتو، حيث يتردد بكثرة في أوساط النادي اسم مهاجم شباب بلوزداد، بوبكر ربيح الذي يعد خريج اتحاد البليدة، و هو مهتم بالعودة إلى فريقه السابق حسب مصادر قريبة من اتحاد البليدة التي أكدت أن ربيح يريد فعلا مساعدة اتحاد البليدة في سعيه لتفادي السقوط، لكن أمله قد لا يتحقق في حالة ما إذا رفض مسيرو شباب بلوزداد منحه ورقة التسريح، و ينتظر أن يباشر مسيرو اتحاد البليدة المفاوضات مع نظرائهم البلوزداديين لاستقدام المهاجم ربيح.

إلا أن الأزمة المالية المعقدة التي يمر بها النادي قد ترهن عملية الاستقدامات في حالة ما إذا لم يسارع المسيّرون إلى تدعيم الخزينة بأموال جديدة. وقد اعترف رئيس النادي، عبد الحميد فوفة بصعوبة المهمة، موضحا في هذا الصدد أن المساهمين الماليين الأعضاء في النادي تأخروا كثيرا عن دعم الفريق باستثناء إثنان منهم وهما رجلي الأعمال، الطيب الزرايمي وجمال ماتيسكي الذين لم يتوقفا عن منح الفريق الأموال المطلوبة منهما. وتبقى آمال الرئيس فوفة معلقة بنسبة كبيرة على ما ستقدمه ولاية البليدة من مساعدات مالية للفريق في الأيام القادمة بعد الوعود التي قدمها المسير الأول لهذه الأخيرة.