يتناوله ملتقى لجمعية "تراث الأجيال"
زوم على تراث منطقة الزيبان
- 1458
"التراث في منطقة الزيبان"، هو عنوان الملتقى الذي تنظّمه اليوم وغدا جمعية "تراث الأجيال"، بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية بسكرة بدار الثقافة "أحمد رضا حوحو"، حيث سيناقش المشاركون ستة محاور أساسية بأهداف متباينة منها العلمي، التربوي - العلمي، التاريخي والتنموي - الاقتصادي. الهدف العلمي من الملتقى ـ حسب القائمين عليه ـ يتمحور في محاولة إبراز الدراسات في مجال التراث الأثري والاستفادة من نتائجها، أما التاريخي فهو القراءة الصحيحة للأحداث التاريخية من خلال شواهدها المادية الأثرية المتمثّلة في الإرث الحضاري للمنطقة، ليتمحور الهدف التربوي - الثقافي حول نشر الوعي بالموروث الحضاري للمنطقة من خلال النتائج المتوصّل إليها ونشرها خاصّة في المجال التربوي - الثقافي، وذلك من خلال المساهمة في إبراز الهوية والشخصية الوطنية بدمجها في مناهج المنظومة التربوية، أما الهدف التنموي - الاقتصاد، فيتجسد من خلال تفعيل التراث في المجال الاقتصادي عبر الاستغلال الراشد لموارده في إطار التنمية المستدامة.
منظمو هذا الملتقى ارتكزوا في تقديمه على كون منطقة الزيبان تزخر بتراث عريق ضارب في أعماق الزمن، نلاحظه اليوم من خلال التراث المتوارث من الأجيال السابقة في طريقة العيش وطريقة التعامل مع الطبيعة والتأقلم معها، ومحاولة دائما وأبدا التحكّم فيها من أجل حياة أفضل، وذلك من خلال استعمال أحسن لمواد البناء وطريقة البناء التي تتلاءم وطبيعة مناخ المنطقة، في استغلال الأراضي على أقصى نطاق ممكن، باستصلاحها وإدخال طرق مبتكرة ووسائل تسمح بإنتاج غلة وافرة تغطي احتياجات المنطقة. ويضيف البيان التقديمي للملتقى أنّه لفهم هذه الميكانزمات الفعّالة، والتي يعود إليها الإنسان إذا أحسّ بالضياع في ظلّ المعطيات الحديثة من عولمة، أيّ غزو حضاري وثقافي، يرجع الجزائري الأصيل إلى موروثه الحضاري - الذي يعتبر النقطة المرجعية في شخصيته وهويته الوطنية التي تميزه عن الشعوب الأخرى - للبحث والغوص في الماضي من خلال المواقع الأثرية المتناثرة هنا وهناك.
من هذا المنطلق، يهدف الملتقى إلى إبراز المكنون الأثري للمنطقة عبر مواقعها الأثرية، من الجانب التاريخي والحضاري ثم الثقافي، وكما لا يخفى على أحد، تعدّ الدراسات الأثرية خاصة والتاريخية في المنطقة قليلة ومحتشمة على عكس المناطق الأخرى من الوطن، وهذا لا يعني انعدام الدراسات التي يقوم بها باحثون جزائريون جامعيون، وهنا يأتي مسعى منظمي هذا الموعد الأكاديمي لجمع شمل كلّ الباحثين المهتمين بالمنطقة كي يتسنى لهم الاستفادة من هذه الدراسات من أجل مستقبل أفضل. وفي هذا الشأن، تمتد هذه الدراسات عبر محور زمني محدّد منذ فترة ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا، أي مرورا بالفترة القديمة والفترة الوسيطة (الإسلامية)، ثم الفترة الحديثة التي تضم الفترة العثمانية وفترة الاحتلال الفرنسي، قصد الإجابة على إشكالية الملتقى "محاولة الحفاظ على التراث من خلال دراسته، ثم تثمينه، ثم صيانته ثم ترميمه، واستنباط المعطيات التاريخية والأثرية والثقافية، ووضع أسس صحيحة لمفاهيم ومصطلحات علمية جزائرية بما يخدم موروثنا الحضاري، للوصول إلى هوية وطنية متميزة، قادرة على رفع رهانات الحاضر والمستقبل.
محاور الملتقى ستة هي "دراسات حول المعالم الأثرية والتاريخية حول المواقع المحمية وغير المحمية"، "صيانة وترميم هذه المواقع الأثرية والتاريخية"، "دراسات تاريخية حول المنطقة"، "الوضع الحالي لمتاحف المنطقة"، "التراث غير المادي في المنطقة" و«أهم الشخصيات التاريخية في المنطقة"، أما أهم المداخلات، فستدور حول "مكتشفات موقع تهودة الأثري"، "سور قلعة"، "أبراج قلعة تهودة"، "حمامات تهودة القديمة"، "دور التخيّل ثلاثي الأبعاد كأداة للحفاظ وتثمين التراث الثقافي المادي"، إلى جانب "أهم المواقع الأثرية بمنطقة الزيبان"، "الكتابات الأثرية بالقنطرة"، "دراسة جغرافية وتنميطية للجثوات الجنائزية بجبل كميرو"، "مكتشفات العملات النقدية القديمة ببسكرة"، "التراث غير المادي"، وأيضا "دراسة تاريخية للزيبان"، "التحولات المجالية والطبونيمية والاجتماعية لبلاد الزاب في القرن 3هـ -8هـ«، "صيانة المواقع الأثرية والتاريخية"، "الإضاءة الطبيعية في العمارة التراثية" و«دور السكان في حماية التراث المادي، نماذج من مواقع أثرية بالزيبان".