"قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"

"يحياو أولاد بلادي" تختم أسبوع خنشلة وسيدي بلعباس

"يحياو أولاد بلادي" تختم أسبوع خنشلة وسيدي بلعباس
  • القراءات: 1008
ز. الزبير ز. الزبير

على أنغام "يحيا أولاد بلادي"، اختتمت بقاعة "أحمد باي" في قسنطينة، فعاليات الأسبوع الثقافي لولاتي خنشلة وسيدي بلعباس ضمن تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، حيث استمتع الجمهور بطبق فني ثري ومتنوّع، مزج بين ثقافة ولاية محافظة ومتمسكة بتقاليدها العريقة وثقافة ولاية بربرية أمازيغية حملت معها تراثها المادي وغير المادي، لتعرضه في حلة بهية استقطبت العديد من الزوار، وكان عناق الختام حارا بين أشقاء الوطن الواحد، وفرصة التلاقي في عاصمة الثقافة العربية سانحة للاحتكاك وتبادل الخبرات ومدّ جسور التعارف والصداقة، بعدما حفرت ذكريات هذه التظاهرة في قلوب وعقول المشاركين بشهادة الجميع.

الحفل الفني الساهر الذي تنوّع بين الأغاني التراثية مع "القصبة" و«البندير" والصوت الشجي لأعضاء فرقة "نمامشة الأوراس"، التي أبدعت من خلال أداء العديد من الأغاني الشاوية المشهورة، على غرار "واكردي وأنوقيغ" التي رقص على أنغامها محبو هذا الطابع الغنائي، ليتم بعدها فتح المجال أمام الأغنية الشبابية العصرية التي تفنّن في تقديمها مجموعة من الفنانين الشباب من خنشلة، وعلى رأسهم الشاب عادل الشرق والشاب حكيم، حيث أدوا مجموعة من الأغاني الجزائرية وحتى الشرقية، وختموا فقرة خنشلة بثنائية كانت الأولى من المالوف العصري وأغنية "قسنطينة هي غرامي"، أما الثانية فقد جمعت كلّ الفنانين على الركح لأداء أغنية عميد الأغنية الجزائرية رابح درايسة المشهورة، التي عبرت حدود الجزائر وتغنى بها أبناء هذا الوطن في العديد من المحافل الدولية، وهي أغنية "يحيا أولاد بلادي".

أما الشطر الثاني من السهرة، فقد كانت بلعباسية بامتياز، من خلال أداء فرقة بالي سيدي بلعباس التي أمتعت الجمهور بأدائها فوق الركح وبرقصاتها الفلكلورية المستمدة من التراث العريق، حيث قدمت الفرقة التي تزيّنت بلباسها التقليدي الأبيض وبحمل العصا من طرف كلّ الأعضاء، لوحات فنية عبّرت من خلالها على الحياة اليومية للآباء والأجداد ورسمت صورا من الماضي القريب بحلوه ومره، بخلافاته وتواده، وركّزت فيها على خدمة الأرض والفلاحة، كما رسمت صورة جملية لحياة المرأة وتمسّكها بالعادات في أشغال المنزل وتحضير الأطباق التقليدية، فكانت صورة المرأة وهي تستعمل الغربال وتتفنن في صنع الكسكسي، أحسن صورة للمرأة الجزائرية الأصيلة.

وأمتع المتوّج بالمرتبة الأولى في مسابقة "ألحان وشباب" عام 2013؛  الفنان محمد بوسماحة، الجمهور في آخر فقرة من الحفلة الفنية الساهرة، حيث ركز على أداء الأغنية الرايوية البلعباسية، وأطرب القاعة وأرقص الشباب، خاصة عندما قدم أغنية "طيل الطايلة" لفرقة "راينا راي" التي عرفت شهرة كبيرة داخل الوطن وحتى خارجه، وكانت آخر أغنية في الحفلة بعنوان "الحفلة نديروها والليلة نروبلوها".من جهته، عبر مديرا الثقافة لسيدي بلعباس وخنشلة؛ طيبي محمد وطاهرات صبيحة على التوالي، عن امتنانهما الكبير لمنظمي هذه التظاهرة، معتبران أنّ ولايتيهما ساهمتا ولو بقسط صغير في التعريف بالثقافة الجزائرية الثرية وتنوّعها من منطقة إلى أخرى، كما عبّرا عن سعادتهما الكبيرة بهذه المشاركة التي اعتبراها لبنة تضاف إلى تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، وأنّ الفرصة كانت مواتية لاحتكاك المثقفين بالمبدعين من كلتا الولايتين، على أمل بعث مشاريع مشتركة في المستقبل.

وعرف الأسبوع الثقافي لولايتي خنشلة وسيدي بلعباس، تقديم العديد من اللوحات الفنية الفلكلورية بساحة قاعة العروض، من أداء فرق خنشلية وأخرى بلعباسية، كما تمّ بالمناسبة تنظيم معارض مختلفة ساهمت في التعريف بتاريخ الولايتين، كما تعرّف ضيوف المعارض على أجمل الصور الإبداعية للصناعات التقليدية بخنشلة، على غرار صناعة زربية "بابار" المشهورة، صناعة الملحفة الشاوية التي تعرف بـ«العبون"، كما كانت الفرصة مواتية للتعرف على أشهر الأطباق والمأكولات التي تميز موائد العائلات بخنشلة وسيدي بلعباس سواء في الأيام العادية أو في المناسبات والأفراح، وقدّم مسرح "القرقوز" لسيدي بلعباس، خلال هذه الفعاليات، متحفه المصغر الذي يعرّف بهذا الفن الهادف، كما قدّم عرضا مسرحيا بعنوان " البلغة الخضراء"، ونشّطت فرق مسرحية من الولايتين، عروضا فنية للكبار والصغار وعرض حكواتي للأطفال بعنوان "أغاني الرمال"، مع تقديم عرض فكاهي من طرف تعاونية "نجوم الضحك"، إلى جانب عرض لمجموعة الحلقة الشعبية بعنوان "آخر حلقة"، وتخلّل هذه العروض تنظيم قراءات شعرية بمشاركة كل من رضا الصغير، عادل بديار، بشير بن عربية وحكيم حلاقة.