الأسبوع الثقافي لولايتي تلمسان وتبسة

جناحا التراث الوطني يلتقيان بقسنطينة

جناحا التراث الوطني يلتقيان بقسنطينة
  • 2525
زبير. ز زبير. ز

التقت تاء تبسة بتاء تلمسان على جسور قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية، فكان اللقاء بين أقصى الغرب الجزائري وأقصى الشرق، هو لقاء كان للمحبة والمودة والتبادل الثقافي بين أبناء الوطن الواحد، لقاء كان من محاسن الصدف بين الولاية التي تحمل رقم 12 مع الولاية التي تحمل رقم 13 وفي المجموع يكون رقم 25 وهو رقم ولاية قسنطينة. هي الحضارة البيزنطية، التي حملتها المدينة اللبؤة كما تسمى عند اللوبيين، والتي شبهها الإغريق بمدينة تبيس الفرعونية وسماها الرومان بتيفيست. امتطت بساطها السحري وعبرت السور البيزنطي متجهة إلى نوميديا وسيرتا. دشن والي قسنطينة، مساء أول أمس الخميس، بقاعة العروض الكبرى أحمد باي، الأسبوع الثقافي لولايتي تلمسان وتبسة في إطار فعاليات الأسابيع الثقافية المحلية ضمن نشاطات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015.

وطاف الوالي الذي كان مرفقا بوفد مكون من لخضر بن تركي، مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، الجهة المنظمة للتظاهرة، وممثلي مديريات الثقافة لتبسة وتلمسان، وكذا السلطات المحلية بقسنطينة، بأجنحة المعرض منها جناح المنحوتات، تاريخ وأعلام ولاية تبسة، جناح الكتاب واللوحات التعريفية، جناح الحلي التقليدية، صناعة الجريد، الألبسة الصوفية "قشابية وبرنوس". بالإضافة إلى جناح البيت التبسي التقليدي، وجناح الحلويات والأكلات التقليدية المحلية، الزربية النموشية، الفخاريات وعرض لعرس تقليدي محلي. كما استمتع الوفد بلوحات فنية فلكلورية نشطتها كل من جمعية عشاق سيدي يوسف سعادنية عين تالوت من تلمسان وفرق محلية من ولاية تبسة، على غرار فرقة جبل الجرف، فرقة الجرف للأغنية الفلكلورية، فرقة الكاهنة للأغنية الفلكلورية.

ريم حقيقي وحاج قاسم يمتعان الجمهور

تألقت لؤلؤة تلمسان، الفنانة ريم حقيقي بلباسها التقليدي، في سهرة افتتاح الأسبوع الثقافي، حيث دوى صوتها بقاعة العروض الكبرى، أحمد باي رفقة ابن مدينتها الفنان حاج قاسم إبراهيم الذي طار مباشرة من عاصمة الجن والملائكة باريس إلى قسنطينة في رحلة جوية، لينشط الحفل، فكان ديو متميزا سيبقى في ذاكرة نشاطات عاصمة الثقافة العربية. وقد استهل الوفد التلمساني الحفل الذي شمل تقديم مقتطفات من الموسيقى الأندلسية الخاصة بمدرسة تلمسان بقيادة جوق تلمسان، وتحت إشراف المايسترو خليل بابا أحمد، بتوشية من نوبة الحسين في الدرج "يا لائميك في الملام". ريم حقيقي قدمت في طابع الحوزي "أين قلبي" و«يا ضوء عياني يا القمري يا زرق الجنحين"، وهي أغنية مشهورة في تلمسان وعلى الصعيد الوطني، ليقدم بعدها الفنان حاج قاسم إبراهيم في طابع الحوزي أغنية "أدي بريتي"، ثم قدم الثنائي قصيدة معروفة بتلمسان لعبد الرحمان دالي والشيخ رضوان مصرالي وهي "العرصة"، كما تم تقديم مدائح دينية من تلك التي تقدم في الزوايا بتلمسان على غرار " "هيا نزورو سيد النبي شعشع نورو"، "اللهم صل على المصطفى" و«الله الله يا مولانا".

