في دراسة أعدها مخبر علم الاجتماع بعنابة:

العنف المدرسي يحتل المرتبة الثانية بـنسبة 35 بالمائة

العنف المدرسي يحتل المرتبة الثانية بـنسبة 35 بالمائة
  • 1424
هبة أيوب هبة أيوب

أكد مخبر علم الاجتماع بجامعة "باجي مختار" في عنابة، خلال دراسة أعدها مؤخرا، أن العنف المدرسي أخذ منحنى خطيرا خلال السنتين الأخيرتين، حيث يحتل المرتبة الثانية بعد عنف الشوارع داخل المؤسسات التربوية بنسبة قدرها 35بالمائة، وهو رقم يحتاج إلى دراسة دقيقة لمعرفة أسباب العنف الحقيقية داخل المدارس. حسب المختصين في علم الاجتماع، لا تتوفر الجزائر على هيئة رسمية تتكفل بتشريح ملف العنف، رغم تدهور الوضع في المدارس بعد إقدام بعض المعلمين والأساتذة على استعمال أساليب التعنيف ضد التلميذ، خاصة في الطورين الابتدائي والمتوسط، مع تقديم أرقام صحيحة تساعد مختلف شركاء القطاع التربوي، بما فيهم الوزارة الوصية والأمن وخبراء المجتمع والمساجد بهدف مناقشة هذه القضية.

من بين مظاهر العنف داخل القسم، حسب مخبر علم الاجتماع؛ التورط في ممارسة بعض السلوكات والتصرفات التي لا تصلح في هذا الإطار ضد التلميذ بالغير أو استقدام وسائل التكنولوجيا العصرية لتحقيق رغبتهم في الحصول على نقاط جيدة، كل هذا ينجر عنه عنف نفسي وصراع مع الذات، قد يتحول إلى عنف جسدي كالضرب والاعتداء على الأستاذة والحراس، يحدث هذا حسب بعض المختصين، في ظل عدم اهتمام الجهات المعنية بملف التشخيص والبحث عن الأسباب الرئيسية لحدوث هذه الشروخ العميقة داخل القطاع التربوي، وبناء على الدراسة التي قدمها المخبر، فإن العنف البدني والنفسي وراء تورط تلاميذ الطور النهائي في اتباع منهجية خاطئة قد تشوه المشهد التعليمي في الجزائر،  وهي الأخذ بالثأر والانتقام من المعلمين، وقد يتعدد العنف إلى تكسير السيارات أو التسبب في إصابة الأستاذ بجروح خطيرة، وهذا يدعم تصريح مصالح الدرك في عنابة التي أكدت مؤخرا أن أكبر فئة تتناول المخدرات والأقراص المهلوسة موجودة في المدارس، فكل هذه الأساليب تنعكس على شخصية الطفل والمراهق الذي يتحول إلى حامل سلاح، ثم يصبح مجرما يستمد قوته من الشارع، في ظل  الانحراف الذي تغذيه عصابات خطيرة.

وأشارت الدراسة إلى أن ما يزيد من تفاقم مثل هذه الأوضاع هو تكريس  الرداءة والسلبية في العمل التربوي، تدني المستوى الدراسي، وضعف نسب النجاح، بالإضافة إلى التسرب المدرسي والعنف داخل القسم، كل ذلك يبدأ من الأسرة، فنسبة كبيرة من الأولياء لا يقتنعون بالعلاقات الأسرية وتعزيز الروابط الروحية مع احترام صلة الرحم، إذ من الآباء من يستعمل العنف مع ابنه الذي  يتعرض أيضا إلى الضرب والجرح العمدي، الأمر الذي يؤدي إلى التعقيد النفسي. ولاحتواء ملف العنف المدرسي في عنابة، أكد المختصون بمخبر علم الاجتماع في جامعة "باجي مختار" أنه على وزارة التربية مراجعة كل المشاكل التي تحدث بين المعلم والتلميذ في نفس الوقت، مع تجنب الأساليب التقليدية في معاقبة الطفل، منها الطرد التعسفي أو الرسوب في نهاية السنة، لأن هذه الطرق تزيد من تفاقم الظاهرة داخل المؤسسات التربوية.