عرضوا تجربتهم في معرض الإنتاج الوطني
المصابون بمتلازمة "داون" يستثمرون في إعادة تأهيل الورق
- 644
استقطب عبد النور باشيش، مصاب بمتلازمة "داون" في معرض الإنتاج الوطني المقام بقصر المعارض، اهتمام زوار المعرض للاطلاع على نوعية الإنتاج الذي كان بصدد عرضه والمتمثل في بطاقات لدعوات وعلب الحلوى وغيرها من منتجات الورق المعاد تأهيلها، وفي حديثه لـ"المساء"، قال؛ "أتطلع إلى أن أكون فردا منتجا في المجتمع، ولنثبت وجودنا كأشخاص قادرين على الاندماج بعملنا الخاص".
تباينت معروضات عبد النور الذي كان بصدد عرض ما جادت به أنامله وأنامل زملائه من منتجات، أعيد استرجاع مادة الورق بطريقة تقليدية وإعادة بعثها في شكل بطاقات دعوات وبطاقات تهان خاصة برأس السنة، وكذا رزنامة الأشهر الميلادية. وحسب عمورة محمود نائب رئيس جمعية "أنيت" للإدماج المدرسي للأطفال المصابين بمتلازمة "داون"، فإن مشروع إعادة تأهيل الورق القديم بدأ سنة 2008، حيث تكفلت الجمعية بإرسال المدعو توفيق للقيام بتربص في فرنسا حول إعادة تأهيل (رسكلة) الورق بطريقة تقليدية يدوية، وبعدها أخذ على عاتقه مهمة التكفل بتعليم بعض المصابين بمتلازمة "داون"، وقد قدر عددهم بـ8 شباب للتكفل بتعليمهم تقنيات جمع استرجاع وإعادة تصنيع الورق، وقد توج عملنا، يضيف، بالنجاح، حيث أثبت الشباب أنهم قادرون على التعلم بعد أن عرض ما قاموا بإبداعه في مذكرة تخرجهم التي جرت فعالياتها بالحرم الجامعي، وبدعم من مؤسسة "تونيك" للورق، قررت المؤسسة دعمنا ومساعدتنا في المشروع، وبالمناسبة، قررت المؤسسة أن تمنح لهم مكانا بالمؤسسة ليتسنى لهم العمل ودعهم أيضا بعتاد يسهل عليهم العمل اليدوي.
وأضاف محدثنا قائلا: "المشروع كتب له النجاح بعد أن حصلنا ـ يقول ـ على ورشة ببلدية دالي ابراهيم، حيث يتنقل الشباب الذين يقدر عددهم بأربعة، وهم؛ عبد النور وآمال وصالح وأمين، يوميا إلى الورشة للقيام بالعمل، شأنهم شأن غيرهم من الأصحاء، وبذلك يمكننا القول بأنهم تخطوا مرحلة التكوين وانتقلوا إلى المهنية. إذ يمكنهم إعداد منتجهم والإشراف عليه، بدءا من عملية جمع الورق، وصولا إلى إعادة تأهيله وعرضه في شكل سلع"، مشيرا إلى أن من بين ما يمكنهم صنعه؛ بطاقات التهاني والأعراس وعلب الحلويات ولعل الخصوصية التي تميز هذا النوع من الإنتاج أنه مائة بالمائة طبيعي. تمكين فئة متلازمة "دان" من الإندماج في المجتمع دليل على قدرة هذه الشريحة على إثبات الذات، حسب عمورة، وينتظر أن يتم تعميم التجربة بحث الفئة التي توجهت إلى الميدان لتكوين زملائهم، ويتحولون إلى فاعلين في المجتمع ويتمتعون باستقلالية على الصعيدين المهني والشخصي.