من جهتها، قدمت ولاية تبسة لوحة فنية منوعة، مزجت بين الأصالة والمعاصرة، حيث استهلت فرقة الجرف الجزء الثاني من السهرة الفنية بأداء أغاني فلكلورية تراثية على غرار "لسود مقروني"، وتفننت فرقة الكاهنة في أداء وصلات موسيقية بالقصبة والبندير مع أداء لوحات من الرقص الشعبي التبسي. وزين المشهد اللباس التقليدي المشكل أساسا من البرنوس الأسود والشاش الأبيض، ليكون الجزء الثاني من سهرة تبسة مع طابع غنائي ولون آخر مخالف، هو الطابع العصري، حيث اعتلى الركح الفنان "عمار منار" الذي قدم "ماما يا حنّا" في الطابع التونسي، ولقيت الأغنية تجاوبا كبيرا داخل القاعة، تلاه الفنان القدير قدور الكويفي الذي قدم  "وحشك كدة ورزين" ثم "وحش زماني وماذا بيا". وكان ختام السهرة مع الفنان عليلو الذي قدم "هزي عيونك راهم شافو فيا" و«خاتم صبعي"، قبل أن يترك المجال إلى التكريمات. 

شعر تغنى بقسنطينة وأعلامها أبت الولايتان المشاركتان في هذه التظاهرة إلا أن تمجدا ولاية قسنطينة في بعض الأبيات الشعرية التي تغنت بسيرتا وبأعلامها، حيث قدم الشاعر عبد المجيد قنز من تبسة شعرا قال فيه:

أسيرتا وعدت إليك فعاصمة العرب أنت

جميل وشاح الحرف أن تلبسيه 

وعيدك غنى له المطربون

وسار على دربه الفائزون سكارى

 بحرف القصيد حتى الصباح وفي الليل يحلو النشيد

 إذا ما تسامى الانتشاء فالضاد فيك يعانق جيد

ليعلو بهاء بكل الحروف ويسعد فيك عبد الحميد

أغني أجل لك في عرسك رغم الغناء له لا أجيد.

ثم قدم شعرا فصيحا خاطب من خلاله العلامة عبد الحميد بن باديس واشتكى له مما تعيشه الأمة العربية من تدهور وقال في مطلع أبيات قصيدة عنونها بآهات إلى ابن باديس:

ابن باديس لا شيء عاد يرضينا 

قد باعوا القدس والزيتون لكوهينا

ابن باديس، هل جاءتك أخبارنا بعد الرحيل

رحيل الحزن يدمينا

أم أنك تنظر بعين الله ترمقنا

تبارك الخطوة صوب الله يحمينا

نكمل دربا عليه الورد منتشرا

يحاصرنا شوك للغيلان يشقينا 


 

محمد الربعي سحار (مدير الثقافة لولاية تبسة): حملنا معنا صور من الحضارة والثقافة لعاصمة الثقافة العربية

أكد محمد الربعي سحار، مدير الثقافة لولاية تبسة، أن ولايته حملت موروثها الثقافي المادي واللامادي لتعرف به في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، وصرح للمساء قائلا: "تبسة حطت الرحال بقسنطينة، هذه المدينة العتيقة والعريقة، في إطار مشاركتها بتظاهرة الأسابيع الثقافية المحلية المندرجة ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وقد حملنا معنا زخما كبيرا من التراث الثقافي الذي تزخر به هذه الولاية، بدءا بمعارض التاريخ التي تعرّف الجمهور على الحضارات التي تعاقبت على هذه الولاية.كما شاركنا بفرق فلكلورية مختصة في تأدية الأغنية التراثية. كما جئنا بمعارض تعرّف بالحرف التقليدية على غرار صناعة الزربية اللموشية المشهورة وبعض التحف الأثرية التي تزخر بها المنطقة، جئنا إلى قسنطينة عاصمة الثقافة العرية، لنقول شعرا ملحونا، فصيحا وحرا.ويضم وفدنا الشاعر علي معيفي الذي تحصل على جائزة رئيس الجمهورية في ذكرى أول نوفمبر، أردنا أن تكون أيضا معنا فرق تؤدي الأغنية العصرية والشاوية حتى تمتع الجمهور خاصة من فئة الشباب".وأضاف المتحدث "نحمل معنا رسالة محبة وتعارف، رسالة شوق إلى كل ولايات الوطن، هي علاقة محبة وتنوع ثقافي وتراثي، وشيء جميل أن تكون تلمسان تؤمنا في هذه التظاهرة، ليكون جسر محبة بين أقصى الشرق وأقصى الغرب، هو لقاء بين الحضارة العاترية، البيزنطية وكذا الرومانية إلى الحضارة الإسلامية".


