الباحث نجيب بن لمبارك لـ "المساء":

الموسوعة الوطنية للمعالم والأعلام افتخار وانتماء

الموسوعة الوطنية للمعالم والأعلام افتخار وانتماء
  • 994
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تتواصل جهود الباحث والمؤلف نجيب بن لمبارك، لاستكمال معالم الموسوعة الوطنية التي تعنى بإظهار مواطن الجمال والإرث الاجتماعي والثقافي لكل مكان من أرض الجزائر المباركة، وها هو الآن يصول ويجول في ولاية تيزي وزو لاستخراج الكنوز الدفينة فيها، وعرض روائع ما شاهدته العين وما غفلت عنه أيضا من عادات وتقاليد وتكافل، "المساء" استضافت الباحث نجيب بن لمبارك ونقلت لكم جديده.

طرحنا السؤال التالي على ضيفنا، اخترت الغوص في عالم البحث عن العادات والتقاليد والمعالم عبر الوطن؛ أين وصلت في مشروعك "ذخائر الجزائر في  48 ولاية؟ فرد قائلا: "المشروع الذي باشرت العمل عليه مند سنوات، والذي كانت "المساء" سباقة لنشر تفاصيله، يكبر ويمتد ليمس مدنا جديدة وينفض الغبار عن أخرى، فبعد أن صدر لي كتاب "ذخائر تلمسان" في جزأيه، نشرت عملا آخر حول "ذخائر العاصمة" في ثلاثة أجزاء عن دار البصائر، حيث حاولت من خلال 2500 صفحة التعريف بالشخصيات الفعالة فيها، بداية من رؤساء الجمهورية والوزراء، مرورا بالمختصين والعلماء، الرياضيين، الفنانين في كل الروافد، والآن أحط الرحال في ولاية تيزي وزو". وعن هذه الولاية المتميزة يقول: "أعمل الآن على نفس المنوال والمنهجية التي سبق لي العمل بها في الولايات الأخرى، وأسعى من خلال مشروع "ذخائر ولاية تيزي وزو" إلى نفض الغبار عن معالم وجمال وأعلام هذه الولاية، وقد باشرت عملية البحث في جوان 2015، ولا تزال متواصلة لعرض تراجم لأعلام في ميادين مختلفة، وقد لاحظت خلال رحلة بحثي كثرة وجدية عمل الزوايا التي تعتبر سدا منيعا لحملات التبشير".

وأضاف محدثتنا قائلا: "هناك نقطة جد هامة أود الإشارة إليها، فيما يخص الخاصية الاجتماعية، وهي أن العائلة الزواوية متشبثة بتراثها وتاريخها، فالمورث الحضاري محفوظ في المنطقة من طرف الأفراد والجهات الوصية، مثل مديرية الثقافة التي ترعى بعض المعارض والتظاهرات الثقافية للتواصل مع الأجيال، كما أن المرأة القبائلية جد متشبثة بعاداتها ولباسها التقليدي الأصيل، فـ"الجبة" القبائلية و"الفوطة" لهما نصيب كبير في المنطقة".  

وفيما يخص الطريقة التي ينتهجها الباحث لإكمال مشروع موسوعة 48 ولاية قال: "طريقة عملي تشبه الحلقة، فبعد أن زرت العاصمة، تلمسان، قسنطينة وبسكرة، وأكملت ما استوجب عليّ القيام به من بحث وتنقيب في كل منطقة حسب خصائصها وأعلامها، كررت الدورة بالرجوع إلى ولاية تيزي وزو التي مازلت أواصل عملية البحث فيها، وبعدها سأعمل على الانتقال إلى ولاية من الغرب وأخرى من الشرق، ثم الجنوب، وهكذا دواليك حتى أزور كل ولايات الوطن، علما أنني أنتهج سياسة عمل بمثابة حجر أساس ليكمله الباحثون من بعدي، لأن الجزائر شاسعة وإرثها الاجتماعي والثقافي كبير، ولا يمكن أبدا أن يكمل شخص لمفرده ولاية، كما يستوجب عليّ الأمر التنقل إلى ولايات أخرى لإكمال المشروع، لأنه بالنسبة لي انتماء للوطن وافتخار بأعلامه ومعالمه".