أكدت مواصلة العمل حتى القضاء النهائي على بقايا الإرهابيين
"الجيش" تجدد موقف الجزائر الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير
- 839
جدد الجيش الوطني الشعبي موقف الجزائر الثابت إزاء قضية الصحراء الغربية، حيث أكد دعم الشعب الجزائري اللامشروط ومساندته للشعب الصحراوي في مسعاه الشرعي الرامي إلى استعادة حقوقه المسلوبة واختيار مستقبله ومصيره، وفقا للمواثيق الدولية والقرارات الأممية، مشددا على أن هذا الموقف الثابت للجزائر نابع من مبادئ الثورة التحريرية المجيدة وقيمها. كما جدد من جانب آخر إصرار القوات المسلحة ومصالح الأمن الوطنية على مواصلة عملها حتى القضاء النهائي على بقايا المجرمين والإرهابيين.
وأشارت مجلة "الجيش" في افتتاحية عدد ديسمبر الجاري، إلى أن "الشعب الجزائري الذي تشبث وبكل قوة وإرادة بحقه في تقرير مصيره، مستخدما كافة الوسائل الممكنة والمتاحة قانونيا حتى تمكن من استرجاع سيادته وحريته وكرامته، يؤكد اليوم ثبات موقفه وموقف الجزائر على دعم ومساندة الشعب الصحراوي في مسعاه الشرعي الرامي إلى استعادة حقوقه المسلوبة وفي اختيار مستقبله ومصيره وفقا للمواثيق الدولية والقرارات الأممية". وذكرت في هذا الصدد بأن هذا الموقف الثابت للجزائر ليس وليد اليوم، إنما هو نابع من مبادئ الثورة التحريرية المجيدة وقيمها، مستدلة في ذلك، بما جاء في رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة الذكرى الـ39 لإعلان تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وخلصت المجلة في تأكيد تمسك الشعب الجزائري بهذا الموقف المستمد من قيم كفاحه المستميت ضد الإستعمار الغاشم ومن أجل الحرية والكرامة، إلى أن الجزائر "تبقى متيقنة من انتصار الحق وبلوغ الشعوب الدائبة في نضالها غايتها المنشودة، مهما طال الزمن ومهما كثرت العراقيل والعقبات"، مبرزة من جانب آخر الدور الريادي الذي تلتزم به الجزائر في إطار إسهامها في الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلم والأمن في ربوع المعمورة، حيث أشارت إلى أنه "في ظل التطورات التي يشهدها العالم والمتغيرات الإقليمية والدولية على مختلف الأصعدة، تفرض الجزائر نفسها كقوة اقتراح وتعتبر شريكا فاعلا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة عبر التشاور والتعاون، وتسعى وتساهم في حل المشاكل والخلافات والنزاعات السائدة في دول الإقليم، من خلال الوساطة والحوار والمصالحة، بغية تحقيق الأمن واستتباب السلم في محيطنا الذي يتسم بعدم الاستقرار".
من جانب آخر، أكدت افتتاحية "الجيش" أن الجزائر تعمل على الصعيد الداخلي على "تقوية الجبهة الداخلية وتحقيق الانسجام في المجتمع، مع بناء قوات مسلحة متطورة تمارس مهامها باحترافية"، مبرزة في هذا الإطار العناية والاهتمام بالاستعداد العملياتي والتحضير القتالي للقوات المسلحة، والمكرسة من خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي للنواحي العسكرية والوحدات والمدارس، بغرض الاطلاع ومتابعة مختلف المهام التكوينية والتدريبية والعملياتية، ولاسيما منها المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وحماية الحدود. وإذ شددت المجلة على أن الجيش الوطني الشعبي مدرك تمام الادراك، حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، أكدت جاهزية القوات المسلحة ومختلف مصالح الأمن للتنفيذ الأمثل لمهامها، وكذا عزمها وإصرارها "على مواصلة عملها في القرى والمداشر والسهول والجبال والصحاري وعلى كل شبر من أرضنا الطاهرة، حتى القضاء النهائي على بقايا المجرمين والإرهابيين".
كما أبرزت في سياق متصل النتائج المعتبرة، التي حققها الجيش الوطني الشعبي في الآونة الأخيرة ميدانيا بالقضاء على عدد من الإرهابيين، واسترجاع كميات من الأسلحة والذخيرة وتفكيك شبكات دعم وإسناد مرتبطة بالجريمة المنظمة والتهريب، مؤكدة مواصلته لمهامه الدستورية "دون كلل أو ملل، دفاعا عن حرمة الوطن ومكتسبات الأمة"، وإرادته في تكريس كل الجهود لتحقيق الغاية المثلى، بصيانة المصالح العليا للدولة وحماية حرمة وسيادة التراب الوطني، "حتى تتمكن الجزائر من مواجهة كافة التحديات وصد التهديدات وتفادي المخاطر.. وكسب رهان تنميتها الاقتصادية وتقدمها الاجتماعي ونهضتها العلمية والفكرية في جو الأمن والاستقرار".
