لا أصدقاء لوقت الضيق في "الفيسبوك"
- 1193
قد تصدم دراسة بريطانية حديثة مرتادي الفيسبوك حين تأكّد بما لا يدع مجالا للشك أنّ السواد الأعظم من أصدقائهم على الشبكة الاجتماعية لا يمكن التعويل عليهم في شيء. وأكّد أستاذ علم النفس التطوري بجامعة أوكسفورد، روبن دنبار في بحث تناول مدى ارتباط الصداقة على الفيسبوك، مع الصداقة في الواقع أنّ الفرد يمتلك ما معدّله 150 صديقا لكن 15 منهم يمكن أن يحسبوا “أصدقاء حقيقيين”، و5 فقط “أصدقاء مقرّبين”. وأجريت هذه الدراسة على أشخاص لديهم 150 صديقا على الفيسبوك، وبسؤالهم عن عدد الأصدقاء الحقيقيين، أجابوا أنّ حوالي 27.6 بالمئة (من أصل 150 صديقًا)، هم أصدقاء حقيقيون.
ولاحظ أستاذ علم النفس، أنّ العديد من مستخدمي الفيسبوك لديهم مئات الصداقات على الفيسبوك، لكن أغلبها صداقات غير حقيقية، ومن يمكن الاعتماد عليهم في المواقف الصعبة والأزمات ينحصر في عدد ضئيل جدا، فيما تكتفي دائرة أوسع قليلا بإظهار التعاطف. وبذلك، يمكن تصنيف الأشخاص حسب مستوى التفاعل معهم، أصدقاء حميمون وأصدقاء مميّزون وأصدقاء عاديون ومعارف. وذكر دونبار أنّ هذه الدراسة تعكس حقيقة أنّ العلاقة السوية تحتاج إلى لقاءات وجها لوجه من أجل المحافظة على استمراريتها. وأشار إلى أنّ وظيفة مواقع التواصل هي منع الصداقات من الاندثار مع مرور الزمن.
وقال الباحث إنّ الصداقات لها معدل اضمحلال أواندثار في ظلّ غياب التواصل بين الأصدقاء، وربّما تشكّل مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة من أجل تقليص معدل هذا الاندثار، لكن هذا الأمر لن يستمر في النجاح، في حال بقاء غياب التواصل وجها لوجه فترة ممتدة.وتختلف لوائح الأصدقاء على الفيسبوك عن “تويتر”، ذلك أنّه وحسب الدراسة تختلف أيضاً نسبة التفاعل على الشبكتين، فيعمد مستخدمو موقع التغريد إلى مراسلة عدد محدد وقليل من الأشخاص حسب حاجاتهم العملية، وليس لأغراض شخصية متعلّقة بالصداقات.