خنشلة
دعم وترقية السياحة الحموية
- 2518
رصد في ولاية خنشلة، غلاف مالي إجمالي بقيمة 320 مليون دج لقطاع السياحة والصناعات التقليدية، ضمن المخطط الخماسي الثاني للتنمية 2010-2014، بهدف تغطية تكلفة ثمانية مشاريع تخص تهيئة وإعادة تأهيل بعض المرافق وإنجاز أخرى بغية ترقية القطاع الذي أصبح رهانا ملحا لدعم الاقتصاد الوطني خارج المحروقات. وتخص المشاريع التي يوجد بعضها قيد الأشغال وأخرى على وشك الانطلاق، إعداد دراسة تقنية حول مخطط التوجيه السياحي بمختلف جهات الولاية، لاسيما بمناطق حمام الصالحين وحمام اكنيف وتبردقة ببلدية ششار وشلية ببلدية بوحمامة وغيرها من المناطق الأخرى، باعتبارها ذات خصوصيات سياحية متنوعة، إلى جانب الغابات والحمامات والمنابع الحموية والمناظر الطبيعية والمواقع التاريخية والأثرية.
واستهدفت الأشغال في مجال السياحة الحموية، وضع الخرسانة المسلحة على مستوى المنبع الرئيسي للقناة التي تتدفق منها المياه الباطنية الساخنة بمعدل 20 لترا نحو غرف الاستحمام وحوضي السباحة بحمام الصالحين، الذي يعود إلى العهد الروماني بالمنطقة، والذي يعرف أشغال التهيئة بعد غلقه في شهر نوفمبر سنة 2013 من طرف الوالي السابق، بسبب تدهور خدماته جراء النفايات والروائح الكريهة وانعدام المياه الباردة وفسخ اتفاقية استغلاله من قبل أحد الخواص، إلا أن أشغال التهيئة تعرف تباطؤا ملحوظا إلى حد الآن، منذ انطلاقها في بداية سنة 2014 وحرمان المواطنين الراغبين في الاستحمام، خاصة المرضى من أجل العلاج بمياهه، بسبب الروماتيزم والربو وجبر العظام والمفاصل من داخل الولاية والولايات المجاورة والبعيدة.
وأوضح مصدر في الولاية أن هذا المرفق السياحي الذي يستقطب عشرات الوافدين عليه، سيتم فتحه عند استكمال كل الشروط، وفق الدراسة التقنية سواء الخاصة بتحسين خدمات الاستقبال أو الاستحمام والإيواء وتحديد دفتر شروط للراغبين في استغلاله عن طريق الكراء. كما أدرجت بمنطقة حمام الصالحين ضمن مخطط التوجيه والتهيئة السياحية، مساحة 6035 مترا مربعا، منها 1280 مترا مربعا لفائدة الراغبين في الاستثمار السياحي، بإقامة مرافق وخدمات سياحية وترفيهية متنوعة وتأهيلها كموقع حموي سياحي ضمن البرنامج التكميلي الذي خصه للولاية الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، خلال زيارته للولاية سنة 2013. وأنجزت دراسة تقنية بمبلغ 3 ملايين دج لتثمين وترقية المحطة المناخية بجبل شلية، تندرج في إطار البرنامج الوطني لترقية السياحة الجبلية المناخية بهذه الفضاء الطبيعي الخلاب الذي توجد به قمة رأس كلثوم، على ارتفاع 2836 مترا عن سطح البحر، والمتميز بغطاء نباتي وغابي، لاسيما شجر الأرز الأطلسي بفتح مسالك وممرات سياحية.
ويتوخى المسؤولون المحليون تحويل هذه المحطة المناخية قريبا إلى قرية سياحية وفق دراسة تقنية أنجزها مكتب دراسات من فرنسا، بالتنسيق مع مكتب جزائري سيتم على ضوئها بناء مرافق للاستقبال وأخرى للإيواء، منها مشروع نزل بـ140 سريرا، إلى جانب مركز صحي بـ 60 سريرا وفضاء للتسلية وغيرها من المرافق الخدماتية الأخرى بغية تحسين المحيط البيئي في هذا الفضاء السياحي والطبيعي. وبرمجت في إطار تنمية السياحة الحموية، عملية تتعلق بإنجاز دراسة خبرة ميدانية لتأهيل المحطة المعدنية بحمام اكنيف، على بعد 22 كلم عن مدينة خنشلة، يُستحم فيه بالبخار المتصاعد من الفوهات الأرضية الصخرية ويعد من الحمامات النادرة في البلاد، حسبما أفاد به مسؤولو قطاع السياحة بالولاية.
كما استفاد القطاع من مشروعين قيد الانطلاق لبناء مركزين للإعلام والتوجيه السياحي بكل من مدينة خنشلة ودائرة ششار التي تتوفر على مواقع سياحية، أبرزها منطقة تبردقة والبيوت التي تشبه الكهوف المعلقة بجبل منطقة تاغيت التي ترجع إلى عهود أمازيغية قديمة. للإشارة، فإن قطاع السياحة والصناعات التقليدية لا يزال في ولاية خنشلة دون مستوى التطلعات لتثمينه، جراء ضعف مشاريع الاستثمار، رغم الإمكانات والقدرات السياحية القابلة للاستغلال بهدف ترقية الخدمات السياحية واستحداث مناصب عمل، حيث تبقى فرص الاستثمار قائمة ومفتوحة خاصة بعد الإجراءات الجديدة التي اتخذنها الدولة لفائدة المستثمرين في مختلق القطاعات.
ومن جهة أخرى، فإن قطاع السياحة يحصي 5 وكالات للسياحة والأسفار، منها فرع واحد تابع للديوان الوطني للسياحة، و5 منابع مائية أبرزها حمام الصالحين وحمام اكنيف و5 فنادق معتمدة، منها فندق واحد مصنف بنجمتين اثنتين، تتوفر في مجموعها على 193 سريرا، بالإضافة إلى أزيد من 2000 حرفي مصنف في مختلف الأنشطة التقليدية والحرفية منهم أزيد من 800 حاملين لمشاريع ممولة ضمن أجهزة الدعم المختلفة.