فيما يعلن بوضياف أن نسبة الاصابات تحت 1٪ في الجزائر:

خبراء "مينا 20" يبحثون عن رؤية جديدة لتطويق السيدا

خبراء "مينا 20" يبحثون عن رؤية جديدة لتطويق السيدا
  • القراءات: 737
حسينة. ل حسينة. ل

أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف أن الجزائر ملتزمة بتنفيذ الرؤية الجديدة التي أوصى بها برنامج الأمم المتحدة حول فيروس فقدان المناعة المكتسبة "السيدا"من أجل القضاء على هذا الأخير مع حلول سنة 2030، موضحا بأن هذا الالتزام تميز بإرادة سياسية وعلى أعلى مستوى وتم تأكيده مرارا على الصعيد الوطني والدولي. وأشار وزير الصحة، خلال إشرافه أمس بفندق الهلتون، على افتتاح أشغال اللقاء الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول فيروس فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" المنعقد بالجزائر أن هذه الإرادة السياسية ترجمت أيضا بتعبئة تامة من طرف الحكومة وكافة المتدخلين، ومن المجتمع المدني على الخصوص،في إطار متعدد القطاعات، كرسه المرسوم التنفيذي للوزير الأول والمدعم بالحفاظ على اللجوء إلى تمويل مناسب بأكثر من 95% من الميزانية المخصصة لميزانية الدولة لوحدها، مما يؤمن كافة الخدمات مجانيا وللجميع بما فيها الكشف والعلاج المضاد للفيروسات القهقرية. 

وأكد الوزير أن هذا الداء يبقى قليل النشاط في الجزائر حيث أن نسبته لا تفوق 0,1 % إلا أنه حذر من السلوكات الجنسية الخطرة وقلة استعمال وسائل الحماية واستهلاك المخدرات عن طريق الحقن والهجرة التي تشكل عوامل إضعاف "أخذناها بعين الاعتبار والتي تملي علينا الحفاظ على مستوى اليقظة".وقد استند تصدّينا الوطني إلى مقاربة تخطيطية حول الفيروس عن طريق تنفيذ مخططات وطنية متتالية متعدّدة القطاعات، كما تمّ إدراج مخططنا الاستراتيجي لفترة 2016-2020.

هذا التحدي، يضيف الوزير، "يتطلب من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وضع مقاربة إستراتيجية جديدة تقتضي ثورة في طرق الكشف، ليس فقط فيما يخص التواصل، بل كذلك التنظيم، مما يتطلب ـ حسب قوله - الأخذ بعين الاعتبار أحسن طرق التسيير واللجوء إلى أفضل التكنولوجيا والابتكارات المتوفرة. ورافع بالمناسبة على ضرورة رفع العراقيل المستمرة كارتفاع سعر الأدوية والتكنولوجيات الجديدة الذي لا يزال حملا ثقيلا على عاتق دول المنطقة، مؤكدا بأن هذه التعبئة تستدعي من دول المنطقة، السهر على تحقيق العلاج للجميع وخاصة الأشخاص المستضعفين وكذا مواصلة جهود مكافحة كل أشكال التمييز والوصم. وأكد السيد بوضياف من جانب آخر، أن الشعار الذي تم اختياره والمتمثل في "تسريع الكشف لفيروس فقدان المناعة المكتسب "السيدا" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، يترجم الإرادة القوية لدول المنطقة  المدركة لمسؤولياتها على تسخير كل الوسائل الممكنة من أجل عكس مسار انتشار هذا الوباء وإصرارهم على تحقيق هذا الهدف. 

وذكّر الوزير بالهدف الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة حول فيروس فقدان المناعة المكتسب "السيدا" لآفاق 2020، حيث يسعى إلى تمكين نسبة 90% من الأشخاص الحاملين للفيروس من معرفة وضعهم الفيروسي مسبقا. ورغم أن بلدان هذه المنطقة قد حققت تقدما محسوسا خلال العشرية الأخيرة، حسبما أفاد به برنامج الأمم المتحدة حول فيروس فقدان المناعة المكتسبة، فإن تغطية العلاج المضاد للفيروسات تبقى ضعيفة نوعا ما. وخلص الوزير إلى القول بأن الصدمات الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن مختلف الأحداث كالأزمة المالية العالمية والنزاعات، كانت من بين العوامل التي زادت من حدة داء السيدا في المنطقة، مؤكدا بأن المسؤولية الملقاة على عاتق دول المنطقة لا تكمن في تقييم التقدم المحقق فحسب، بل أيضا في تحديد النقائص والواجبات بوضوح و دون تراخي من أجل تحقيق الالتزامات والأهداف المسطرة. 

 جهود الجزائر مكّنت 60 % من المصابين من العلاج  

من جهتها،حيت المديرة الإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة حول فيروس فقدان المناعة المكتسبة "السيدا"، لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "مينا" السيدة يمينة شكار، التزام الجزائر بتنفيذها توصيات منظمة الصحة العالمية والرؤية الجديدة التي أوصى بها برنامج الأمم المتحدة حول فيروس السيدا، مشيرة إلى أن الجزائر حققت نسبة معتبرة من التغطية لعلاج المصابين بالسيدا، فاقت نسبة الـ 60 بالمائة، فيما لا تتعدى نسبة  التغطية الصحية الشاملة للمصابين بداء السيدا بمنطقة مينا 20 بالمائة، مع تسجيل تباين في النسب بين الدول. وحسب المسؤولة الأممية، فإن الوضعية ستشهد وتيرة متسارعة بنسبة 50 بالمائة إذا لم تتخذ هذه الدول إجراءات عاجلة لدى الفئة التي تمثل خطورة، لاسيما منهم محترفو الجنس ومتعاطو المخدرات. 

أما المنسقة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة بالجزائر، السيدة كريستينا أمارال، فأكدت أن الطريق لا يزال طويلا للقضاء على الفيروس، داعية إلى تضافر جهود المنظومة الدولية بكل مكوناتها في إطار تعاون إستراتيجي وتوفير عادل للعلاج. وقالت إن التصدي لهذا الفيروس لا يمكن تحقيقه إلا في إطار وضع استراتيجيات وطنية والتزامات سياسية للحكومات وشراكة شاملة لتحقيق التنمية المستدامة. ويرى بادارا صامب من منظمة الأمم المتحدة للسيدا إلتزام دول العالم خلال العشرية الأخيرة في إطار تحقيق أهداف الألفية قد تحقق من خلال توفير العلاج لفائدة 15 مليون مصاب.