وزارة التربية تسعى لربط المناهج والطرائق التربوية بالواقع المعاش

تقليص عدد كتب الصفين الأولين بالابتدائي والأول بالمتوسط

تقليص عدد كتب الصفين الأولين بالابتدائي والأول بالمتوسط
  • 1723

ستقوم وزارة التربية الوطنية، بتقليص عدد كتب الصفين الأولين بالابتدائي والأول متوسط الموسم الدراسي المقبل من أجل تخفيف وزن محفظة التلاميذ، حسبما أعلنه أمس بتيارت،  مدير التكوين بوزارة التربية الوطنية، أحسن أولبصير.  وقال أولبصير، في تصريح صحفي ـ على هامش افتتاح ملتقى جهوي حول التطبيق العلمي لمناهج الجيل الثاني بتيارت ـ إن عدد الكتب المدرسية المخصصة للصفين الأول والثاني ابتدائي لن يزيد عن كتابين الموسم الدراسي المقبل، مشيرا إلى أن تغيير الكتب المدرسية جاء كنتيجة حتمية لتغيير المناهج. وسيتم في هذا الإطار، تخصيص كتاب للمواد العلمية وكتاب للمواد الأدبية، حيث يجري إعداد هذه الكتب من طرف اللجان المختصة بوزارة التربية الوطنية والتي أخذت بعين الاعتبار التخفيف في المناهج والوحدات التعليمية.  

ومن جهة أخرى، ذكر المسؤول أنه، في إطار تدعيم وسائل التدريس، سيتم جمع مقاطع تربوية مكتوبة أو سمعية بصرية يقوم بإنجازها معلمون وأساتذة في الطورين من أجل ضمها إلى الوسائل والآليات التربوية التي تساعد في العملية التعليمية. وأوضح أنه بعد جمع هذه المواد على مستوى الوزارة، سيتم انتقاء أفضلها حسب معايير مراعاتها لتطبيق المنهاج التربوي وتوزع على المؤسسات التربوية من أجل اعتمادها كطرق تربوية نموذجية تسهل للأستاذ نقل المعلومات إلى التلميذ. كما تهدف وزارة التربية ـ من جهة أخرى ـ من خلال الإصلاح التربوي إلى ربط المناهج والطرائق التربوية في الجزائر بالواقع المعاش، حسب السيد أولبصير الذي أوضح أن الإصلاح التربوي الحالي يعطي الأسبقية للممارسة الميدانية للتعليم والتعلم ليكون للمناهج التربوية والتعليمية امتداد في الواقع الذي تعيشه أطراف العملية التربوية. 

وأبرز أن هذا الربط بالواقع سيضمن الكشف عن الاختلالات التطبيقية الموجودة في المناهج التربوية و تصحيحها أو تغييرها بما يتماشى والصالح العام للمدرسة الجزائرية التي تعمل على تحكم التلميذ والأستاذ في المعارف المتحصل عليها وفي كيفية استخدامها. وأضاف مدير التكوين بوزارة التربية أن السياسة المنتهجة في الإصلاح التربوي ترتكز على ضرورة نقل القيم الاجتماعية والدينية والوطنية والروحية والأخلاقية والسلوكية الموجودة في المجتمع الجزائري من خلال العمليات التعليمية إلى التلميذ. 

ومن أجل تحقيق هذه السياسة - يضيف نفس المسؤول - اعتمدت وزارة التربية برنامج تكوين طويل المدى لصالح المؤطرين في العملية التربوية حول المناهج والنظريات التربوية الجديدة ورصد العراقيل التي تواجهها في الواقع الميداني من أجل معالجتها. وأشار إلى أن التكوين انطلق من الطورين الابتدائي والمتوسط باعتبارهما الركيزة الرئيسة لبناء الهرم التربوي وتحقيق النوعية في الأداء التربوي لدى الأستاذ والتلميذ، ضمن مقاربة الكفاءات، مضيفا أن هذه المقاربة سيضمن آفاق ونظرة مستقبلية جديدة في المنظومة التربوية محورها استقلالية التلميذ والمعلم. 

وأكد المتحدث أن التكوين هو السبيل الوحيد لتحيين المعارف وتحسين المستوى لدى الأستاذ والتلميذ لمواكبة التطورات ومسايرة التغيرات في قطاع التربية، شريطة عدم إهمال التكوين في المواد الفنية مثل الرسم والموسيقى والتربية البدنية لتصبح المدرسة وسطا لترقية الذوق الجمالي والفني واكتشاف المواهب. ويشارك في هذا الملتقى الذي نظمته وزارة التربية الوطنية على مدى أربعة أيام، 160 مفتشا من 16 ولاية من الجهة الغربية والجنوب الغربي للوطن، يشرف على تكوينهم حول التطبيق العملي لمناهج الجيل الثاني في التربية، 42 مؤطرا تابعين للجنة الوطنية للمناهج التربوية ومجموعاتها المتخصصة بوزارة التربية.