وقد فصل العدد من مجلة "الجيش" المواقف المعبر عنها في افتتاحيته، عبر مختلف المواضيع التي تناولها، حيث أبرزت المجلة في صفحة "الحدث"، الموقف الثابت واللامشروط للجزائر إزاء قضية الصحراء الغربية، وأكدت بأن مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير يعتبر من أبرز المبادئ الثابتة التي تقوم عليها الدبلوماسية الجزائرية، وتدافع عنه الجزائر في المحافل الدولية، لافتة إلى أن هذا الموقف المبدئي تستمده الجزائر من نضالها الطويل من أجل التخلص من استعمار بغيض دام 132 عاما، وموقف ثابت نابع من مبادئ الثورة التحريرية وقيمها.
كما ذكرت كل من تناسى الأسس الشرعية والقانونية التي تبني عليها الجزائر موقفها هذا، بأن الجزائر تشجع حلا عادلا ودائما لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن دعم الجزائر للمسار الأممي لتسوية هذه القضية، يرتكز على ضرورة إيجاد حل سلمي تفاوضي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، بما يسمح له بممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. وسجلت المجلة وقفتها مع الحدث التاريخي، المتمثل في ذكرى أحداث 11 ديسمبر 1960 من خلال مقتطف من النداء الذي وجهه فرحات عباس، رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية إلى الشعب الجزائري عقب تلك المظاهرات التاريخية والذي قال فيه للجزائريين "لقد كتبتم بدماء شهدائنا صفحة جديدة من تاريخنا المجيد وعندما قبلتم بالاستشهاد البطولي، فإنكم قد أكدتم حقكم في الحياة وافتككتم حقكم في الكرامة وأصبحتم جديرين بحريتكم".
القضاء على 9 إرهابيين، تدمير 56 مخبأ واسترجاع كميات من الأسلحة
من جهة أخرى، عرضت المجلة الحصيلة النوعية التي حققتها مختلف وحدات ومفارز الجيش الوطني الشعبي في الميدان في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في شهر نوفمبر الأخير. وكشفت في ملف خاص بعنوان "عمليات نوعية" عن نتائج هذه العمليات التي أسفرت عن القضاء على 9 إرهابيين بكل من تيزي وزو، جيجل والمدية، وتدمير 56 مخبأ واسترجاع 10 بنادق آلية من نوع كلاشنيكوف وبندقية مضخية ومسدس آلي، إضافة إلى 7 قنابل يدوية و5 قنابل تقليدية الصنع و26 لغما ومدفع تقليدي و16 قنطارا من المواد المتفجرة. كما تمكنت المفارز التابعة للقطاعات العملياتية المذكورة من استرجاع كميات معتبرة من الذخيرة ومنظار ميداني.
أما في إطار مهامها المتصلة بمكافحة التهريب والجريمة المنظمة، فقد تمكنت مفارز الجيش الوطني الشعبي من توقيف 452 مهربا و26 تاجر مخدرات و212 مهاجرا غير شرعي، مع استرجاع كميات من الأسلحة والذخيرة وحجز 61 سيارة رباعية الدفع و22 شاحنة و44 سيارة سياحية و16 دراجة نارية، تم استعمالها في مختلف الجرائم المذكورة. وإذ بلغت الكميات المسترجعة من الوقود الذي كان موجه للتهريب قرابة 192 ألف لتر، فقد بلغت كميات المخدرات المحجوزة من قبل الجيش الوطني الشعبي، 8067 كلغ. كما مكنت هذه العمليات النوعية من حجر 146 جهاز كشف عن المعادن، 12 مطرقة ضاغطة، 12 مولدا كهربائيا، علاوة على كميات من الأدوية والهواتف النقالة والمواد الأخرى.
إنجازات كبرى للمؤسسة العسكرية في 2015
ولم تترك المجلة سنة 2015 تمر على الجزائريين، دون إبراز الانجازات الكبرى التي سجلتها هذه السنة، ولا سيما في مجال مواصلة مسار تحديث وعصرنة القوات المسلحة الجزائرية، حيث ذكرت بمختلف النشاطات التي جسدتها قيادة الجيش الوطني الشعبي في الميدان، سواء في إطار التعاون العسكري والشراكة الصناعية التي كانت في 2015 بإنتاج أولى العربات المركبة بالمصانع الجزائرية وكذا في مجال التكوين، أو في إطار التعيينات الجديدة التي أشرف عليها نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي تبعا للتغييرات التي أقرها رئيس الجمهورية، وزير الدفاع، القائد الأعلى للقوات المسلحة على بعض المصالح والمديريات العسكرية. كما واكبت مجلة الجيش الحدث الكوني الذي احتضنته قمة باريس حول المناخ، من خلال إبرازها لأهمية المفاوضات الدولية الجارية حول التغيرات المناخية وكذا مشاركة الجزائر في هذا المجهود العالمي ووفائها بالتزاماتها في مجال التقليص من حدة تأثير الغازات الدفيئة ومواجهة التغيرات المناخية.