بسبب رداءة خط الأطباء وانعكاسات ذلك على صحة المريض
4 آلاف صيدلي يهددون برفض الوصفات المكتوبة باليد
- 959
كشفت الأمينة العامة للجمعية الوطنية لتضامن الصيادلة، السيدة معزيز نور الهدى في ندوة صحفية عقدتها بمدينة وهران أن العديد من الصيادلة المنضوين تحت لواء الجمعية (أزيد من أربعة آلاف صيدلي) يهددون برفض التعامل مع كل الوصفات الطبية المكتوبة بخط اليد بداية من حلول العام المقبل، ومطالبتهم بكتابة الوصفات الطبية إلكترونيا، تفاديا للكثير من الأخطاء التي يتحملها الصيدلي والمريض على حد سواء. ويعود سبب لجوء الصيادلة إلى هذا النوع من الاحتجاج بسبب صعوبة فهم العديد من الصيادلة لخط الأطباء وعدم تمكنهم من قراءة الوصفات الطبية المكتوبة بخط اليد رغم التطور التكنولوجي الذي تشهده مختلف دول العالم بما فيها دول العالم الثالث.
وقد أدى هذا الأمر في الكثير من الأحيان إلى حدوث مشاكل صحية بالنسبة للمرضى، حيث أن هناك من الصيادلة من يعطي دواء مخصص لضغط الدم بدل الدواء المخصص لحالات الإسهال وسبب ذلك هو عدم تمكن الصيدلي من القراءة الصحيحة للوصفة الطبية كون الفرق بين الدواءين يكمن في حرف واحد فدواء "الاينافاديوم" مخصص لضغط الدم، و دواء "الايناباديوم" مخصص للإسهال، وهو ما جعل ممثلي الجمعية الوطنية لتضامن الصيادلة يراسلون مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بضرورة دراسة هذا الإشكال والعمل على إيجاد الحلول المناسبة له في الآجال، وبالتالي السعي إلى وضع حد لمثل هذه الحالات والكوارث التي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى الوفاة.من جانب آخر، وبخصوص توفر الأدوية، قالت السيدة معزيز إنه تم على المستوى الوطني إحصاء ندرة الكثير من الأدوية الضرورية الواجب توفرها كونها تخص العديد من الأمراض الخطيرة لاسيما تلك المزمنة والتي تخص في الكثير من الحالات المرضى المصابين بالسرطان والقصور الكلوي وضغط القلب،
و في هذا الإطار، تطالب الجمعية، الوزارة الوصية تدارك الموضوع وعدم تفويت الفرصة والعمل الفعلي على توفير الأدوية لصالح المرضى خاصة في ظل التعليمة الصارمة التي أصدرتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بمنع استيراد ما لا يقل عن 380 نوعا من الأدوية وتعويضها بالأدوية الجنيسة و هو ما تم اعتباره من طرف السيدة معزيز نور الهدى بالعمل غير الأخلاقي كونه يمس مباشرة الوضع الصحي للمريض الذي يجب الاهتمام به بدل المتاجرة بصحته ما بين بعض الأطباء والصيادلة منعدمي الضمائر الذين يلجأون إلى المتاجرة في بعض الأدوية النادرة التي يتم جلبها عن طريق "الشنطة"، وبالتالي بيعها بأسعار خيالية، مستغلين في ذلك حاجة المريض إليها، وهو الأمر الذي أصبح الكثير من الصيادلة يرفضونه بعد توجيه أصابع الاتهام إليهم، علما أن الكثير منهم أكد أنه يلجأ إلى هذه الطريقة لمساعدة المرضى فى الحصول على الأدوية التي هم في أمس الحاجة إليها، وبالتالي فإنهم يقومون بتقديم خدمة إنسانية بعيدا جدا عن كل أنواع البزنسة، و هو ما جعل الكثير من الصيادلة يعملون في هذه الحالة على منح الدواء الجنيس والتخلي كلية عن الأدوية التي يتم جلبها عن طريق "الشنطة". و في هذا الإطار، لم تجد السيدة معزيز نور الهدى سوى مطالبة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالعمل على توفير الدواء للمرضى والعمل على منحهم فرص العلاج الفعلي والحقيقي مع فرض الرقابة الكاملة والتامة على من يبيع ويشتري على حساب صحة المريض التي تبقى خطا أحمر، يجب عدم المساس بها.