حفاظا على الإرث الثقافي

مليكة ورزن تعكس الدلالات الشعبية في الأواني الفخارية

مليكة ورزن تعكس الدلالات الشعبية في الأواني الفخارية
  • القراءات: 1747
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أبدت مليكة ورزن، حرفية في صناعة الفخار، شغفها الكبير بالحرف اليدوية التي انعكست  في ابدعاتها التي شاركتها تفاصيلها أختاها حتى تكون مصدر رزقهن، ومتنفسا لإطلاق العنان لموهبتهن، حيث حرصن على إبراز العديد من الرسومات والرموز القديمة التي لها دلالات شعبية مختلفة. حرفية مبدعة حملت أعمالها أصالة وتراث وعراقة المجتمع وبالتحديد عادات سكان تيزي وزو. وهو العمل الذي غاصت مليكة في تفاصيله منذ 5 سنوات، وهي الفترة التي كانت كافية بالنسبة لها بهدف التطلع عن مختلف أسرار تلك الحرفة، فحبها لعملها جعلها تغوص في الدلالات الشعبية القديمة للأجداد حتى تعكسها في تحفها الفنية.

أوضحت الحرفية في صناعة الفخار التقليدي، أن الإقبال على تلك الأواني في منطقة القبائل كبير مقارنة بالعاصمة والولايات الأخرى المجاورة، مما جعل تجارتها تنتعش، خاصة مع استعمال سكان المنطقة لها بكثرة، من أجل الطبخ أو التزيين أو تناول الطعام فيها. وأشارت المتحدثة إلى أن سكان المناطق الأخرى يعتمدون أكثر على الأواني الفولاذية، أو تلك المصنوعة من الألمنيوم والبلاستيك، إلا أن الفخار يعتبر مادة صحية.

وقالت الحرفية في حديثها لـ«المساء"، بأن تعلقها بهذه الحرفة راجع إلى حبها الكبير للأعمال اليدوية، مما دفعها إلى الالتحاق بإحدى دور التكوين في المنطقة لتعلم مختلف أساليب صناعة الفخار التقليدي، حتى تباشر بعدها عملية تكوين أختيها حتى ينطلقن في العمل في هذا المجال وتقسيم الأعمال بينهن. وبعد خمس سنوات من الممارسة، نجحت الحرفية الشابة في لفت اهتمام العديد من الزبائن الذين استطاعت أن تؤمن لهم قطعا حسب أذواقهم، مما شجعها على الاجتهاد. وأشارت إلى أن المزج بين ذوقها ومتطلبات الزبائن أمر رائع وممتع يسعد الحرفي،  خصوصا إذا كان الزبون راض بالنتيجة.

الحرفية التي اكتشفت سحر الطين، أبدعت في صناعة المزهريات والأواني؛ كالجرار والقلال التي تستعملها المرأة عند جلب الماء من "ثالة" أو "العنصر"، كما أنها تصنع أواني العروس القبائلية من أطقم الحناء والشمعدانات وبوقالات الاستعمال اليومي. وعند استفسارنا عن دلالات تلك الرموز والألوان التي تحملها أوانيها الفخارية ردت قائلة: "تلك الرسومات ليست عشوائية كما يعتقد البعض، إذ لها دلالات شعبية كثيرة، وهي عبارة عن رسومات مستمدة من الفن التجريدي، كالمربعات والدوائر، بعضها يمثل الولائم والأفراح، وأخرى ترمز للعروس وبعضها للأرض والمياه وكل ما تمده الطبيعة وغيرها من الرسومات التي جاءت في بعض الكتب القديمة كي توضيح دلالتها". وعن الألوان تقول؛ إن اللون الأصفر يرمز إلى نقاء القلوب، والأحمر إلى الدم وشجاعة الرجل القبائلي، كما يعكس اللون الأخضر الطبيعة الخلابة لوطننا، واللون الأزرق يرمز إلى صفاء السماء، كما تدخل  الحرفية بعض رسومات الحلي على أوانيها كلمسة فنية شخصية تعكس حبها لتقاليد منطقة تيزي وزو.