الركن الفوضوي للمركبات بسكيكدة

ظاهرة تؤرق المواطنين وتلاميذ الابتدائي والثانوي

ظاهرة تؤرق المواطنين وتلاميذ الابتدائي والثانوي
  • 1187
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تعد ظاهرة الركن الفوضوي للمركبات بمختلف أنواعها، من السلوكات السلبية التي تعكس غياب الثقافة المرورية والحس المدني، حيث أصبحت شوارع مدينة سكيكدة بأحيائها وعلى مدار اليوم، غارقة في فوضى حقيقية بعدما تحولت كل المساحات إلى مواقف لركن السيارات، بما في ذلك الأرصفة، مما دفع بالراجلين إلى استعمال الطريق ملزمين، وليت الأمر توقف عند حد السيارات السياحية الخفيفة، بل تعداه إلى الشاحنات والحافلات من الحجم الكبير ومختلف آليات الحفر، في مشاهد متكررة أضحت تشكل ديكورا كاريكاتوريا في مدينة تعد من أغنى بلديات الوطن...

غياب الثقافة المرورية سبب الركن الفوضوي للمركبات

خلال جولة قادتنا إلى بعض أحياء المدينة، شدتنا العديد من المشاهد المتناقضة التي تعكس بحق الغياب الكلي لمصطلح الثقافة المرورية، أحيانا يبقى معها عقل الإنسان حائرا، كما هو الحال بمفترق إحدى الطرق الفرعية المتواجدة داخل المدينة، وبالضبط على مستوى شارع علي عبد النور ونهج المسجد، أين يعمد المواطنون والتجار إلى ركن مركباتهم بطريقة فوضوية تعيق حركة سير الراجلين، خاصة الأطفال وطلاب الثانويات من الجنسين، كما أنها تتسبب في عرقلة حركة سير السيارات وتزداد حدتها عند ساعات الذروة، كما هو الحال على امتداد طول شارع علي عبد النور في الأماكن الموجودة على بضعة أمتار من الابتدائية والثانوية. نفس المشهد يتكرر على مستوى شارع المجاهد بالقرب من صندوق الضمان الاجتماعي، حيث تركن المركبات فوق الرصيف مباشرة، وعلى امتداد شارع زيغود يوسف الذي لا تحترم فيه إشارات المرور، حيث تتم عملية الركن بطريقة فوضوية ومن الجهتين ولم يستثن من ذلك لا شارع الأقواس الرئيسي ولا شارع محمود نفير، فكل شوارع المدينة الرئيسية منها والفرعية تعيش نفس الوضع، أرجع العديد من المواطنين ممن تحدثنا إليهم، سبب تفاقم الظاهرة إلى نقص الوعي والأنانية المفرطة عند بعض الركاب الذين يعمدون وبتصرفات غير مسؤولة إلى ركن مركباتهم في أي مكان وبأية طريقة، إضافة إلى الارتفاع الكبير الذي عرفته حظيرة السيارات بسكيكدة، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وأكثر من ذلك افتقار المدينة إلى حظائر توقف السيارات، وأرجع البعض الآخر من المواطنين السبب إلى ضيق طرق سكيكدة التي يعود معظمها إلى الحقبة الاستعمارية، خاصة تلك المتواجدة بوسطها.

أمن سكيكدة في مواجهة الظاهرة

.سجلت مصالح أمن سكيكدة خلال السنة المنقضية؛ 1104 مخالفات بسبب الوقف والتوقف أمام المؤسسات الصحية والتعليمية، و745 مخالفة بسبب التوقف على الرصيف و410 مخالفات بسبب التوقف على الممرات المخصصة للراجلين و955 مخالفة بسبب الوقف أمام البنايات العمومية و1044 مخالفة للتوقف في رتل مزدوج و320 مخالفة للتوقف عكس اتجاه حركة السير، و2088 مخالفة للتوقف أمام مداخل العمارات و1884 مخالفة لتوقف المركبات التعسفي بصورة غير منقطعة في نفس النقطة من الوسط الحضري وغيرها من المخالفات التي تعد من الدرجة الثانية والمحددة غرامتها بين 2000 دج و4000 دج. وترى محافظ الشرطة رئيسة خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية سكيكدة، السيدة حنان بشيري، أن سبب تفاقم ظاهرة الركن الفوضوي للمركبات التي تعمل مصالح الأمن العمومي على محاربتها، إلى الارتفاع الذي تعرفه حظيرة المركبات بسكيكدة أمام ضيق الطرق التي لم تتواكب مع حجم هذه الأخيرة، وما زاد الطين بلة ـ حسبها ـ افتقار سكيكدة لحظائر توقف السيارات، زيادة على غياب الثقافة المرورية لدى مستعملي هذه الأخيرة، مضيفة بأن هناك توجه من قبل السلطات المحلية في سبيل تنظيم بعض الحظائر من خلال منح الشباب رخص استغلال مواقف مهيأة على مستوى الأحياء لركن السيارات.