تحتفل بعض العائلات في بونة بـ"يناير"، وتعتبره فال خير على الموسم الزراعي، حيث تحضر الأكلات التقليدية وتذبح الكباش وتصدق على الفقراء، كما يتم إقامة الوعدات ببعض الزوايا، وهو ما يعتبره سكان بونة سنة حميدة يتبعها الأبناء من أجل تعزيز أواصر المحبة والروابط الاجتماعية. كما يتم الاحتفال بها في المزارع والغابة، للتنويع في الاحتفالات مع أهل المنطقة الذين يحرصون كثيرا على حضور مثل هذه التظاهرات لذبح بقرة، ومنه توزيعها على كل الجيران والأهل، مع تحضير الأطباق على الجمر في الغابة،  وهو ما يعتبره سكان عنابة وجهتهم المفضلة خلال الاحتفالات بـ"ناير" من أجل كسر الرتابة اليومية والابتعاد عن الضجيج وحركة الناس، حيث تجد طابورات من السيارات المتوقفة في المناطق الخضراء للتمتع بجمال واخضرار الحقول، مع أخذ صور تذكارية. ومن الأكلات الشعبية التي تحضر؛ أطباق "الثريدة"، الكسكسي و"الشخشوخة" المرصعة بالبيض وقطع اللحم، كما لا يغفل عن حضور المكسرات.

ترتدي النساء في هذه الاحتفالية، الجبة القبائلية والملحفة الشاوية، ومن العائلات من تخضب أيادي العازبات بالحنة التي تخلط بماء المطر أو "زمزم" لجلب حظ الزواج. وعلى صعيد متصل، تحضر مديرية الثقافة بعنابة احتفالات خاصة، مع إعداد معرض خاص باللباس التقليدي، حيث تحضر خلال هذه الاحتفالية قوافل من بجاية وباتنة لعرض عاداتها على سكان بونة، مع تقديم بعض الحفلات التي ينشطها فنانون من مدينة تيزي وزو في المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" ودار الثقافة "محمد بوضياف"، والتي تشكل لوحة فنية تزين شوارع عنابة التي تعشق احتفالات "يناير".