 

الفنان حاج قاسم إبراهيم: "فرصة جميلة المشاركة في هذه الفعاليات الثقافية"

أثنى الفنان حاج قاسم إبراهيم على تنظيم مثل هذه التظاهرات الثقافية وصرح لـ«المساء" قائلا: "هي فرصة جميلة أن أجد نفسي على الركح مع الفنانة المتألقة ريم حقيقي، ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية تلمسان. وكانت الفرصة أجمل أن يكون اللقاء بين فنانين من ولاية تلمسان على أرض مدينة قسنطينة وأن يكون الجمهور الحاضر مزيجا بين القسنطينيين والتلمسانيين وحتى التبسيين بما أن الأسبوع الثقافي يخص ولايتي تلمسان وتبسة في شكل توأمة بين مدينتين من الجزائر كما جرت العادة، وكما دأب القائمون على هذه التظاهرة القيام به. الحفل كان بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين الولايات الجزائرية ويكون فيه اندماج بين الموسيقى الجزائرية والموسيقى العربية بشكل عام. أظن أن الجمهور كان راضيا بشكل كبير على هذا الحفل الذي قدمناه ونتمنى أن تكون مناسبات أخرى من أجل التعريف أكثر بالموسيقى الجزائرية الأصيلة والمحافظة، خلال السهرة قدمنا مزيجا بين الطابع الأندلسي المحض كما قدما مقتطفات من المدائح الدينية والتي اختلفت نوعا ما موسيقاها عن الطابع الأندلسي وهذا حتى يكون الحفل ومتنوع ويستمتع الجمهور أكثر".


 

بوتف الأمين، مدير مركز الفنون والمعارض بتلمسان: جئنا من عاصمة الثقافة الإسلامية إلى عاصمة الثقافة العربية

«تعتبر مشاركة ولاية تلمسان في هذه التظاهرة، كعربون محبة لهذه المدينة التي طالما أحببناها والتي تربطنا معها علاقة متينة من حيث الحضارة والتاريخ وكل الفنون التي تتسم بها هاتين المدينتين، جئنا إلى قسنطينة، حاملين معنا العديد من المعارض التي تعرف بعاصمة الزيانيين على غرار معارض الخزف والطين، الحلي الذهبي والفضي ومتحف بحري مصغر. كما جئنا برسالة نقول فيها إن عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011، كانت بادرة خير على مدينة تلمسان من حيث الإنجازات الثقافية والمؤسسات التي كسبتها الولاية والتي حولتها إلى اتجاه سياحي ثقافي بامتياز نتمنى أن يكون نفس الشيء إلى قسنطينة التي نعتبرها الأخت الكبرى لولايتنا، اخترنا أن تكون مشاركتنا بفنانين مشهورين وكبار على غرار ريم حقيقي، إبراهيم حاج قاسم، مريم بن علال وناصر غفور من ندرومة، أظن أن كل مدن تلمسان حاضرة في هذه التظاهرة وشيء جميل أن تجمعنا الصدفة مع ولاية تبسة.. وكانت فرحة كبيرة عندما عرفنا أن توأمنا في هذه التظاهرة هي ولاية تبسة، حيث التقت تاء الشرق بتاء الغرب على قاف عاصمة الثقافة العربية".


 

الفنانة ريم حقيقي: لأول مرة أؤدي ديو مع الفنان حاج قاسم إبراهيم وأتمنى أن لا تكون الأخيرة

عبرت الفنانة التلمسانية، ريم حقيقي عن سعادتها الكبيرة للمشاركة في فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية تلمسان بعاصمة الثقافة العربية، وقالت في تصريح لجريدة "المساء"، عقب نهاية الحفل الفني الذي نشطته بقاعة العروض الكبرى أحمد باي: "جئنا إلى قسنطينة التي تشبه كثيرا ولاية تلمسان في التقليد، من أجل تمثيل ولايتنا ضمن فعاليات الأسابيع المحلية المندرجة في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، نشطنا سهرة تلمسانية بامتياز في طابع الأندلسي والمدائح الدينية وكان لي الشرف أن كنت على ركح رفقة الفنان القدير حاج قاسم إبراهيم في شكل "ديو"، هي أول مرة أشترك فيها مع هذا الفنان وأتمنى أن لا تكون المرة الأخيرة، وقد قدمنا مزيجا من الأغاني التراثية التي أظن أنها نالت إعجاب الجمهور الحاضر ولقد لاحظنا ذلك من خلال تفاعل العائلات التي تبقى متمسكة بالفن الأصيل، نتمنى أن نكون قد شرفنا ولاية تلمسان في هذه التظاهرة وأشكر كل القائمين على هذه الفعاليات التي تسوق صورة جميلة عن الجزائر".