الوزير الأول يعاين العديد من المشاريع التنموية بتيبازة

برنامج تكميلي بـ 31 مليار دج

برنامج تكميلي بـ 31 مليار دج
  • القراءات: 1483

 استفادت ولاية تيبازة من برنامج تكميلي بقيمة 30.98 مليار دج في إطار دفع التنمية المحلية في مختلف القطاعات وتحسين الظروف المعيشية؛ حيث كشف الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أول أمس، بمناسبة زيارته لهذه الولاية التي تُعد آخر محطة في برنامج الزيارات الميدانية لولايات الوطن، أن العديد من القطاعات ستحظى بدعم مالي، مما سينعكس بصفة إيجابية على وتيرة التنمية في هذه الولاية الساحلية.

وتركزت توجيهات الوزير الأول خلال معاينته للمشاريع المدرجة في برنامج الزيارة، على ضرورة الإسراع في وتيرة الإنجاز، وتسليم المشاريع في آجالها المحددة. وفي هذا  السياق أعلن رئيس الجهاز التنفيذي عن مشروع إنجاز الطريق الاجتنابي لشرشال على امتداد 17 كلم، والذي يضم 21 منشأة فنية في الصيف المقبل، إلى جانب تسجيل مشروع إنجاز الطريق السريع شرشال - الداموس في الحدود مع ولاية الشلف، في حين أشار إلى مشروع إنجاز أكبر ميناء تجاري في الجزائر يقع بين مدينتي تيبازة وشرشال.

وفي قطاع النقل، تم تسجيل دراسات لإنجاز ثلاثة خطوط للسكة الحديدية، تربط كلا من زرالدة - قوراية وتيبازة - زرالدة - بئر توتة وتيبازة - العفرون، على أن يتم إنجازها خلال المخطط الخماسي المقبل.

وفيما يتعلق بقطاع الموارد المائية، فإنه سيتم إنجاز عدد من المشاريع، كمحطة معالجة المياه الصحية لفائدة بلديات الأرهاط ومسلمون ومناصر، إلى جانب إنجاز خزانات للمياه بالداموس وقوراية وشرشال وسيدي عمر، وعدد من المشاريع الأخرى في القطاع، تهدف إلى ضمان تزويد كافة سكان الولاية بالماء الشروب 24/24 ساعة.

وسيتم برسم هذا البرنامج التكميلي، تمويل عدد من العمليات التنموية الجديدة التابعة لقطاعات الغابات والموارد المائية والصحة والأشغال العمومية والنقل والثقافة والإدارة والتربية والشباب والرياضة والصيد البحري، في حين تم تخصيص غلاف مالي بقيمة ملياري دج لفائدة مخططات التنمية البلدية.

وكان القطب الجامعي الكائن بالمخرج الشرقي لمدينة القليعة، أول محطة في برنامج الزيارة، حيث دعا السيد عبد المالك سلال إلى إبرام اتفاقيات تعاون وتبادل مع المدارس والمعاهد الدولية، ملحّا، من جهة أخرى، على ضرورة تشجيع الرياضة الجامعية، وتكوين فرق للنخبة مع توفير جميع المرافق الضرورية التي يحتاج إليها الطالب.  

ويُعد هذا الصرح العلمي “الضخم” الذي خُصصت له ميزانية تفوق 22 مليار دينار، من أهم الإنجازات التي تحققت بالولاية في السنوات الأخيرة. ويتضمن القطب الذي يقع في موقع يتسم بالهدوء، مدرستين ومعهدين وطنيين، بطاقة استيعاب تقدَّر بـ11 ألف مقعد، إلى جانب ثلاث إقامات جامعية توفر 4500 سرير.

ويتعلق الأمر بمقرات جديدة أُنجزت بتقنيات وهندسة معمارية رائعة لفائدة المدرسة الوطنية للتجارة (3000 مقعد)، والمدرسة الوطنية للتسيير (2000 مقعد)، والمعهد الوطني للتجارة (3000 مقعد)، والمعهد الوطني للتخطيط والإحصاء (3000 مقعد)، متواجدة حاليا في الجزائر العاصمة في ظروف غير لائقة، حسب مسؤوليها.

