المصور نجيب رحماني يعرض هوسه بالخيول في "السوفيتال"
معرض للصور الفنية دفاعا عن الفنتازيا
- 1115
لا تشكّل الفنتازيا عند المصوّر الفوتوغرافي نجيب رحماني موضوعا لتجسيد صوره الفنية، بل رصدا لهوس هذا العرف المغروس في المجتمع الجزائري من خلال الخيل والرجل والتقاليد، وخوفا من انقراض سلالة الخيول البربرية التي ما فتئت تهرّب إلى الدول المجاورة، إذ تواجه الجزائر مصير انقراض هذه السلالة الأصيلة، يكشف عنها في معرضه الجديد المنظم في فندق "السوفيتال" بالجزائر العاصمة، ويدوم إلى غاية نهاية شهر فيفري المقبل.
حوالي 45 لوحة وشّحت جدران الفندق، منها صور عرضها نجيب رحماني سابقا، أغلبها لم تلبس ألوانها، جرّدها الفنان منها، ذلك أنّه يرى أنّ أسلوب الأبيض والأسود يذهب مباشرة نحو الهدف، يتكلّم أكثر وبسرعة أكبر، ولتفادي أيّ تأويل للألوان، ويقول "نحن بصدد مشاهدة الموضوع دون تنميق، أو ملل". المعرض الذي يتواصل لشهرين، هي مبادرة من لدن البرنامج الثقافي لهذه المؤسسة، تقول نعيمة عباس المكلفة بالاتصال بفندق "السوفيتال"، "هو أوّل معرض لهذه السنة، وأردنا أن نسجّل هذه المبادرة الأولى بمعرض للصور إذ لم يتم ذلك من قبل"، وتابعت "نريد هذه السنة إعادة ديناميكية كلّ هذه المعارض وإعطاء الفرصة لفنانين معاصرين وفنانين ومصوّرين شباب، على غرار نجيب رحماني الذي يملك موهبة مجنونة، من خلال تقديم جدران الفندق لهم ومرافقتهم في تقدّمهم الفني".
وعن قيمة المعرض، يكشف نجيب رحماني لـ"المساء"، أنّه يتعلّق بالخيول والرجال والتقاليد، وهي مواضيع تقود أيضا للحديث عن الفنتازيا وعن واقع أصناف الخيول الموجودة في الجزائري، على غرار الحصان البربري، ذلك أنّه يرى أنّ هناك مشكلا جديا بخصوص مختلف المهن التقليدية التي لم تحظ بالاعتبار وهناك مشكل فيمن سيواصل في هذه التقاليد من الخلف.. عمل كبير في هذا الشأن ينتظر المسؤولين"، إذ أشار إلى أنّه بحكم أنّ الفانتازيا جزء مرتبط برياضة الفروسية، فمنطقيا عملية الترويج لصورة الفروسية في الجزائر مسندة للاتحادية الوطنية لرياضة الفروسية، لكن للأسف، هي لا تعلم بمثل هذه المعارض.
وعن انشغاله الخاص بالموضوع، يوضّح رحماني "أنا أعود دائما للجانب الإنساني وأتحدّث عبر الصور عن هؤلاء الناس الذين ينتقلون بخيامهم وخيولهم وعائلاتهم فقط لتكريس هذا التقليد الذي يعدّ حدثا كبيرا بالنسبة لهم، إنّهم يذهبون لمشاهدة الفنتازيا بنفس الشغف الذي يذهب إليه الناس لمشاهدة أيّ عرض موسيقي مثلا، وهذا الأمر مذهل بالنسبة لي".
وقبل أن يعبّر عن انطباعه في ممارسي هذا التقليد، قال بأنّه في الأصل فارس وبدأ مشواره في الفروسية الرياضية وليست التقليدية، وهو في الحادية عشر سنة، وانبهاره بهذه الفنتازيا بدأ قبل ثلاث سنوات من خلال دعامة التصوير الفوتوغرافي، وكشف عن أنّ انطباعه متباين في الأمر، ذلك أن الممارسين للفروسية هم ناس رائعون ومرحبون ويفتحون أبوابهم دون أدنى مشكل، واستطرد قائلا؛ "عندما أفتح كاميراتي عليهم ينظرون إليّ بفخر.. إنّ لهم رغبة في إظهار هذه الصور دون أية عقدة"، وهناك رأي آخر بخصوص تربية الخيول، وصرح "اليوم أؤكد أنّ هناك سلالات سوف نخسرها، والأمر درامي بخصوص الحصان البربري الذي لم يعد له وجود، على حدّ تقديره، وأشار إلى نوعية الخيول الموجودة حولنا، والحديث عن الحصان لا يعني بالضرورة لعبة القمار أو الرهان، هو متعلّق أيضا بتربية الخيول والفلاحة كذلك". ودعا الفنان الوصاية إلى أن نسارع للحافظ على السلالات، مشيرا إلى أنّ المغرب قطع أشواطا كبيرة في المسألة، وطوّر السلالات، وأغلب الخيول تمّ تهريبها نحو المغرب وكذا ليبيا.