حالة إحباط شديد يعيشونها خلال هذه الفترة
الجفاف يؤثر في معنويات الفلاحين
- 1883
أكد فلاحون تحدثوا إلى "المساء" عن حالة إحباط شديد يعيشونها خلال هذه الفترة تبعا لشح السماء. وقالوا إن "معنوياتهم في الصفر" بسبب الجفاف حتى وإن تماطلت الحكومة في الإعلان الرسمي عنه، وطالبوا الجهات المعنية التعجيل في وضع لجان متخصصة للوقوف ميدانيا على الأضرار التي لحقت بهم من أجل التعويض. "كرشنا راهي توجع" بهذه العبارة استهل الفلاح إسماعيل زنتسي، من منطقة الأربعطاش بولاية بومرداس حديثه إلينا بعد سؤالنا له عن حالة معايشته للجفاف، واتبع "لَحْنا الدراهم ورانا نستناو"، ما يعني أن الفلاحين قد استثمروا الملايين في المزروعات ويعيشون حالة ترقب على الأعصاب في انتظار النشرات الجوية لمعرفة مصير منتوجاتهم، خاصة أن الموسم الفلاحي يبقى مهددا في حال لم تتخذ الإجراءات اللازمة بصفة مستعجلة.
ويتساءل الفلاح عن سبب تأخر السلطات الرسمية في الإعلان عن الجفاف، مؤكدا أنه يضرب الوطن منذ أزيد من 20 يوما خلت، مضيفا: "كان لزاما على الدولة أن تعلن حالة جفاف منذ نهاية ديسمبر الماضي لا أن تلعب بأعصاب الفلاحين وتؤكد أن توقعات تشير بهطول الأمطار في الوقت الفلاني". ويتساءل:«صحيح أن الأمطار بيد الله، ولكن يمكن إنقاذ الفلاحين بدعمهم عن طريق خروج لجان متخصصة للميدان والوقوف على حالة كل فلاح وتسجيل الخسائر من أجل تعويضه".
ويضيف المتحدث أن خسائر أخرى كثيرة يتكبدها الفلاح بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية التي يؤكد أن أكثريتها منتهية الصلاحية، ما يعني خسائر مضاعفة، يضاف لذلك نقص اليد العاملة "ليأتي الجفاف ليزيد من متاعبنا وهو ما يجعلنا نتوقع موسما فلاحيا أبيض". وعن السقي من الآبار والمسطحات المائية، قال الفلاح إنه أمر ممكن ولكن مكلف "من يملك إمكانية سقي المزروعات من مياه الآبار فقد أنقذ نفسه، ولكن تكاليف كبيرة في انتظاره لاسيما تكلفة الكهرباء والمازوت لإنجاح العملية، وعن نفسي أقول "إني لا أملك آبارا وعليه انتظر الأمطار بفارغ الصبر لريّ 24 هكتارا من البصل والشمندر والبطاطا.. وصبرنا بالله".
من جهته، قال الفلاح السعيد خوذي، من منطقة برج منايل إنه يتوقع تراجعا كبيرا في محصول العنب قد يصل إلى 65 %، وبالرغم من امتلاكه لبئرين ارتوازيتين، إلا أن ذلك لا يكفي لسقي 4 هكتارات، يقول: "أعيش على الأعصاب منذ أكثر من شهر بسبب تأخر الأمطار الموسمية، الولاية مصنفة الأولى وطنيا في إنتاج العنب، ولكني متخوف من تراجع كبير في إنتاج هذه المادة إن استمر شح السماء". ويضيف "خلال المواسم العادية توصلنا لإنتاج أكثر من 400 قنطارا من العنب، وهذه السنة إذا تمكنا من إنتاج 200 قنطار فقط.. رانا ملاح". ويضيف: "نحن نشح في استعمال مياه الآبار، فالشجرة إن كانت بحاجة لـ50 لترا كل ثلاثة أيام مثلا نعطيها عشر لترات فقط .. ونتضرع لله أن يمن علينا برَوْية ڤادرة (أي هطول مطر وفير) بحلول أواخر فيفري وبالتالي إنقاذ الموسم الفلاحي".
وفند الفلاح الأقاويل التي تشيع أن الخضر والفواكه لا تتضرر من الجفاف مقارنة بالحبوب لأن جذورها لسيت عميقة في التربة، وبالتالي لا يمكنها الاعتماد على المخزون الجوفي، لذلك فإن الأمطار هي الحل البديل في انتظار أي حلول أخرى تقدمها الوصاية". ويرفع الفلاح نداء للسلطات المعنية لمساعدتهم بالمياه للسقي فقط، يقول: "لسنا بحاجة إلى أي شكل من أشكال الدعم إلاّ مساعدتنا بصفة استعجالية بمخطط للسقي التكميلي حتى لا نعلن موسما فلاحيا أبيض منذ الآن".