وقد تكفّل بإنجاز هذا القطب الذي انطلقت أشغاله في سبتمبر 2009، شركة تركية خاصة، فيما شرعت مديرية السكن والتجهيزات العمومية، في استلام المشروع ابتداء من أفريل 2013؛ حيث انتهت حاليا كل عمليات التهيئة الخارجية للقطب.

وتتوفر تلك الهياكل التي تضاف إلى مجموعة مرافق قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالولاية، إجمالا على 18 مدرج، منها 4 بطاقة 1500 مقعد، و7 قاعات محاضرات و131 قسما، علاوة على أجنحة إدارية ومكتبات. 

وفي هذا الإطار، دعا الوزير الأول للانطلاق في الدراسة على مستوى هذا القطب الجامعي ابتداء من شهر سبتمبر المقبل، ملحّا على ضرورة “الرقي بنوعية التكوين” إلى مستويات تتماشى مع حجم المدارس الوطنية. وشدّد على الاهتمام بالعلوم الدقيقة الحديثة باعتبارها مستقبل الجزائر.

وقبل ذلك، كان رئيس الجهاز التنفيذي قد تابع عرضا مفصلا حول مخطط شغل الأراضي، الهادف إلى توسيع الجهة الشرقية لمدينة القليعة. ويتربع مخطط شغل الأراضي هذا الذي عرضه مدير التهيئة والتعمير بالولاية، على 180 هكتارا، ستحتضن مجمعات سكنية وتجهيزات ومرافق عمومية ضرورية، فيما قُدرت القيمة المالية لتهيئة هذا الموقع بـ 781.593.658.40 دج.

 توسيع مدينة القليعة للتنفيس عن العاصمة

ويشكل هذا القطب الحضري بالإضافة إلى التمكين من توسيع مدينة القليعة، متنفسا آخر للجزائر العاصمة؛ من خلال احتضانه العديد من الهياكل التابعة لقطاع التعليم العالي، منها ما هو قيد الإنجاز، ومنها ما تم إنجازه على غرار المدرسة العليا للتجارة، والمدرسة العليا للمناجمانت، والمعهد الوطني للتخطيط والإحصاء والمعهد الوطني للتجارة.

وخلال استماعه لهذا العرض، ألح السيد سلال على ضرورة إنشاء الأحياء المدمجة للقضاء على “الأحياء المراقد”، مجددا تأكيده على ضرورة تنفيذ التعليمات التي كان قد أعطاها خلال زيارته لولاية عين تيموشنت، المتعلقة بتوسيع الشوارع والطرقات الموجودة بالأحياء السكنية، وتوفير جميع المرافق الضرورية للسكان، الرياضية منها والترفيهية.

كما حظي قطاع السكن بنصيب في زيارة رئيس الجهاز التنفيذي، حيث عاين في هذا الصدد أشغال إنجاز قرابة 660 سكنا اجتماعيا إيجاريا على مساحة 95 ألف متر مربع بأعالي مدينة تيبازة. وشدّد الوزير الأول على ضرورة مراعاة نوعية الهندسة المعمارية، وتوسيع الشوارع والطرقات الموجودة بالأحياء السكنية، وتوفير جميع المرافق الضرورية للسكان، مع المحافظة على جمال الواجهة البحرية للولاية.

وألح على تشجيع إنجاز السكنات الترقوية بمواصفات ترقى إلى جمال مدينة تيبازة السياحية، لاسيما مع ندرة وغلاء الأوعية العقارية المسجلة بالمنطقة، داعيا إلى بناء سكنات راقية لأساتذة التعليم العالي.

وتقدَّر نسبة تقدم أشغال هذا المشروع الذي يحتوي على شقق من فئة ثلاث غرف، بمساحة 67 مترا مربعا، بـ65 بالمائة. وقد رُصد له غلاف مالي بـ564ر1 مليار دج، ويُرتقب استلامه في نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية.

