خرجت الورشات التي نظّمها  المجلس الوطني متعدد المهن لفرع الدواجن أمس، بمجموعة من الاقتراحات ستُرفع إلى وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري بحر الأسبوع الجاري، لاعتمادها خريطة طريق لتنظيم وعصرنة الشعبة. ومن بين هذه المقترحات ضرورة إدماج 80 بالمائة من المربين الذين ينشطون في السوق الموزاية، مع تسقيف أسعار اللحوم البيضاء في حدود 180دج للكيلوغرام الواحد والبيض بـ 200 دج لثلاثين وحدة، مع إعادة جدولة ديون المربين المستفيدين من قرض الرفيق، واقتراح منتجات تأمينية تغطي كل أنواع الأمراض التي تصيب الدواجن المخصصة للتسمين.

الورشات الأربع المنظمة على هامش يوم دراسي احتضنه المعهد الوطني للبحوث الزراعية الجزائرية، عالجت مجموعة من المواضيع المتعلقة بتنظيم وتطوير الشعبة، الصحة الحيوانية، الاستثمار والتأمين والتنسيق ما بين كل الشركاء لبلوغ درجة المهنية.  وحسب رئيس المجلس متعدد المهن لشعبة تربية الدواجن السيد كالي المومن، فإن المربين يعرفون اليوم العديد من المشاكل المالية والتنظيمية التي حالت دون تطور الفرع في ظل تذبذب الأسعار رغم وفرة المنتوج، لذلك تقرر جمع اقتراحات المربين في لقاءات جهوية قبل تنظيم الورشات، التي ستخرج بورقة طريق يشرع في تنفيذها مباشرة بعد اعتمادها من طرف وزير القطاع.

عن المهام المنتظرة من المجلس خلال الأيام المقبلة، تطرق كالي لتنظيم حملات تحسيسية والتقرب من المربين الذين ينشطون في السوق السوداء؛ قصد تشجيعهم على تنظيم نشاطهم، بالانتماء إلى السجل التجاري للاستفادة من مختلف التحفيزات، على غرار القروض، مع مطالبتهم بضرورة تأمين استثماراتهم وعصرنتها تماشيا وتطور السوق. المجلس سيتصل بالقائمين على الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي؛ قصد اقتراح منتجات تأمينية تتماشى وطلبات المربين، وتغطي كل الأمراض التي تلحق بالكتاكيت (صغار  الدواجن)، بالإضافة إلى تنسيق العمل مع المصالح البيطرية لتسريع إدخال أنواع جديدة من الأمصال، التي هي اليوم محظورة لأسباب يجهلها المربي. ويتعهد المجلس بأن يكون الضامن لهؤلاء المربين لدى الصندوق، المطالَب بإعادة النظر في تكاليف التأمينات، وضمان دفع التعويضات في حالة وقوع أضرار بالمستثمرة في أجل لا يزيد عن شهر واحد. 

ردّا على أسئلة الصحافة بخصوص ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء رغم الحديث عن وجود وفرة في الإنتاج (مع العلم أنه تم خلال سنة 2015 تسجيل إنتاج 700 ألف طن و60 مليون حبة بيض)، أشار كالي إلى أن أسعار اللحوم البيضاء محتكرة من طرف 80 بالمائة من المربين الذين ينشطون في الخفاء، وعليه سيقترح المجلس على الوزارة تسقيف أسعار المنتوج بما يحمي هامش ربح المربي ومداخيل المستهلك. بالمقابل، سيتم التطرق لضرورة التوجه نحو الصناعة التحويلية بالنسبة لمنتوج البيض؛ بسبب ارتفاع العرض عن الطلب، مع اقتراح إمكانية تصدير المنتوج الطازج للخارج.أما فيما يخص إعادة جدولة ديون المربين، فصرح رئيس المجلس بتسجيل ديون تتراوح ما بين مليار و5 ملايير سنتيم تعود لثلاث سنوات، عجز المربون عن دفعها بسبب مشاكلهم المالية، وتسجيل خسائر بسبب انتشار الأمراض التي أدت إلى نفوق صغار الدواجن، ويتوقع المجلس التوقيع على اتفاق مع مصالح بنك الفلاحة والتنمية الريفية لجدولة الديون بطريقة تراعي إمكانيات المربي.