بن دعماش في محاضرة بمهرجان العروبي بالبليدة:

توثيق الفنون ونفض الغبار عنها

توثيق الفنون ونفض الغبار عنها
  • 1092
لطيفة داريب لطيفة داريب

طالب الأستاذ عبد القادر بن دعماش مسؤولي المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى وأغنية العروبي، بتوثيق فعاليات هذه التظاهرة التي تعنى بهذا الفن الأصيل، بغية الحفاظ عليه وتخليده، مضيفا أنّ الفن العروبي مثله مثل الحوزي التلمساني والمحجوز القسنطيني، تعود جذوره إلى الفن الملحون مع سيدي لخضر بن خلوف. أضاف بن دعماش خلال محاضرة قدّمها أوّل أمس بمناسبة المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية العروبي، الذي تدور فعالياته بقاعة المؤتمرات بالبليدة، أنّ العروبي أصله من مدرسة الصنعة العاصمية، ويقابله المحجوز القسنطيني الذي يعود إلى المالوف وكذا الحوزي التلمساني الذي تعود جذوره إلى الغرناطي، ليشير إلى أنّ كلّ هذه المدارس مشتقة في الأصل من الملحون الذي ينحدر بدوره من الزجل.

وقال المحاضر إنّ الزجل منبثق من الموشّح والخلاف بينهما يكمن في كون الأوّل مكتوب بالعامية أما الثاني فمكتوب باللغة الفصحى، مضيفا أنّ الزجل ظهر في القرن الحادي عشر على يدي عبد المالك بن قزمان الذي أضفى عليه مفاهيم بسيطة، قرّبته أكثر من الطبقات الشعبية، بيد أنّه كان من قبل خاصا بالبلاط. وواصل بن دعماش حديثه عن تطوّر الزجل الذي تحوّل إلى زجل صوفي من طرف سيدي بومدين الغوث، ثم إلى الكلام الموزون فالكلام الملحون فالشعر ومن ثمّ تحوّل إلى القول وبعدها إلى الشعر الملحون على يدي سيدي لخضر بن خلوف، معتبرا أنّه يجب أن نفتخر بكلّ الفنون الجزائرية ونؤكّد على أصالتها، كما طالب بأهمية توثيقها حتى لا تُنسى باعتبار أنّ الفن يدخل في سياق الهوية الجزائرية. بالمقابل، تمّ خلال الأمسية الثانية لهذا المهرجان، تقديم وصلات غنائية من تنشيط الفنان زروق مقداد وجمعية الودادية من البليدة وجمعية الزيرية الأندلسية من مليانة التي عبرّ قائدها يوسف عزايزية عن تعلّقه بمدينته فقال "مليانة ريحانة جمالها فتان".

للإشارة، أهديت الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية العروبي إلى روح الفنان محمد البصري، الذي ولد بالبليدة سنة 1933 وتوفي سنة 2001، واحتك برواد فن الصنعة مثل الشيخ محمود ولد سيدي سعيد ودحمان بن عاشور، وتعلّم العزف على آلة الماندولين، كما اهتم أيضا بفن الصنعة وفن الحوزي والعروبي. وسجّل المرحوم للإذاعة والتلفزيون حوالي 30 تسجيلا، وفي سنة 1990 قام بتسجيل 17 نوبة تحت إشراف وزارة الثقافة، ويمتلك في رصيده عدة أغاني خفيفة من كلماته وتلحينه مثل "يا حسراه على هذوك ليام" و"أنا الوردة المسكينة" و"الجزائر زينة البلدان".