وتتكفل شركة صينية بإنجاز هذا الحي بطراز عمراني عصري، يضاهي السكنات الترقوية من حيث مواد البناء المستعمَلة، فيما تم إدراج مساحات خضراء وفضاءات للترفيه إلى جانب محلات ومرافق عمومية.

وتعرف ولاية تيبازة حاليا أشغال إنجاز قرابة 36 ألف وحدة سكنية بمختلف الصيغ، منها 18 ألف سكن اجتماعي إيجاري، فيما انتهت السنة الماضية أشغال إنجاز 37 ألف وحدة أخرى، أهمها 13.527 سكنا ريفيا، و11.527 اجتماعيا إيجاريا و10.327 سكنا  بصيغة الاجتماعي التساهمي.

وفي قطاع الفلاحة، اطّلع الوزير الأول على تجربة متعامل خاص استثمر في مزرعة لتربية البقر الحلوب بسيدي راشد، على أمل أن يتحول مشروعه مستقبلا إلى مركّب لإنتاج الحليب.

ويتعلق الأمر بإنجاز مركّب للحليب ومشتقاته، يعمل وفق تجهيزات وتقنيات متطورة على مساحة إجمالية تقدَّر بـ9800 متر مربع؛ من خلال إنشاء ملبنة بطاقة إنتاج قدرها 15 ألف لتر في اليوم، فيما يعمل حاليا هذا المستثمر الخاص على تربية 66 بقرة حلوبا من السلالات العصرية استوردها من الخارج.

وتقدَّر طاقة استيعاب المركّب الذي يقدَّر حجم استثماره بـ 590 مليون دينار، بـ 132 بقرة ترعى بمساحة قدرها 25 هكتارا، فيما تشير أرقام المتعامل إلى توقعه بلوغ 1.000.000 لتر من الحليب، و20 طنا من اللحوم الحمراء خلال السنة الثانية من الاستغلال.

كما اطّلع الوزير الأول على هامش زيارته لهذه المزرعة، على أهم منتجات الخضر والفواكه التي تشتهر بها الولاية؛ من خلال معرض أقيم بالمناسبة، قبل أن يتحدث مع بعض فلاحي الولاية حول النشاط الفلاحي بالولاية ويستمع إلى انشغالاتهم.

 إصدار منشور يقضي بتمديد مدة عقود استغلال الأراضي الشاغرة

ومن جهة أخرى، أعلن الوزير الأول عن قرب إصدار منشور يقضي بتمديد مدة عقود استغلال الأراضي الشاغرة داخل الغابات، لمدة تتراوح بين 3 و5 سنوات، علما أن القانون الحالي يحدد مدة الاستغلال بسنة واحدة.

وبعين المكان، استمع الوزير الأول لعرض حول مشروع بناء فندق سياحي بيئي بأعالي مدينة سيدي راشد، يتكون من 48 غرفة، إضافة إلى المرافق الضرورية مثل الإطعام والترفيه. وأكد في هذا المجال على ضرورة المحافظة على البيئة، وعدم قطع الأشجار عند الشروع في أشغال إنجاز هذا المرفق السياحي.

وفي قطاع الرياضة، وضع رئيس الجهاز التنفيذي حيّز الخدمة، ميدانا للكرة الحديدية

بمدينة تيبازة، تم إنجازه بمعايير عالمية تؤهله لاحتضان منافسات قارية ودولية. وسيسمح هذا الصرح الرياضي بترقية هذه اللعبة الترفيهية وتطويرها.

وتحتوي هذه المنشأة التي أُنجزت في ظرف 14 شهرا بغلاف مالي يقدَّر بـ 36 مليون دج، على 12 ميدانا للّعب القصير، وميدانين للّعب الطويل، بالإضافة إلى جناح للإيواء ومقهى  وجناح إداري.

وحث الوزير الأول بالمناسبة، الجمعيات الرياضية على القيام بالدور المنوط بها في مجال التكوين، وانتقاء النخب الرياضية، وذلك من خلال استغلال المنشآت الرياضية التي سخّرتها الدولة خصيصا لها.