فيما دعاهم مساهل إلى تسوية نزاعهم بمنأى عن الإملاءات الخارجية
ندوة روما تمهل الليبيين يومين للتوقيع على الاتفاق
- 707
جدد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أمس بروما موقف الجزائر الثابت لصالح تسوية سياسية للأزمة الليبية، تسمح بتشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا البلد. وذكر مساهل في مداخلته خلال الندوة الدولية حول ليبيا بــ«موقف الجزائر الثابت لصالح تسوية سياسية للأزمة في ليبيا تقوم على احترام مبادئ السيادة وعدم التدخل واحترام الوحدة الترابية والوطنية لليبيا ووحدة شعبها لتشكيل حكومة وحدة وطنية ومقرها طرابلس وملء الفراغ المؤسساتي في هذا البلد".
وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن السيد مساهل أكد بأن "الإرهاب بفروعه الإجرامية يتغذى وينتشر في ظل غياب دولة قادرة وقوية وعادلة"، مضيفا أنه ولهذه الأسباب، أبرز ضرورة "التوقيع على اتفاق سياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبارها السبيل الوحيد لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية". كما دعا كافة الليبيين إلى "تبني الحل السياسي وتقرير مصيرهم من خلال تجاوز الخلافات وذلك خدمة للصالح العام والأسمى للشعب الليبي الذي يتوق إلى العيش في كنف السلام والأمن والاستقرار". كما أكد السيد مساهل أن "الليبيين لديهم من القدرة والموارد خاصة البشرية منها ما يمكنهم من تسوية النزاع بشكل نهائي، شريطة ألّا يتم التدخل في شؤونهم وأن لا يملى عليهم المسعى الواجب اتباعه".
ودعا في ذات السياق "المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى مرافقة جهود إعادة بناء الدولة وتحسين ظروف معيشة الشعب الليبي الاجتماعية والاقتصادية". وأكد السيد مساهل أن "الجزائر تقف في هذا الظرف العصيب إلى جانب الشعب الليبي والهيئات الجديدة من خلال مرافقتها في حدود إمكانياتها، كما فعلته في السابق مع الحكومات الانتقالية السابقة".
وأوضح بيان الوزارة أن السيد مساهل مثّل الجزائر خلال الندوة الدولية حول ليبيا التي انطلقت أشغالها أمس بروما تحت الرئاسة المشتركة لوزير الشؤون الخارجية الايطالي، باولو جنتيلوني وكاتب الدولة الأمريكي جون كيري بحضور المبعوث الخاص للأمين العام الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر وكذا ممثلين عن الأطراف الليبية الملتزمة في إطار مسار الحوار السياسي بإشراف الأمم المتحدة. كما حضر الندوة وزراء الشؤون الخارجية ورؤساء وفود 17 بلدا، لاسيما فدرالية روسيا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإسبانيا والصين ومصر وتونس وتركيا ودول أخرى من الخليج. وشارك أيضا في الندوة الممثلة السامية للإتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية والأمن والمبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا والأمين العام للجامعة العربية.
وصادقت الندوة على بيان ختامي يجدد التأكيد على احترام مبادئ السيادة والوحدة الترابية لليبيا ووحدة شعبها وكذا عدم التدخل في شؤونها الداخلية. ويحث النص الأطراف الليبية على التوقيع على الاتفاق السياسي في 16 ديسمبر وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية مقرها طرابلس. وحسب ذات المصدر، فإن البيان الختامي يؤكد أيضا عزم المجتمع الدولي على مرافقة المؤسسات الليبية الجديدة في مهامها المتمثلة في إرساء السلام والأمن والاستقرار ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية المتعددة وكذا مكافحة الإرهاب وفروعه الإجرامية.